الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية هي التغذية الأفضل لطفلك، وهي الأفضل لصحتك أيضًا، فلها تأثير على التطور العقلي ومستوى الذكاء لطفلك، فهي تمده بالمقدار الصحيح من العناصر الغذائية اللازمة لتلبية احتياجاته الأولى.
يعد حليب الثدي الأسهل هضمًا على الطفل، ويمنع حدوث الإمساك أو الإسهال لديه، كما يقلل من حدوث التهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن، والتهاب السحايا البكتيري، وقد يحمي الأطفال من متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، وكذلك السكري، والسمنة، والربو.
تساعد الرضاعة الطبيعية الأم على حرق السعرات الحرارية، وتساعد على تقليص الرحم، لذلك قد تتمكن الأمهات المرضعات من العودة إلى وزنها قبل الحمل بشكل أسرع.
تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر إصابة النساء بسرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
مقدمة
الرضاعة الطبيعية هي الطريقة المعتادة لتزويد الرضع بالعناصر المغذية التي يحتاجونها للنمو السليم، حيث إن جميع الأمهات تقريبًا يمكنهن إرضاع أطفالهن، لذا من المهم أن تتوافر لديهن معلومات دقيقة كاملة حول الرضاعة الطبيعية.
يوصى أن يستمر بالإرضاع الكامل من الثدي حتى 6 أشهر من عمر الطفل، مع إدخال أغذية تكميلية بعد هذا العمر شرط استمرار الرضاعة جنبًا إلى جنب لعمر يصل إلى عامين أو أكثر.
متى يبدأ الحليب بالتدفق من الثدي
في الأيام القليلة الأولى بعد ولادة طفلك، سوف ينتج جسمك حليب اللبأ الغني بالمغذيات، ويحتوي اللبأ على العديد من الخصائص الواقية، بما في ذلك المواد المضادة للبكتيريا والمعززة للمناعة وهذه الخصائص غير متوافرة في حليب الأطفال الصناعي.
بعد حوالي 3 إلى 4 أيام من إنتاج اللبأ، ستبدأ الأم بالشعور أن الثدي بات أكثر صلابة، وهذه علامة على زيادة تدفق الحليب الخاص بك، وتغييره من اللبأ إلى حليب الثدي، الذي يشبه الحليب المقشود. وفي بعض الأحيان حليب الأم قد يستغرق وقتاً أطول من بضعة أيام حتى يتدفق، وهذا أمر طبيعي تمامًا لا داعي للقلق ناحيته.
مراحل حليب الأم خلال الرضاعة
اللبأ
هو المرحلة الأولى من حليب الأم، ويستمر لعدّة أيام بعد الولادة، ويتميز باللون المصفرّ ويكون الحليب في هذه المرحلة أكثر كثافة من المراحل التالية من الرضاعة، ويحتوي اللبأ على كميات كبيرة من البروتين والفيتامينات والمعادن والأجسام المضادة التي تنتقل من الأم إلى طفلها .
الحليب الانتقالي
يظهر بعد يومين إلى ثلاثة أيام من مرحلة اللبأ ويستمر لحوالي أسبوعين، ويحتوي على نسب عالية من الدهون وسكر اللاكتوز والفيتامينات، لكنه يحتوي على سعرات حرارية أكثر من اللبأ.
الحليب الناضج
وهي المرحلة الأخيرة من مراحل حليب الأم؛ حيث تصبح نسبة الماء فيه حوالي 90% للحفاظ على رطوبة جسم الطفل، ويحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الضرورية لنمو الطفل وإمداده بالطاقة.
متى يجب أن تبدئي بالرضاعة الطبيعية؟
حاولي أن تبدئي بالرضاعة في غضون ساعة من ولادة طفلك، ضعي طفلك على صدرك، تلقائيًا ستجدينه يتجه نحو ثديك ويباشر عملية الرضاعة، ومن هذا التوقيت تبدئين أنت وطفلك بالتعود على الرضاعة الطبيعية.
في الأيام القليلة الأولى من عمر الطفل، سيطلب طفلك الرضاعة عند شعوره بالجوع، وعادة ما يحدث ذلك كل 1-3 ساعات ليلًا ونهارًا، ومع تقدم طفلك في العمر وتزايد سعة معدته لاستيعاب المزيد من الحليب، فإن المدة بين الوجبات تصبح أطول.
كيف أعرف أنه قد حان موعد إرضاع الطفل؟
يجب دائمًا إطعام الرضيع عند طلبه ذلك، وهو ما يعني إطعامه كلما شعر بالجوع، وفي الأيام القليلة الأولى من الحياة، يحتاج الأطفال إلى الرضاعة الطبيعية من 8 إلى 12 مرة خلال فترة 24 ساعة.
في بعض الأحيان يرضع الأطفال لفترات قصيرة ولكن لعدد مرات أكثر وهذا ما يسمى “التغذية العنقودية” وغالبًا ما تحدث في المساء، و”التغذية العنقودية” أمر طبيعي وقد يعني هذا أن طفلك يمر بطفرة في النمو، وهي طريقة طفلك لتحفيز إنتاج الحليب.
كيف أعرف أن طفلي جائع؟
على عكس المتوقع فالبكاء علامة متأخرة على الجوع، لذا حاولي أن ترضعي طفلك قبل أن يباشر في البكاء ويصعب تهدئته.
علامات أخرى على أن الأطفال يعانون من الجوع :
- تتحرك رؤوسهم من جانب إلى آخر.
- يفتحون أفواههم.
- يضعون أيديهم في أفواههم.
- تأخذ شفاههم شكل عملية الرضاعة.
كيف ترضعين طفلك بشكل صحيح؟
العديد من الأمهات الجدد يجدن صعوبة في جعل الطفل يلتقط الثدي بشكل صحيح، وإليك الآتي لتتأكدي من إرضاع طفلك بالهيئة الصحيحة:
- تأكدي من فتح فم طفلك على نطاق واسع.
- ادعمي ثديك بيدك، وضعي الإبهام على أعلى الثدي وأصابعك في الأسفل، وحافظي على إبهامك وأصابعك بعيدًا بما يكفي بحيث يستطيع طفلك مص الحلمة والهالة (الدائرة الداكنة من الجلد حول الحلمة).
- حركي الحلمة بلطف من منتصف شفة طفلك السفلية إلى ذقنه للمساعدة في حث طفلك على فتح فمه.
- عندما يفتح طفلك فمه على مصراعيه ويخرج اللسان يجب أن يأخذ طفلك أكبر قدر من الهالة في فمه قدر الإمكان.
- تأكدي من أن أنف طفلك يكاد يلمس صدرك (ولا يضغط عليه).
- اﺣﺿري ﺟﻟﺳﺔ رضاعة ﻣن ﻗﺑل ﺷﺧص ﻋﻟﯽ دراﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
- عندما يكون طفلك مغلقًا بشكل صحيح، قد يحدث ألم خفيف لمدة 30 إلى 60 ثانية، ويحدث هذا عند المص، إذا استمر الشعور بالألم، توقفي عن إرضاعه للحظة ثم أعيدي وضع طفلك على ثديك، وإذا كنت لا تزالين تشعرين بالألم أثناء الرضاعة حتى بعد إعادة الوضع استشيري طبيبك للتأكد من عدم حدوث شيء آخر كالالتهابات أو العدوى.
- تتراوح مدة الرضعة بين 5 و 20 دقيقة حسب الطفل ووقت الرضاعة.
كيف أعرف أن طفلي يتغذى بشكل جيد؟
يرضع طفلك جيداً عندما:
- تسمعين أصواتًا قصيرة في البلع.
- لا تكون عملية الرضاعة مؤلمة.
- تغيرين له ست حفاضات أو أكثر رطبة في فترة 24 ساعة.
- يجب أن تلاحظي برازات صفراء وناعمة في وقت مبكر، وقد تحدث بعد كل إرضاع في الأيام الأولى من عمر الطفل.
- يكتسب طفلك الوزن.
كيف أعرف أن طفلي لا يتغذى جيداً؟
لا يتغذى طفلك جيداً عندما:
- لا يكتفي بعد الرضاعة ويستمر في البكاء.
- تكون عملية الرضاعة مؤلمة.
- لا يزيد وزن طفلك.
مدة الرضاعة الطبيعية
يوصي الخبراء بأن يرضع الأطفال رضاعة طبيعية تامة (بدون إدخال الحليب الصناعي أو الماء أو العصير أو الطعام) خلال الأشهر الستة الأولى، وأن تستمر بعد ذلك مع إدخال الأطعمة والعصائر حتى 12 شهرًا (وما بعدها).
أواجه صعوبة في عملية الرضاعة، ماذا بإمكاني أن أفعل؟
الرضاعة عملية ليست سهلة بالنسبة لبعض الأمهات، وقد تستغرق وقتًا وممارسة أطول، لذلك، أثناء تواجدك في المستشفى، اطلبي المساعدة من استشاريي الرضاعة الذين يمكنهم مساعدتك خلال معظم الصعوبات التي تواجهينها، ويمكنك أيضًا استشارة مراكز الرعاية الأولية التي تقدم خدمات الرعاية بالأم والطفل.
تغذيتكِ أثناء فترة الرضاعة الطبيعية
التغذية الصحيحة مهمة لكِ ولطفلك أثناء فترة الرضاعة، وقد عملنا على تلخيص بعض الإرشادات المهمة لكِ بخصوص ذلك:
- نوعي وجباتك: بحيث تتناولين أصنافاً مختلفة من الطعام؛ كالخبز والحبوب والفواكه والخضار، بالإضافة إلى البروتينات كاللحوم والبقوليات والحليب ومشتقاته.
- اشربي كمّيات كبيرة من الماء .
- قلّلي من شرب الكافيين لأن هذا المنبه يمكن أن ينتقل إلى طفلك.
- حاولي أن تقللي من استهلاك الأطعمة التي تحوي نسباً عالية من الدهون والسكر، واستعيضي عن تناول السكّر بتناول الفواكه الطازجة أو عصير الفواكه أو اللبن قليل الدسم.
مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة
تقرح الحلمات
يحدث تقرح الحلمات في غضون ثلاثة إلى سبعة أيام من الرضاعة، ويحدث ذلك عادة لأن طفلك ليس في وضع جيد خلال عملية الرضاعة، أو ملتصق بالثدي.
قد يؤدي تجاهل المشكلة إلى تفاقم الألم، لذا يجب الحصول على المساعدة من القابلة أو الطبيبة في أقرب وقت ممكن.
حليب الثدي غير كافٍ
عندما تبدئين بالرضاعة لأول مرة، قد تقلقين من عدم حصول طفلك على ما يكفي من الحليب، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعري بأن طفلك يحصل على ما يحتاجه.
حاولي الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، حيث إن إدخال زجاجات الحليب الصناعي يمكن أن يملأ معدة طفلك بحيث لا يعود يرغب في الرضاعة الطبيعية وهذا يقلل من تحفيز إنتاج المزيد من الحليب .
احتقان الثدي
يحتقن الثدي عندما يصبح ممتلئًا بالحليب وقد تشعرين بألم، ويحدث هذا عادة في الأيام الأولى التي لا تزالين تعتادين فيها أنت وطفلك على الرضاعة الطبيعية، ويستغرق الأمر بضعة أيام لتلائم كمية حليبك احتياجات طفلك. و يمكن أن يحدث الاحتقان أيضًا عندما يكون طفلك أكبر سنًا ولا يتغذى كثيرًا، بالذات عندما يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة.
لتخفيف الاحتقان، يمكنك محاولة إفراغ القليل من حليب الثدي باليد، (القليل) فقط وليس إفراغًا كاملًا، لأن إفراغه بشكل كامل يحفز إنتاج المزيد.
قد تساعدك الأمور الآتية أيضًا:
- ارتدي ملابسًا مريحة لا تضيق ثدييك.
- تناولي بعض الباراسيتامول أو الأيبوبروفين بالجرعة الموصى بها لتخفيف الألم، وهو آمن أثناء الرضاعة الطبيعية.
الطفل لا يمسك الثدي بشكل صحيح
الرضاعة الطبيعية هي مهارة تتعلمينها أنت وطفلك معًا، وقد يستغرق منك بعض الوقت لإتقانها أنت وطفلك.
إفراز الحليب بشكل زائد عن الحاجة
قد تفرز الأم الكثير من حليب الثدي الزائد عن حاجة طفلها، ومن الأفضل أن تقومي بطلب الاستشارة الطبية لمعرفة سبب ذلك، ولمساعدة طفلك على التكيف مع كميات الحليب المفرزة.
الالتهابات
يمكن أن تحدث الالتهابات في بعض الأحيان عندما تصبح حلماتك متصدعة أو تالفة، بما يسمح للفطريات بالوصول إلى الحلمة أو الثدي، فإذا كنت تشكّين بأنّك أنت أو طفلك مصابًا بعدوى فطرية فاستشيري الطبيب فورًا.
انسداد قنوات الحليب
ويحدث هذا إذا استمر احتقان الثدي ، حيث إنك قد تشعرين بكتلة صغيرة في ثديك، والإرضاع المتكرر من الثدي المصاب قد يساعد إذا كان ذلك ممكنا، وتجنبي ارتداء ملابس ضيقة حتى يتمكن الحليب من التدفق بحرية من كل جزء من ثديك، وقومي بتدليك الكتلة بلطف نحو الحلمة أثناء تغذية طفلك.
من المهم التعامل مع هذه المشكلة بسرعة، لأنها إذا ما تركت قد تؤدي لحدوث الالتهابات.
التهاب الثدي
يحدث عندما لا يتم فتح أو تخفيف القناة المغلقة، فيصبح الثدي مؤلمًا وملتهبًا ويمكن أن يجعلك تشعرين بتوعك شديد مع أعراض تشبه أعراض الانفلونزا، وهو غير معدٍ ولكن إذا ترك دون علاج يمكن أن يصبح معديًا، وستحتاجين إلى أخذ المضادات الحيوية.
ومن المهم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لأن ذلك سيساعد على تسريع شفائك، وإن وقفها سيجعل الأعراض أسوأ ، وقد يؤدي إلى الإصابة بخراج في الثدي، لذلك استشيري الطبيب إذا استمرت الأعراض ولم تتحسن ليصف لك المضاد الحيوي المناسب لك في فترة الرضاعة.
المصادر
- Karen Marcdante MD, Robert M. Kliegman MD (2015) Nelson Essentials of Pediatrics, 7th edition edn., USA: Elsevier.
- WHO (2018) Breastfeeding, Available at: http://www.who.int/topics/breastfeeding/en/ (Accessed: 5 December 2018).
- BabyCenter (2018) Breastfeeding Basics, Available at: https://www.babycenter.com/breastfeeding#subtopic-bc20bacfbreastbasic (Accessed: 5 December 2018).
- Canadian Paediatric Society (2018) Breastfeeding, Available at: https://www.caringforkids.cps.ca/handouts/breastfeeding (Accessed: 5 December 2018).
- KidsHealth (2018) Breastfeeding FAQs: Getting Started, Available at: https://kidshealth.org/en/parents/breastfeed-starting.html (Accessed: 5 December 2018).
- NHS (2016) Breastfeeding problems, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/pregnancy-and-baby/problems-breastfeeding/ (Accessed: 5 December 2018).