يعتبر الأسبرين من أشهر وأقدم مضادات الالتهابات غير الستيروئيدية المستخدمة، ويحتوي على المادة الفعالة: أسيتايل ساليسيلك أسيد (ASA) ويعرف بأنه دواء مستخرج من أوراق الصفصاف وله عدة خصائص علاجية هامة.
الأسبرين والخصائص العلاجية له
يستخدم الأسبرين كمسكن للآلام المتوسطة والخفيفة كآلام المفاصل والعضلات والأسنان، آلام الدورة الشهرية والصداع وآلام الروماتيزم الحادة والمزمنة، كما يستخدم خافضًا للحرارة ومضادًا للالتهابات باعتباره أحد مضادات الالتهابات الغير الستيروئيدية ويستخدم أيضا للتخفيف من أعراض الذئبة الحمراء للمرضى الذين يعانون من احمرار وتهيج في الجلد، كما يدخل في علاج آلام الرأس الشديدة المعروف بالصداع النصفي (الشقيقة).
يعتبر الأسبرين سريع الامتصاص ويبدأ مفعوله خلال نصف ساعة من تناوله تقريبًا، ويمكن امتصاصه بلعًا أو تحت اللسان.
فوائد الأسبرين لمرضى القلب
تناول الأسبرين مهم وضروري لمرضى القلب، فهو يستخدم بجرعات منخفضة للمحافظة على سيولة الدم ومنع حدوث الجلطات، فهو يمنع تجمعات الصفائح الدموية التي تؤدي إلى التخثرات الدموية فينتج عنها تضيُّق وانسداد في الشرايين والتي بدورها تمنع وصول الدم والغذاء لأجزاء من عضلة القلب مؤدية إلى موتها، وينتج عن ذلك التعرض للذبحة الصدرية والنوبات القلبية والموت المفاجئ، كما تسبب انسداد في الشرايين الواصلة للدماغ محدثة سكتات دماغية.
آلية عمل الأسبرين
- يعمل الأسبرين على تسكين الألم وتخفيف أعراض الالتهابات من خلال تثبيط غير رجعي لإنتاج أنزيمات الأكسدة الحلقية ((cyclooxygenase (COX-1, COX-2) التي تعمل على إيقاف تصنيع وإفراز مادة البروستاجلاندين التي تتحرر من جدار كريات الدم البيضاء وتساعد على زيادة التفاعل الالتهابي وتسبب الشعور بالألم والحرارة وهذا ما يميزه عن الأنواع الأخرى من مضادات الالتهابات غيرالستيروئيدية.
- يعمل الأسبرين على تثبيط عمل مادة الثرومبوكسانA2 التي تفرز من الصفائح الدموية والتي تعمل على تكوين الخثرات الدموية و تسبب حدوث الجلطات.
- كما يعمل على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ في منطقة ما تحت المهاد لخفض الحرارة عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم والتعرق، كما أن تثبيط إفراز البروستاغلاندين يساعد على خفض الحرارة.
أسبرين الأطفال، ما مدى صحة التسمية وما مدى سلامة استخدامه لدى الأطفال؟
- في بعض المناطق ينتشر بين العامة مصطلح “أسبرين الأطفال” الذي يعتقد انه مخصص للأطفال لتخفيض الحرارة وتسكين الآلام.
- في الواقع هذه تسمية خاطئة ومضللة؛ لأنه لا يوجد أي علاقة بين أسبرين الأطفال والأطفال وإنما يستخدم هذا المصطلح لوصف الجرعات المنخفضة من الأسبرين المستخدمة للمحافظة على سيولة الدم وجرعتها صغيرة (80_100ملجم) مقارنة بالجرعة الاعتيادية المستخدمة لمعالجة الالتهابات، وإعطائه للأطفال يشكل خطورة كبيرة جدًا على حياتهم لذلك ينبغي على الأهل الحذر من إعطاء الأسبرين لأطفالهم.
التعارضات الدوائية للأسبرين
- ينتج عن تناول الجرعات المنخفضة من الأسبرين مع الوورفرين (Warfarin) زيادة غير مرغوبة في سيولة الدم مما يؤدي إلى حدوث نزيف.
- تناول الأسبرين المخصص للسيولة مع الأيبوبروفين (Ibuprofen) يقلل من فعالية الأسبرين في زيادة سيولة الدم.
- الفعالية العلاجية للأسبرين تزداد في حالة تناول التستستيرون (Testosterone) معه.
- تناول الأسبرين مع الكابتوبريل (Captopril) ومركبات البايروليدين مثل: (1-(3-Mercapto-2-Methyl-Propionyl)-Pyrrolidine-2-Carboxylic Acid) على المدى البعيد يزيد من احتمالية حدوث ارتفاع الضغط، الفشل الكلوي، وارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم.
- تناول الأسبرين مع البنزايل إميدازول (1-Benzylimidazole) يؤدي إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم.
- الأسبرين يزيد من فعالية الثيازوليدينيديون (Thiazolidinedione) في خفض سكر الدم وأدوية خفض السكر بشكل عام.
- تناول الأسبرين بجرعات منخفضة مع أبسيكسيماب (Abciximab) يؤدي إلى زيادة مفرطة في السيولة ويؤدي إلى حدوث نزيف.
- الأسبرين يقلل من فعالية الأسيبيوتولول (Acebutolol) في خفض ضغط الدم.
- تناول الأسبرين مع الأبيديترول (Abediterol) يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
- الباراسيتمول (Paracetamol) والكورتيزول (Cholesterol) يزيدان من تركيز الأسبرين في الدم
- تناول الأسبرين مع الدايجوكسين (Digoxin) يقلل من تركيز الأسبرين في الدم
- الأسبرين يقل من إخراج كل من الأموكسيسيلين (Amoxicillin)، والأمبيسيلين (Ampicillin)، والسيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) من الجسم مما يؤدي الى ارتفاع تركيزهم في الدم.
- الآثار الجانبية للأسبرين تزاد عند تناول الازيثرومايسين (Azithromycin) معه
- الأسبرين يقلل من طرح الباكلوفين (Baclofen) من الجسم مما يؤدي الى زيادة تركيزه في الدم
- مدرات البول تقلل من فعالية الأسبرين.
- استخدام الأسبرين للأطفال يمكن أن يؤدي إلى حدوث متلازمة راي (Reye’s syndrome).
الآثار الجانبية للأسبرين
- ألم في المعدة أو حدوث قرحة فيها أو في الأمعاء.
- غثيان وتقيؤ.
- من النادر حدوث قصور كلوي، وفشل كلوي حاد، وانخفاض ضغط الدم.
- صداع ودوار.
- الأسبرين بجرعات منخفضة قد يسبب نزيف في المخ
- الأسبرين بجرعات منخفضة يقلل من طرح حمض البولينا (اليوريك أسيد) في الدم، مما يزيد حدوث نوبات النقرس لمن يعانون منه.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- حدوث نزيف في الجهاز الهضمي وخروج الدم مع البراز أو براز أسود اللون.
الجرعات الموصى بها
- للمحافظة على سيولة الدم من 75 – 300 مليغرام.
- لتخفيف الآلام وخفض الحرارة من 350 -900 مليغرام.
ملاحظات هامة
- تحدد الجرعة اليومية للأسبرين من قبل الطبيب المعالج وغالبًا تؤخذ حبة يوميًا على معدة ممتلئة.
- لا يعطى الأسبرين للأطفال والمراهقين دون سن ال 18 عام وفي حال إعطاءه لمن يتجاوز هذا السن فإن الطبيب هو من يقرر استخدامه أو استخدام البدائل الأخرى وليس الأهل.
- بالنسبة للمرأة الحامل أو التي سوف تصبح حاملًا يجب عليها استشارة الطبيب قبل تناولها الأسبرين.
- ينتقل الأسبرين إلى حليب الأم بكميات ضئيلة ولم يثبت حتى الآن تأثيراته على الرضيع، فتستطيع المرضع تناول الأسبرين إذا كانت الجرعة المستخدمة أقل من 150 مليغرام أما إذا كانت الجرعة عالية فيجب التوقف عن الإرضاع
- لا يجوز تناول الأسبرين أو أدوية أخرى تحتوي على حمض الأسيتيل ساليساليك أسد لفترات طويلة أو بجرعات كبيرة بدون استشارة طبية.
- يجب إعلام الطبيب إذا كنت تتناول دواء آخر مع الأسبرين.
- إذا كنت تتناول الأسبرين وشعرت بأحد الأعراض الجانبية السابق ذكرها توقف عن تناوله وأخبر طبيبك فورًا.
الأسبرين والحمل
ربطت العديد من الدراسات القائمة حول الأسبرين وبين العديد من المضاعفات أثناء استخدامه خلال الحمل. كما يظن بعض الباحثين أن تناول الأسبرين وفقًا للجرعات المخصصة للبالغين في الحمل قد يسبب مشاكل للأم وطفلها.
ونجد أن بعض الدراسات أظهرت أن تناول الأسبرين خلال فترة الإخصاب أو قبله بقليل يزيد خطر الإجهاض.
كما يعتقد بعض الباحثين أن تناول الأسبرين أيضا بجرعة البالغين في الحمل قد يؤثر سلباً على نمو الجنين، وربما يزيد قليلاً خطر انفصال المشيمة المفاجئ. وبالتالي، قد يؤدي تناول جرعات كاملة من الأسبرين إلى تأخر موعد الولادة أو زيادة خطورة إصابة المولود بأمراض القلب والرئة، بالإضافة إلى خطر إصابة الأم والمولود بالنزيف.
ومع ذلك فإنه إذا أخذت الحامل الأسبرين في بعض الأحيان بجرعات صغيرة أثناء الحمل فإنه لا يحتمل أن يتضرر طفلها بأي شكل من الأشكال؛ لأنه يأتي الخطر من تناول الحامل للأسبرين بانتظام في جرعات كاملة كما للأشخاص البالغين.
فنجد في بعض الحالات الخاصة، يكتب الأطباء علاج الأسبرين للمرأة الحامل وينصحها بتناول جرعة صغيرة منه يومياً (عادًة هذه الجرعة يجب ألا تزيد عن ربع الجرعة العادية التي يتناولها البالغون).
ويعتقد معظم الخبراء أن تناول الأسبرين بجرعته الخفيفة آمن. ويعتقدون أن النساء اللواتي يعانون من متلازمة هيوز والمعروفة أيضاً بحالة (تجلط أو تخثّر الدم) قد يفيدهن تناول جرعات خفيفة من الأسبرين في أول مراحل الحمل. بينما تنطبق هذه الحالة بنسبة أعلى على النساء اللواتي تعرضن للإجهاض المتكرر. حيث يحارب فيها الجهاز المناعي في الجسم إحدى خلاياه أو أنسجته فيفرز الأجسام المضاضة لها فيسبب الإجهاض.
وتبيّن بعض الدراسات الأخرى أن بعض النساء المعرضات لخطر تسمّم الحمل (بما فيهن اللاتي يظهر لديهن ارتفاع مزمن في ضغط الدم، ومرض السكري الحاد، أو أمراض الكلى، أو ممن أصبن سابقًا بحالة تسمّم حمل حادة (eclampsia ) قد أفادهن تناول جرعات خفيفة من الأسبرين.
إذا كنتِ حاملًا، امتنعي تماماً عن تناول الأسبرين إلاّ في حالتك الخاصة التي تستدعي ذلك وتحت إشراف طبيبك المختص.
المصادر
-
US National Library of Medicine National Institutes of Health Search databaseSearch term Search (2019.02.014) Characterization of aspirin esterase activity in health and disease: In vitro and ex vivo studies., Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/30771282 (Accessed: 2/3/2019).
-
MotherToBaby ( Tuesday, 18 December 2018) Low Dose Aspirin, Available at: https://mothertobaby.org/fact-sheets/low-dose-aspirin/ (Accessed: 2/3/2019).
-
drugbank (March 01, 2019) Aspirin, Available at: https://www.drugbank.ca/drugs/DB00945 (Accessed: 2/3/2019).
تدقيق لغوي ومراجعة علمية: آية محمود اللالا.