هناك شخصٌ يصاب بالجلطةِ كل 40 ثانيةٍ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية، أكثرُ من 795000 شخصٍ يصاب سنويًا، 140000 شخصٍ يقتل بسبب الجلطة سنويًا، أي بمعدل واحدٍ من كل عشرين وفاة، كل أربعة دقائق نفقد واحدًا بسبب الجلطة، فهل أدركت مدى أهمية الموضوع، هل لديك العلم الكافي عن الجلطة، أسباب الجلطة، أعراضها وكيفية التعامل معها؟
الجلطة
هي حالةٌ من الحالات المستعصية التي ينقطع فيها الدم عن جزءٍ من الدماغ، لذلك فهي من الحالات الطارئة التي يجب التعامل معها بأسرع وقتٍ ممكن، للحصول على أقل خسارةٍ ممكنةٍ من وظيفة الدماغ.
إن نقص التروية الدموية لخلايا الدماغ تؤدي إلى موتها، وكلما ازداد موت الخلايا ازدادت الأمور سوءًا، ليلعب الوقت الدور الأهم في التقليل من تدمير الخلايا، لذلك فإذا شعرت بأحد أعراض الجلطة أو شاهدت أحدهم يعاني من أعراض الجلطة، لا تنسى الاتصال بخدمة الطوارئ أو نقل المريض لأقرب خدمةٍ طبية.
هل يستطيع الشخص الابتسام في وجهك، هل تميل شفاهه وعينه على جهة ما، هل يستطيع رفع كلا يديه بنفس المستوى؟
هل يستطيع التحدث بشكلٍ واضح؟ إذا ظهرت أحد هذه الأعراض فسارع بالمريض إلى أقرب طبيب.
أسباب الجلطة
إن الدماغ كغيره من الأعضاء يحتاج إلى الأكسجين والغذاء، وكلنا نعلم أن الدم هو وسيلة المواصلات لتغذية الخلايا للقيام بوظيفتها المطلوبة.
عندما ينقطع الدم عن خلايا الدماغ، فإنها تبدأ بالتلاشي واحدةً تلو الأخرى، مما يؤدي إلى تضرر نسيج الدماغ وحدوث الإعاقة أو حتى الوفاة.
تتلخص أسباب الجلطة في:
- نقص تروية الدماغ (الجلطة الدماغية الإقفارية):
تشكل حوالي 85% من حالات الجلطة بشكلٍ عام، والذي يحدث غالبًا بسبب تسكير الوعاء الدموي بخثرةٍ دموية، قد تحدث الجلطة الدماغية الإقفارية الحادة بسبب تكون خثرة في داخل الشريان الدماغي أو بسبب انسداد الشريان الدماغي بِصِمَّة.
تتكون الخثرة الدموية داخل الشريان من خلال تجمع الصفائح الدموية فوق تكتلات من الدهون الموجودة في جدار الشريان (تصلب الشريان)، في بعض الحالات تتكون الخثرة الدموية في مكانٍ ما في الجسم، لتنتقل عبر الدم إلى الشرايين الدماغية (صِمَّة)، كتلك التي تتكون في القلب بسبب مرض رجفان الأذين، لتنتقل بعد ذلك عبر الأورطى وتعلق في أحد الشرايين الدماغية. وهناك أسباب أخرى لنقص تروية الدماغ (الجلطة الإقفارية) ولكنها نادرةً مقارنةً مع الخثرة الدموية.
- الجلطة الدماغية النزيفية:
تشكل حوالي 10% من حالات الجلطة بشكلٍ عام، والتي تحدث بسبب انفجار الشريان المغذي لخلايا الدماغ، وهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث جلطة دماغية بسبب النزيف، ولكن أشهر أسبابها هو ارتفاع ضغط الدم المزمن.
إن النزيف داخل الدماغ يعرف بالسكتة الدماغية النزيفية، ولكنها تختلف عن تلك التي تتحول من جلطة إقفارية إلى نزيفية.
- نقص التروية المؤقتة: والذي يحدث بسبب انقطاع التروية الدموية عن خلايا الدماغ بشكلٍ مؤقت، وقد تستمر لبضع دقائق أو 24 ساعة كحدٍ أقصى، وتعرف بالجلطة الصغرى، ولابد من معالجة نقص التروية المؤقت بشكلٍ عاجل وذلك لأنه يزيد من فرصة حدوث الجلطة الدماغية.
هناك بعض الأمور التي تزيد من فرصة حدوث الجلطة الدماغية:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
- رجفان الأذين (اضطراب نبضات القلب).
- مرض السكري.
أعراض الجلطة الدماغية
إن كمية ونوع الإعاقة الناتجة عن الجلطات الدماغية تختلف من جلطةٍ لأخرى، والتي تعتمد على المساحة المصابة من نسيج الدماغ، جلطةٌ كبيرةٌ قد تكون سببًا في الوفاة، أما الجلطات الصغيرة فتتراوح المشاكل الناتجة عنها حسب الحجم، وكذلك مراحل الشفاء تختلف، فهناك ما يعود للوضع الطبيعي وهناك ما لا يستطيع العودة، ومن أعراض الجلطات الدماغية:
- ضعفٌ أو شللٌ في أطراف جهةٍ من الجسم.
- فقدان الإحساس في جهةٍ من الجسم.
- الترنح والصعوبة في الاتزان وتنسيق حركات الجسم.
- صعوبةٌ في البلع.
- مشاكل في النطق والتواصل مع الآخرين.
- مشاكل في عملية الإبصار.
- عدم القدرة على التعلم، التركيز، الحفظ، التذكر وغيرها.
- تقلب المزاج، فهناك بعض المرضى يبكون ويضحكون دون أسباب مبررة لذلك.
- إجهادٌ عام.
- تدلّي في أحد جهات الوجه بسبب شلل العضلات في الجهة المصابة.
- الدوار والرأرأة التأرجحية للعين.
- انخفاض مفاجئ في مستوى الوعي لدى المريض.
علاج الجلطة الدماغية
يختلف علاج الجلطات من نوعٍ لآخر، وذلك اعتمادًا على سبب الجلطة والمكان المتأثر من الدماغ.
غالبًا ما يتم علاج المرضى المصابين بالجلطة من خلال الأدوية، كتلك التي تعمل على تذويب الجلطة المتكونة أو منع تكون خثراتٍ دمويةٍ جديدة، كذلك أدوية خفض الضغط والأدوية المنظمة لنسبة الدهون في الدم.
هناك بعض الحالات التي يلجأ فيها الأطباء للجراحة، للتخفيف من الوَذَمَة في الدماغ وإيقاف النزيف إذا كان هو السبب في تلك الجلطة.
عند التعامل مع مريض الجلطة في غرفة الطوارئ لابد من التأكد من هذه الأمور بالترتيب في أقل من 60 دقيقة:
- مجرى التنفس.
- حركة الصدر (دخول الهواء بشكلٍ طبيعي إلى داخل الرئتين).
- عدم وجود مصدر للنزيف يهدد حياة المريض، وخاصةً إذا كان مريض صدمة.
- تأمين كل ما يحتاجه المريض من سوائل وأملاح وغيرها، اللازمة لاستقرار حالة المريض.
- إجراء الصور والفحوصات المخبرية اللازمة لدراسة وضع المريض.
- إذا كانت الجلطة ناتجة عن نقص التروية الدموية فلابد من البدء بالعلاج في أقرب وقت ممكن.
لا ننسى مراقبة ضغط المريض، ولا يجوز خفضه بسرعةٍ في حالات الجلطة، حتى لا تزداد الأمور سوءًا، والذي يحدد كمية وسرعة خفض الضغط هو نوع الجلطة بحد ذاتها.
المصادر
- Centers for Disease Control and Prevention (2020) Stroke Facts, Available at: https://www.cdc.gov/stroke/facts.htm (Accessed: 24/08/2020).
- National Health Service (2019) Stroke, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/stroke/ (Accessed: 24/08/2020).
- Edward C Jauch (2020) Ischemic Stroke, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/1916852-overview (Accessed: 24/08/2020).
- David S Liebeskind, (2019) Hemorrhagic Stroke, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/1916662-overview (Accessed: 24/08/2020).
- Colin Tidy (2019) Stroke, Available at: https://patient.info/brain-nerves/stroke-leaflet (Accessed: 24/08/2020).