حقائق سريعة عن مرض جريفز
- مرض جريفز هو السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية.
- يعتبر جريفز من أكثر أنواع أمراض المناعة الذاتية شيوعًا في العالم.
- يؤثر مرض جريفز على ما يقدر بـ 2-3٪ من سكان العالم.
- أعراض مرض جريفز هي (كثرة التعرق، عدم تحمل الحرارة، رعاش في اليدين، إسهال، بروز في العينين، تعرف على كامل الأعراض في المقال).
- يتم تشخيص مرض جريفز من خلال إجراء الفحوصات السريرية وكذلك فحوصات الدم، لقياس نسبة الهرمونات في الدم.
- يوجد علاجات متنوعة لمرض جريفز، ومنها العلاج الدوائي والعلاج بالإشعاع، والعلاج الجراحي.
- ينصح المرضى بعد تناول أطعمة أو أشربة تحتوي على مادة اليود.
مرض جريفز (Graves’ disease) هو مرض يحدث نتيجة خلل مناعي في الجسم ويصيب الغدة الدرقية (الموجودة في الرقبة) ويسبب هذا المرض فرط في نشاط الغدة الدرقية، يعني أن الجسم يصبح لديه الكثير من هرمون الغدة الدرقية في الدم. في الولايات المتحدة الأمريكية يسمى هذا المرض بـ “روبرت جريفز” على اسم العالم الإيرلندي الذي اكتشف هذا المرض قبل حوالي 150 عام. يعتبر داء جريفز من أكثر أنواع فرط نشاط الغدة الدرقية انتشاراً، وهو يصيب الرجال والنساء، لكنه أكثر انتشاراً عند النساء بنسبة 7-8 أضعاف. وعادة ما يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
ما هي الغدة الدرقية Thyroid Gland
الغدة الدرقية هي أحد الغدد الصماء الهامة في الجسم وتشبه شكل الفراشة، وتقع في الجزء السفلي من الرقبة الأمامية، تقوم الغدة الدرقية بتصنيع هرمونات الثايرود (الهرمونات الدرقية) والتي يتم إفرازها في الدم، وبعد ذلك يتم نقلها إلى كل جزء من أجزاء الجسم. هذه الهرمونات تساعد في عمليات الأيض، وتحافظ على الجسم دافئًا، وتحافظ على عمل الدماغ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى كما ينبغي.
أسباب مرض جريفز
في مرض جريفز، يعمل جهاز المناعة في جسمك على تكوين أجسام مضادة تقوم بتنشيط عمل الغدة الدرقية الخاصة بك، وبالتالي تقوم الغدة بإنتاج هرمونات أكثر مما يحتاجه الجسم بشكل طبيعي، تسمى هذه الأجسام المضادة بـ “thyroid-stimulating immunoglobulins” والتي تعني الأجسام المضادة المنشطة للغدة الدرقية. تشبه هذه الأجسام المضادة هرمون طبيعي يفرز في الجسم من الغدة النخامية ويسمى “TSH” ويعمل هذا الهرمون على تحفيز الغدة الدرقية بشكل طبيعي، وبالتالي تقوم الغدة الدرقية بالتعرف على الأجسام المضادة وكأنها هرمون TSH، مما يؤدي إلى زيادة إفراز في هرمونات الغدة الدرقية.
اعراض مرض جريفز
يمكن أن يسبب الإفراط في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية تأثيرات متعددة على الجسم، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي:
- زيادة التعرق عند المريض المصاب.
- فقدان في الوزن (بدون تغيير في النظام الغذائي).
- رعشات في اليد.
- تورم في العين.
- عدم انتظام في الدورة الشهرية (لدى الإناث).
- ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية.
- القلق الدائم والمستمر.
- عدم تحمل الجو الحار (تلاحظ أن المرض دائمًا يشعر بالحرارة حتى في أوقات الشتاء).
- التهيج وعدم الاستقرار النفسي.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- مشاكل في الجلد، حيث يصبح الجلد أكثر سمكًا وأكثر احمرارًا (نادر الحدوث).
- تضخم في حجم الغدة الدرقية.
- فشل في عمل القلب.
- ضعف في عضلات الجسم.
- مشاكل في النوم وكثرة الأرق.
أعراض مرض جريفز على العين
يتميز مرض جريفز عن باقي الأمراض الأخرى التي تسبب نشاط في عمل الغدة الدرقية بأنه يؤثر على العينين بشكل كبير، حيث يسبب تورم والتهاب في أنسجة العينين.
اعتلال العين الذي يحدث عند مرضى جريفز يسمى (exophthalmos) وهو يحدث عند 1 من كل 3 مرضى مصابين بداء جريفز، وتشمل أعراض اعتلال العين:
- حدوث التهاب في العين.
- احمرار العين.
- ضعف في النظر.
- تضخم في العين وتظهر إلى الخارج.
- يحدث جفاف في العين.
- الحساسية من الضوء.
بسبب زيادة الضغط على العصب البصري خلف العين، يمكن أن يؤدي مرض جريفز بدون علاج إلى ضعف في الرؤية وربما عمى جزئي. لا يزال من غير الواضح لماذا يؤثر مرض جريفز على العيون بهذه الطريقة، ولا ترتبط شدة المرض مع شدة أعراض العين. حتى أن أعراض العين يمكن أن تبدأ قبل المرض نفسه.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض جريفز
على الرغم من إمكانية إصابة أي شخص بمرض الدراق الجحوظي، هناك عدد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالمرض، والتي تتضمن:
- التاريخ العائلي: يحتمل أن يكون هناك جين أو جينات في العائلة تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة.
- الجنس: تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بنسبة 7-8 أضعاف.
- العمر: عادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يقل عمرهم عن 40 عامًا وفي معظم الحالات يبدأ عند سن العشرين.
- اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى: يزداد خطر الإصابة بمرض جريفز لدى الأشخاص المصابين بمشاكل أخرى في الجهاز المناعي، مثل النوع الأول من داء السكري أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض البهاق.
- التدخين: إن المدخنين المصابين بمرض الجحوظ الدرقي هم أكثر عرضة لمشاكل العين.
- الحَمل: الحمل أو الولادة الحديثة ممكن أن تزيد من خطر الإصابة، خاصة بين النساء المعرضات لذلك جينيًا.
- الإجهاد العاطفي: قد تعمل أحداث الحياة الضاغطة أو المرض كعامل خطر للإصابة بمرض الجحوظ الدراقي خاصة عند الأشخاص المعرضين لذلك جينيًا.
مضاعفات مرض جريفز
- مشاكل في الحمل: قد تؤدي المضاعفات في أثناء الحمل إلى
- الإجهاض، أو الولادة المبكرة.
- تسمم الحمل، هو حالةٌ طبيةٌ تصيب الأم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وغيره من الأعراض والعلامات الخطيرة
- فشل الغدة الدرقية للجنين.
- اضطرابات في عمل القلب.
- في حالة عدم العلاج، يحدث اضطرابات في نبضات القلب وتغييرات في عضلات القلب، وبالتالي عدم قدرة القلب على ضخ الدم الكافي إلى الجسم (فشل القلب الاحتقاني).
- هشاشة العظام: تعتمد قوة العظام جزئيًا على مقدار الكالسيوم والمعادن الأخرى بداخلها. وحيث أن الفائض من هرمون الغدة الدرقية يتداخل مع قدرة الجسم على دمج الكالسيوم في عظامك، ف تكون النتيجة عظام هشة.
العاصفة الدرقية
من المضاعفات النادرة لكنها تهدد الحياة، وتعرف أيضًا باسم نوبة التسمم الدرقية، والتي تحدث نتيجة لزيادة مفاجئة في هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، غالباً تحدث في حالة عدم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية الحاد أو عدم علاجه بشكل صحيح.
من أعراضها: الحُمى والتعرق الشديد والتقيؤ والإسهال والهذيان والضعف الشديد وضربات القلب غير المنتظمة بشكل ملحوظ واصفرار الجلد والعينين (اليرقان) وانخفاض ضغط الدم الحاد والغيبوبة. إن العاصفة الدرقية تتطلب الخضوع إلى رعاية طبية فورية.
الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص جريفز
قد يشك الطبيب بإصابتك بمرض جريفز بناءً على الأعراض والنتائج التي يتوصل إليها من خلال الفحص السريري، ومن خلال فحوصات الدم يتم التأكد بأن لديك فرط نشاط الغدة الدرقية وقد يشير الفحص إلى مرض جريفز كسبب رئيسي.
أدلة أخرى على أن سبب نشاط الغدة الدرقية هو مرض جريفز:
- تضخم في الغدة الدرقية.
- ظهور أعراض اعتلال في العين (تظهر هذه الأعراض عند 1 من كل 3 أشخاص مصابين بجريفز).
- تاريخ عائلي لأشخاص يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية أو أمراض المناعة الذاتية.
إذا لم يتأكد الطبيب من التشخيص، قد يطلب المزيد من فحوصات الدم أو التصوير للتأكد من أن مرض جريفز هو السبب.
يمكن أن يكشف اختبار الدم عن الأجسام المضادة المنشطة للغدة الدرقية “TSI”. ومع ذلك، في الحالات الخفيفة من مرض جريفز، قد لا تظهر TSI في الدم. قد تكون الخطوة التالية في التشخيص هي اختبار التصوير الذي يستخدم جرعات صغيرة وآمنة من اليود المشع. تقوم الغدة الدرقية بتجميع اليود من مجرى الدم وتستخدمه في عمل هرمونات الغدة الدرقية. سوف يتم تجميع اليود المشع بنفس الطريقة.
- اختبار امتصاص اليود المشع: يقيس هذا الاختبار كمية اليود التي تجمعها الغدة الدرقية من مجرى الدم. إذا جمعت الغدة الدرقية كميات كبيرة من اليود، فقد يكون لديك مرض جريفز.
- مسح الغدة الدرقية: يظهر هذا المسح كيف وأين يتم توزيع اليود في الغدة الدرقية. مع مرض جريفز، تشارك الغدة الدرقية بأكملها، لذلك يظهر اليود في جميع أنحاء الغدة. مع وجود أسباب أخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية مثل العقيدات، وهي كتل صغيرة في الغدة، فإن اليود سيظهر بنمط مختلف.
علاج مرض جريفز
هناك مجموعة متنوعة من العلاجات المتاحة لمرض جريفز، وتهدف هذه العلاجات إلى تثبيط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، في حين تهدف علاجات أخرى للحد من أعراض المرض.
الأدوية المضادة للغدة الدرقية “Anti-thyroid medication”
- اثنين من العقاقير الشائعة التي تستهدف الغدة الدرقية هي propylthiouracil و methimazole. هذا الأخير هو الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية تساعد على منع الغدة الدرقية من إنتاج كميات زائدة من الهرمونات عن طريق منع أكسدة اليود في الغدة الدرقية.
- عادة تتحسن الأعراض في غضون 4-6 أسابيع من بدء العلاج، ويمكن استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية بالتزامن مع العلاجات الأخرى مثل العلاج باليود المشع أو الجراحة.
- قد تستمر الأدوية لمدة 12-18 شهرًا للتأكد من عدم رجوع الأعراض.
حاصرات بيتا “Beta-Blockers”
- يتم وصف حاصرات بيتا تقليديًا للتعامل مع مشاكل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب المختلفة، وهي تعمل في الأساس عن طريق منع تأثيرات الأدرينالين ومركبات أخرى مماثلة. يمكن أن تساعد حاصرات بيتا في الحد من الأعراض في مرض جريفز.
- قد يكون مرضى جريفز أكثر حساسية للأدرينالين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التعرق، رعاش اليدين، زيادة معدل ضربات القلب، والقلق. يمكن أن تساعد حاصرات بيتا في تخفيف هذه الأعراض، ولكنها لا تعالج مرض جريفز نفسه.
- يتم استخدام حاصرات بيتا في كثير من الأحيان جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى، وهذا يعني أن هناك مخاطر من أن الآثار الجانبية يمكن أن تحدث بسبب تفاعل الأدوية المختلفة مع بعضها البعض.
العلاج باليود المشع
- العلاج الأكثر شيوعا لمرضى جريفز هو العلاج باليود المشع، وقد استخدم هذا العلاج منذ عام 1940 ميلادي، ولا يزال يستخدم ليومنا هذا لأنه فعال للغاية.
- يؤخذ اليود المشع عن طريق الفم ومباشرة ينتقل إلى الغدة الدرقية، يتم استخدام اليود بواسطة الغدة الدرقية لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية. عندما يؤخذ هذا الدواء، فإن اليود المشع يتراكم في الغدة الدرقية ويدمر ببطء أي خلايا درقية مفرطة النشاط.
- هذا يؤدي إلى انخفاض في حجم الغدة الدرقية، وعدد أقل من هرمونات الغدة الدرقية يتم إنتاجها. على الرغم من وجود مخاوف من أن الإشعاع قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إلا أن أي دراسة لم تثبت وجود أي خطر حتى الآن. ومع ذلك، هناك خطر صغير جدًا من السرطانات الثانوية التي قد تنجم عن هذا العلاج.
- لا يتم استعمال اليود المشع مطلقًا في غلاج الحوامل.
العملية الجراحية
- لأن العلاجات الأخرى لمرض جريفز قد تحسنت بشكل مطرد، فإن الجراحة أصبحت الآن أقل شيوعًا. ومع ذلك، فإنه لا يزال العلاج الجراحي يستخدم إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
- استئصال الغدة الدرقية هو إزالة كل الغدة الدرقية أو جزء منها (يعتمد مقدار ذلك على شدة الأعراض).
- أفضل ميزة في الجراحة هو أنها أسرع طريقة للشفاء، ولا يعاود المريض الإصابة بمرض جريفز لاحقًا.
- بعد الجراحة، قد يعاني المريض من آلام في الرقبة وبحة في الصوت، ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الأعراض مؤقتة فقط نتيجة أنبوب التنفس الذي يتم إدخاله في القصبة الهوائية أثناء الجراحة.
- ستكون ندبة موجودة بعد الجراحة، ويعتمد حجمها على كمية الغدة الدرقية التي يتم استئصالها.
- إذا تمت إزالة جزء فقط من الغدة الدرقية، فإن الجزء المتبقي قادر على تولي وظائفه في إنتاج الهرمونات.
- إذا تمت إزالة الغدة الدرقية بالكامل، لن يتمكن الجسم من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وفي هذه الحالة سيقوم الطبيب بوصف حبوب هرمونات، والتي تحل محل تأثير الهرمون الدرقي.
الأطعمة التي يجب تجنبها عند مرضى جريفز
قد يكون الأشخاص المصابون بمرض جريفز حساسين للآثار الجانبية الضارة الناجمة عن اليود، لذلك فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من اليود مثل (عشب البحر، أو أنواع أخرى من الأعشاب البحرية) قد تزيد من سوء نشاط الغدة الدرقية، كذلك فإن تناول مكملات اليود يمكن أن يكون له نفس التأثير.
تحدث مع أخصائي الرعاية الصحية حول الأطعمة التي يجب عليك الحد منها أو تجنبها، ودعه يعرف ما إذا كنت تتناول مكملات اليود. أيضًا، قم بالسؤال عن الفيتامينات أو أدوية السعال التي تأخذها لأنها قد تحتوي على اليود.
المصادر
- Sai-Ching Jim Yeung, MD, PhD, FACP (Mar, 2018) Graves Disease: Background, Pathophysiology, Epidemiology, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/120619-overview#a4 (Accessed: 20 september 2018).
- NIDDK (September 2017) Graves’ Disease, Available at: https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/graves-disease (Accessed: 20 september 2018).
- Robert M. Sargis MD, PhD (2018) Graves’ Disease Symptoms, Available at: https://www.endocrineweb.com/conditions/graves-disease/graves-disease-symptoms (Accessed: 20 september 2018).
- Peter Lam (December 2017) All about Graves’ disease, Available at: https://www.medicalnewstoday.com/articles/170005.php (Accessed: 20 september 2018).