اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ( Attention Deficit Hyperactivity Disorder ) هو الحالة الطبية التي يكون فيها أعراض فقدان الانتباه والتركيز، مصاحب بزيادة النشاط والحركة مع الاندفاعية، حيث تؤثر على مستوى الطفلي العقلي ،السلوكي، العاطفي، الاجتماعي والوظيفي.
وفقًا للأبحاث فإن ما يقارب (8-10)% مصابون بهذا الاضطراب حول العالم مع زيادة عدد حالات الذكور على الإناث.

اسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

بالرغم من أن الأسباب غير واضحة حتى الآن إلّا أنَّ هناك العديد من النظريات حول هذا الموضوع؛ حيثُ يرى الأغلب أنَّها اضطراب عصبي تطوري، في حين يرى البعض الآخر أنه اضطراب وراثي في كيميائيات الدماغ وهذا ما تبين من الاستجابة لبعض العلاجات التي تستهدف هذه المواد الكيميائية.
مع العلم أنَّ التدخين خلال الحمل يزيد احتمالية تعرض الطفل للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، لكنَّه لا يعتمد كما يعتقد البعض على نقص أو زيادة أيًا من المواد الغذائية لنظام الطفل الغذائي حتى وإن تعرض لاضطرابات مؤقتة في الشخصية التي لا ينطبق عليها برتوكول التشخيص.

اعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

قد يمتلك طفلك واحدة أو أكثر من الأعراض التالية والتي أيضًا قد تختلف حدّتها مع تقدمه في العمر وتشمل:

• فرط النشاط (hyperactivity):
  يتمثل في زيادة الكلام والحركة حيث يجد الطفل صعوبة في اللعب بهدوء أو حتى الجلوس لفترة من الزمن، يبدأ هذا العرض في عمر الرابعة ويصل الذروة في السابعة وقد يقل وضوحه في عمر البلوغ أو يبقى كما هو.
• الاندفاعية (impulsivity):
  حيث يتعمد الطفل مقاطعة الآخرين وعدم انتظار دوره ويعطي إجابات سريعة دون تفكير مما يجعله منبوذًا من أقرانه في الفصل الدراسي.
  يبدأ ايضًا هذا العرض في الرابعة ويزداد حتى السابعة لكنه يستمر مع الطفل مدى الحياة في أغلب الحالات.
• عدم التركيز ( inattention):
   تشمل النسيان، سهولة جذب انتباه وتركيز الطفل، تدني المستوى التحصيلي في المدرسة، ضعف التركيز وعدم الانتباه للتفاصيل.
  يكون هذا العرض أكثر وضوحًا في مرحلة المدرسة، وغالبًا ما يستمر للبلوغ وأكثر.

انواع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

تبعًا للعرض الأوضح لدى الطفل صُنِّف إلى:

1. عدم التركيز: عندما يكون نقص التركيز هو الأوضح وسُمِّي سابقًا اضطراب نقص التركيز (attention deficit disorder).
2. الاندفاعية: عندما يكون فرط النشاط هم الأوضح.

3. مختلط.

تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

مبدئيًا لا يوجد فحص أو تحليل معين لتشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كما أن بعض الأعراض يمكن أن تكون موجودة بشكل طبيعي لدى الطفل في مراحل عمرية مختلفة لكن باختلاف المدة والحدة لهذه الأعراض. لذلك هنالك آلية معينة للتشخيص من خلال توافر بعض الأعراض مجتمعة كالآتي:

• أن تظهر الأعراض على الطفل في أكثر من بيئة كالمدرسة والبيت في نفس الوقت.
• أن تستمر الأعراض كحد أدنى 6 أشهر.
• أن تبدأ قبل عمر الثانية عشر.
• أن تؤثر على النواحي الأكاديمية، الاجتماعية والوظيفية للطفل.
• أن تكون شدة الأعراض أعلى من المتوقع للطفل في هذه المرحلة العمرية.
• أن يتم استثناء جميع الأسباب الأخرى لهذه الأعراض.

هنالك العديد من الأسباب الطبية والنفسية لهذه الأعراض لذلك يتطلب التشخيص دراسة جميع جوانب شخصية الطفل الطبية والنفسية، نموه الجسدي، الفكري والتعليمي. كما يتطلب الأمر عدة زيارات للطبيب المعالج قبل التشخيص.

كيفية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

دائمًا ما يتساءل الأهل إذا ما كان أطفالهم بحاجة إلى العلاج، ويرى المختصون أنه لو تُرك طفل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط دون علاج فإنه عرضة لتدهور تحصيله الدراسي، للاكتئاب، للحوادث وانخفاض الإنجاز على مستوى علاقاته الاجتماعية وأدائه الوظيفي في المستقبل.
ومن هنا تكمن أهمية العلاج الذي يشمل الأدوية، العلاج النفسي والسلوكي والتعاون على مستوى المدرسة والمنزل.
ويختلف العلاج الأنسب من طفل لآخر ومن مرحلة عمرية لأخرى:

• الأدوية المنشطة

هو العلاج الأفضل للأطفال في سن المدرسة، وليست كما الظاهر من اسمها تزيد من نشاط الطفل ولكن تعزز وتقوي الإشارات بين أجزاء الدماغ المختلفة فتساعد الطفل على التركيز والتحكم بنفسه بدرجة أعلى، لكنها لا تزيد من تحصيل الطفل الدراسي والوظيفي والسلوكي لذلك قد يحتاج الطفل أيضًا لعلاج سلوكي.
من المهم اتباع التعليمات والإرشادات الخاصة باستخدام الأدوية المنشطة؛ فيجب في البداية معايرة الجرعة من قِبَل الطبيب المعالج في فترة أسبوع على الأقل قبل زيادة الجرعة حتى تصل الجرعة المناسبة للطفل.
وكأي دواء آخر فإنه لها بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل نقصان الشهية والوزن والتي يمكن أن يتم تجاوزها بأخذ الدواء بعد تناول الطعام ، وقد تؤثر على نوم الطفل لكنها لا تؤدي إلى الإدمان كما هو شائع.
القرار بإيقاف الدواء عن الطفل يعتمد على الطبيب المعالج ورؤيته لوضع الطفل الصحي.

• العلاج السلوكي

العلاج السلوكي يهدف إلى تحسين سلوك الطفل، تحصيله الدراسي وعلاقاته الاجتماعية مع أهله وأقرانه.
ويتم من خلال وضع برنامج تدريبي محترف للوالدين يتضمن التالي:

• جدول يومي.
• تنظيم أغراض الطفل المدرسية وألعابه في أماكن مخصصة.
• وضع أهداف منطقية وواضحة.
• مكافئة الطفل على الإيجابيات.
• وضع استراحة للنشاط البدني للطفل.
• تقليل الخيارات المتاحة للطفل.
• البحث عن أنشطة تجذب الطفل.

العلاج التكميلي والبديل

لا يُغني عن العلاج الرئيسي لاضطراب نقض الانتباه وفرط النشاط لكن يستخدم كدعم للمريض وأهله.
كجلسات التدليك (المساج) ومجموعات الدعم، الالتزام بأغذية معينة، الفيتامينات المتعددة والمعادن.
يعتقد الأهل غالبًا أنها العلاج الطبيعي والأكثر فعالية ولكن وفقًا للدراسات فإنها لا تعطي أي نتيجة وما هي إلا تكلفة مادية ومضيعة لجهود الأهل دون جدوى.

المصادر

• Kevin R Krull (2018) Patient education: Symptoms and diagnosis of attention deficit hyperactivity disorder in children (Beyond the Basics), Available at: https://www.uptodate.com/contents/symptoms-and-diagnosis-of-attention-deficit-hyperactivity-disorder-in-children-beyond-the-basics#H1 (Accessed: 24 July 2019).
• Kevin R Krull (2018) Patient education: Treatment of attention deficit hyperactivity disorder in children (Beyond the Basics), Available at: https://www.uptodate.com/contents/treatment-of-attention-deficit-hyperactivity-disorder-in-children-beyond-the-basics (Accessed: 24 July 2019).
• National Institute of Mental Health (NIMH) () Attention-Deficit/ Hyperactivity Disorder, Available at: https://www.nimh.nih.gov/health/topics/attention-deficit-hyperactivity-disorder-adhd/index.shtml (Accessed: 24 July 2019).

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: بكر خضر أبو جراد.
آخر تحديث بواسطة: آية أبو قمر.