ما هو مرض كرون “Crohn’s disease”
مرض كرون هو التهاب يمكن أن يؤثر على أي جزء من القناة الهضمية؛ من الفم حتى فتحة الشرج، و غالبًا ما يصيب الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة و الذي يسمى ileum؛ في المنطقة التي تصل بين الأمعاء الدقيقة و الأمعاء الغليظة (القولون).
يمكن أن يظهر المرض في الأمعاء على شكل رُقَع (patches) متفرقة؛ أي تصيب بعض الأجزاء من القناة الهضمية تاركةً أجزاء سليمة تمامًا، في مرض كرون يمتد الالتهاب ليصيب جدار الأمعاء بكامل طبقاته.
الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض كرون
يتم تشخيص شخص من بين كل ١٠٠ ألف شخص بمرض كرون حول العالم سنويًا، جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بالمرض و لكن تغلب الإصابة به في الفترة العمرية بين ١٥-٣٠ عامًا، و يزيد شيوع المرض بين المدخنين، كذلك تزداد فرصة إصابتك إذا أِصيب به أحد أفراد عائلتك، و أيضًا خلال الخمس سنوات الأولى من عملية استئصال الزائدة الدودية (appendectomy) بالنسبة للأشخاص الذين أُجريت لهم.
جزء القناة الهضمية الأكثر عرضة للتأثر بمرض كرون
يمكن أن يتأثر أي جزء من القناة الهضمية -كما أسلفنا سابقًا- ولكن الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (the ileum) هو الجزء الأكثر عرضة لأن يبدأ منه المرض، حيث نجد أنه قد تأثر لدى أكثر من نصف الحالات المشخصة بالمرض، و تتأثر الأجزاء الأخرى من الأمعاء الدقيقة وكذلك القولون (الأمعاء الغليظة)، وقليلًا ما يتأثر الفم أو المريء أو المعدة بالمرض.
يمكن أن تكون رقعة الالتهاب صغيرة ويمكن أن تمتد لتؤثر على منطقة أكبر، تتوزع رقعات الالتهاب على طول الأمعاء تاركةً مناطق سليمة بينها.
يقتصر الالتهاب على الأمعاء الدقيقة فقط في ٣ من كل ١٠ حالات، و يقتصر فقط على القولون في ٢ من كل ١٠ حالات، و يشمل أجزاء أخرى من القناة الهضمية بالإضافة إليهما في باقي الحالات.
أسباب مرض كرون
ليس هناك سبب محدد لمرض كرون، و لكن هناك بعض الملاحظات و النظريات التي وجدها العلماء للأسباب الممكنة له، و منها:
- ما يقارب ٣ من بين كل ٢٠ حالة لديهم تاريخ مرَضي في العائلة للمرض، مما يعني وجود عامل جيني (genetic factor) في مسببات المرض.
- هناك نظرية بأن البكتيريا أو الفيروسات ربما تكون إحدى الأسباب، حيث يقوم أيٌ منهما بتحفيز ردة فعل مناعية تتسبب بالتهاب غير مرغوب به في أجزاء من القناة الهضمية لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية جينية لتطوير المرض؛ كما تتحدث النظرية.
- ينتشر المرض في أوساط المدخنين أكثر من غير المدخنين، و تكون حدته أشد إذا كنتَ مدخنًا.
- ازداد شيوع المرض في الأعوام الأخيرة، ولكن سبب ذلك غير محدد بعد.
أعراض مرض كرون
تختلف الأعراض من مريض لآخر بناءً على الجزء المصاب من القناة الهضمية و مدى حدة الالتهاب الحاصل، و هذه بعض الأعراض التي يمكن أن تواجهها:
- الإسهال: و هو ما يعانيه غالبية المرضى كأول عَرَض يظهر للمرض، و تتراوح حدتها بين الطفيفة والشديدة، و يمكن أن تجد مخاط أو قيح (صديد) أو دم مختلط مع البراز.
- الشعور بالحاجة الملحة لقضاء الحاجة مع وجود شعور بالتعنية دون خروج شيء.
- ألم: ويختلف باختلاف الجزء المصاب، ولكن غالبا يصيب الجهة اليمنى من أسفل البطن، وتتفاوت حدة الألم من شخص لآخر، ويدل التغير المفاجىء فيه أو ازدياد حدته على حدوث أحد مضاعفات المرض على الأرجح.
- فقدان الوزن: والذي يحدث دون رغبة من المريض؛ أي دون أن يكون قد قام بأيٍ من المسببات المعروفة لخسارة الوزن في الفترة الأخيرة.
- شعور عام بعدم الارتياح: و يمكن أن يشمل ذلك فقدان الشهية، حمى و تعب عام.
- فقر الدم (anemia): و ذلك إذا خسرت الكثير من الدم مع الإسهال.
- تقرحات في الفم وهي أمر شائع عند هؤلاء المرضى.
- الشقوق الشرجية (anal fissures): و هذه شقوق مؤلمة في الجلد المحيط بفتحة الشرج، ويمكن أن تظهر نتوءات جلدية حول الفتحة.
- نقص في الفيتامينات والعناصر الغذائية خاصة عند إصابة المرض لجزء كبير من الأمعاء.
أعراض أخرى لمرض كرون
يمكن أن تتأثر مناطق أخرى من الجسم بالإضافة إلى القناة الهضمية عند بعض المصابين بالمرض؛ و يشمل ذلك:
- التهاب و ألم في بعض المفاصل (arthritis).
- طفح جلدي (skin rashes).
- التهاب في الطبقة الوسطى من العين (uveitis).
- التهاب في الكبد.
ليس واضحًا بعد سبب حدوث هذه المشاكل، و لكن على الأرجح أنّ جهاز المناعة يحفز الالتهاب في مناطق أخرى من الجسم عندما يكون هناك التهاب في القناة الهضمية، و بذلك فإن أعراض هذه المشاكل تختفي عندما يهدأ التهاب الأمعاء و لكن ليس دائمًا.
مسار مرض كرون عبر حياة المريض
مرض كرون هو مرض مزمن انتكاسي؛ أي أن المريض يمر بانتكاسات (relapses) أو نوبات يكون فيما بينها بحالة جيدة لديه أعراض قليلة أو ليس لديه أي أعراض للمرض (remission)، تختلف حدة المرض و معدل تكرار النوبات من مريض إلى آخر، و غالبًا ما تكون النوبة الأولى هي الأسوأ.
مضاعفات مرض كرون
يمكن أن تحدث مضاعفات للمرض خصوصًا لو كانت الانتكاسات تتكرر كثيرًا أو تكون شديدة الحدة، تحتاج هذه المضاعفات غالبًا إلى تدخل جراحي، و من هذه المضاعفات ما يلي:
- تضيّقات في جدران الأمعاء (strictures): حيث تتكون أنسجة ندْبية في المناطق الملتهية من جدار الأمعاء، و تؤدي هذه التضيقات إلى صعوبة في انتقال الطعام عبر الأمعاء لأنها تسبب ما يشبه الانسداد المعوي، مما يُحدِث ألم و تقيؤ لدى المريض.
- انثقاب جدار الأمعاء: مما يؤدي إلى خروج محتويات القناة الهضمية إلى تجويف البطن فيتسبب ذلك بالتهابات جرثومية وتجمّع للخرّاج فيه.
- تكوّن ناسور (fistula): و يحدث هذا بسبب الالتهابات حيث يؤدي تكرارها و حدّتها الشديدة إلى تكوين قناة تصل بين منطقتين من الجسم ليس بينهما مثل هذه القناة طبيعيًا، على سبيل المثال فإن الناسور يمكن أن يصل بين جزء من الأمعاء الدقيقة و جزء من القولون، أو بين جزء من القناة الهضمية و عضو آخر مثل المثانة أو الرحم، و يؤدي الناسور إلى تسرّب محتويات القناة الهضمية إلى الأعضاء الأخرى، و يمكن أن يتكون ناسور حول فتحة الشرج (perianal fistula) في بعض الحالات، فيكون هذا الناسور واصلًا بين المستقيم (rectum) و الجلد، أي أن فتحته تكون على سطح الجلد.
- السرطان: مرضى كرون لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان القولون مقارنةً مع الغير مصابين.
- هشاشة العظام (osteoporosis): و يحدث ذلك بسبب ضعف امتصاص الغذاء من الأمعاء عند بعض المرضى.
كيفية تشخيص مرض كرون
يطلب الأطباء الفحوصات الروتينية عادةً مثل فحوصات الدم، ثم يطلبون التالي:
- تحليل براز: حيث تُطلب عينة من المريض لمعرفة ما إذا كان هناك التهاب جرثومي معين في القناة الهضمية، و لفحص وجود بروتين يسمى calprotectin في البراز، حيث إن وجوده بكمية معينة يدعم إصابة المريض بمرض كرون، ويتم تحويل المريض إلى أخصائي أمراض جهاز هضمي في حال كان هناك اشتباه قوي بمرض كرون من خلال هذا الفحص، أو يتم إدخال المريض للمشفى إذا كانت حالته سيئة.
- منظار داخلي للقولون (colonoscopy).
- منظار علوي للمعدة (gastroscopy)، حيث يتم إدخال المنظار من الفم فالمريء فالمعدة، للبحث عن أي تغيرات مرَضية.
- تُطلب أيضًا صور أشعة سينية خاصة تستخدم فيها مادة الباريوم لرؤية القناة الهضمية بشكل أفضل، حيث يُشرب الباريوم ليغطي كافة أجزاء بطانة القناة الهضمية، و تُظهر صور الأشعة أي الأجزاء المتأثرة، و لكن قل استخدام الباريوم للفحص حاليًا في العالم، حيث يفضّل الاستعانة بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT)، و يتحدد هل استخدامهم مناسب أم لا بناءً على التالي:
- الجزء المتأثر من القناة الهضمية.
- إذا كان هناك مضاعفات أم لا.
- إذا كانت هذه الفحوصات متوفرة في منطقتك أم لا.
- يتم تكرار فحوصات الدم من وقت لآخر لتقييم مستوى الالتهاب في الأمعاء، و للتأكد من عدم الوصول للأنيميا ولأغراض أخرى.
- من النادر جدًا أن يضطر الطبيب لإجراء عملية جراحية لك لتشخيص مرض كرون، و يلجأ الطبيب لذلك إذا لم يستطع تشخيص المرض من خلال الفحوصات السابقة.
علاج مرض كرون
هناك هدفان رئيسيان ينبغي تحقيقهما لحياة أفضل لمريض كرون؛ و هما:
- عند حدوث نوبة للمرض، يجب أن تتركز الجهود على تخفيف الأعراض أو القضاء عليها، أي الوصول بالمريض إلى حالته السابقة قبل حدوث النوبة.
- عندما تهدأ النوبة، على الطبيب العمل على منع حدوث نوبات جديدة قدر الإمكان.
تعتمد الطريقة المتبعة لعلاج كل مريض على عدة معطيات، و هي:
- حدة الأعراض.
- موقع الالتهاب في القناة الهضمية.
- وجود مضاعفات مثل التهاب العين.
- أفضل علاج تم اتباعه مع نفس المريض في السابق.
بناءً على هذه المعطيات، يختار الطبيب طريقة العلاج، و تتضمن هذه الطرق كل من:
-
عدم العلاج
إذا اشتكى المريض من أعراض طفيفة، فهناك فرصة لتذهب هذه الأعراض دون أي تدخل، و يتدخل الأطباء إذا ساءت حالتك.
-
الستيرويد
أدوية الستيرويد تعمل على تثبيط الالتهاب، يتحسن ٧ من بين كل ١٠ أشخاص خلال أسابيع قليلة من بدء تناول الستيرويد.
بعد اختفاء الأعراض يتم إيقاف الستيرويد بشكل تدريجي ويُمنع إيقافها بشكل مفاجئ، و يعتبر العلاج بالستيرويد لأسابيع قليلة آمنًا، حيث يتم إيقافه بين النوبات بغرض تقليل تعرض المريض له قدر الإمكان على مر السنين، وغالبًا ما يؤخذ على شكل حبوب ولكن يمكن أخذه على شكل تحاميل إذا كان المرض محصورًا في القولون، ويُعطى الستيرويد مباشرة في الوريد إذا كانت النوبة شديدة.
-
الأدوية المثبطة للمناعة
و تنقسم إلى قسمين:
-
- معدِّلات المناعة (immunomodulators): حيث تقوم بتعديل و تثبيط ردات فعل الجهاز المناعي، و تتضمن أدوية مثل azathioprine و mercaptopurine و methotrexate، و يتوجه الأطباء لاستخدام هذه الأدوية في الحالات الشديدة والحالات المستعصية على العلاج بالستيرويد.
- العلاجات البيولوجية: وهذه بروتينات معدّلة جينيًا و هي مثل الأجسام المضادة التي تسمى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (monoclonal antibodies)، و يتم توجيهها للتفاعل مع مواد كيميائية معينة في جهاز المناعة تشارك في إحداث الالتهاب. في مرض كرون، هناك مادة تسمى عامل نخر الأورام ألفا (tumor necrosis factor alpha (TNF-α)) و هي تدخل في عملية الالتهاب، فتم تطوير أدوية تعمل على إيقاف نشاط هذه المادة و بالتالي تثبيط نشاط المرض و من هذه الأدوية infliximabو adalimumab، و تعطى هذه الأدوية في الحالات الشديدة أو المستعصية على الستيرويد، أما عن طريقة إعطائها فهي تُحقن في الوريد مباشرةً و تبقى في الجسم لعدة أسابيع و تعطي تأثيرًا طويل الأمد، و يتم تقييم المرضى الذين يأخذونها كل ١٢ شهر لمعرفة ما إذا كانوا بحاجتها بعد.
-
المضادات الحيوية
تُعطى إذا أصابك التهاب بكتيري كأحد مضاعفات مرض كرون، مثلًا إذا أصيب الناسور بالتهاب بكتيري.
-
العلاجات الغذائية
يتم اتباعها بشكل رئيسي مع الأطفال في أوقات النوبات، حيث وُجد أن النظام الغذائي الغني بالسوائل والبروتينات الرئيسيّة من شأنه أن يوقف الأعراض خلال ٤ أسابيع، ثم يتم الرجوع إلى النظام الغذائي المعتاد تدريجيًا، و لم يُعرف بعد سبب نجاعة هذا النظام ولكن يمكن أن السبب يكمن في أنه (يريح) الجهاز الهضمي قليلًا حيث إن الجزء الأكبر من الحمية عبارة عن سوائل.
يمكن اتباع هذه الطريقة في حال لم تعطِ الأدوية الأثر المطلوب جيدًا أو سببت أعراض جانبية سيئة للمريض.
-
الجراحة
إذا لم تنجح أي من الطرق السابقة في العلاج -و هذا نادر-، يلجأ الأطباء للجراحة، و ذلك بأن يقوموا باستئصال الجزء المتضرر من القناة الهضمية ثم يوصلوا الأطراف السليمة ببعضها، كما تُجرى الجراحة لحالات الناسور والتضيقات والخرّاج بغرض التخلص منها.
تدابير عامة في التعامل مع مرض كرون
- يوصَى بأقراص الحديد لحالات فقر الدم (الأنيميا).
- عليك أن تأخذ الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى -بعد استشارة الطبيب- إذا تأثرت مساحة واسعة من القناة الهضمية بالمرض.
- في الحالات الشديدة؛ تُعطى المغذِّيات عن طريق الوريد (parenteral nutrition).
- ربما يحتاج المريض لمسكنات الألم خلال النوبات.
- إذا كانت النوبة شديدة، فإن ذلك يستدعي الدخول للمشفى للعلاجات الوريدية والمكثفة.
- التطعيمات يمكن أن تكون لازمة لمرضى كرون، وذلك لحمايتهم من العدوى، خصوصًا إذا كانوا يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة.
كيفية الوقاية من نوبات مرض كرون
في بعض الحالات، ليس من المُجدي أن ينتظم المريض على أدوية معينة بين النوبات إذا كانت النوبات متباعدة و طفيفة وتستجيب جيدًا للعلاج، فيما يستلزم أن ينتظم البعض الآخر على أدوية معينة بين النوبات للتحسين من حياتهم، هذه الأدوية تمنع النوبات القادمة و تبقي المريض في حالة مستقرة قدر الإمكان، و منها:
- جرعة منتظمة من معدّلات المناعة (immunomodulators) التي ذكرناها سلفًا، حيث أصبحت تستخدم مؤخرًا لمنع حدوث النوبات.
- جرعة منتظمة من العلاج البيولوجي -المذكور سابقًا-، على سبيل المثال فإن حقنة من دواء infliximab كل ثمانية أسابيع يمكن أن تنجح في علاج أولئك الذين لديهم نوبات شديدة أو لا يستجيبون جيدًا للعلاجات السابقة.
ترفع هذه الأدوية من احتمالية عدم إصابتك بالنوبات لكن ليس دائمًا، كما أن لديها بعض الأعراض الجانبية عند بعض الناس، لذلك يقع على الطبيب مسؤولية الموازنة بين إيجابيات وسلبيات هذه الخيارات ووصف الخيار الأمثل لكل مريض على حدة.
- لا يستخدم الستيرويد لمنع حدوث النوبات.
- ينبغي على المدخن المصاب بمرض كرون الإقلاع عن التدخين لأن ذلك من شأنه أن يقلل من تكرار وحدة النوبات.
- يوجد أدوية تحت الأبحاث و التطوير حاليًا لأجل علاج هذا المرض.
مرض كرون والحمل
إذا كنتِ تخططين للحمل ولديكِ مرض كرون، فإن عليكِ مناقشة طبيبكِ قبل ذلك، فقد تحتاجين لزيادة جرعة دواء الفوليك أو الفوليك أسيد (folic acid) التي توصف للحوامل في بداية الحمل.
بعض أدوية كرون يُمنع منعًا باتًا تناولها خلال الحمل مثل دواء methotrexate ولذلك عليكِ استشارة الطبيب لوضع الخطة العلاجية المناسبة لكِ.
مرض كرون و سرطان القولون
إذا أصاب المرض أكثر من نصف القولون (الأمعاء الغليظة) فإن ذلك يزيد من خطر إصابتك بسرطان القولون، و لذلك يُنصح هؤلاء المرضى بإجراء فحص للقولون بعد ١٠ سنوات من بداية المرض، و ذلك عن طريق المنظار الداخلي السفلي للقولون (colonoscopy) بين الفينة والأخرى و أخذ عينات للفحص المجهري، و يتقرر بناءً على نتائج الفحوصات درجة احتمال إصابتك بسرطان القولون؛ ما إذا كانت منخفضة أو متوسطة أو مرتفعة، و تزيد احتمالية الإصابة كلما زاد حجم الجزء المصاب من القناة الهضمية أو إذا كان في عائلتك تاريخ مرَضي للسرطان أو وُجد أن لديك زوائد لحمية (polyps) في الأمعاء.
و يوصي المعهد الوطني للصحة والرعاية (NICE) بتحديد موعد المنظار التالي بناءً على درجة خطورة حدوث سرطان القولون عند المريض.
مصير مريض كرون
تختلف درجة تأثر الأشخاص بالمرض، حسب المنطقة المصابة من القناة الهضمية و تكرار النوبات.
فمن دون العلاج لدينا التالي:
- ٣ مرضى من بين كل ٢٠ يحدث لديهم نوبات متكررة كثيرًا أو/و شديدة.
- قليلون تحدث لديهم نوبة واحدة أو نوبتين خلال حياتهم و ليس لديهم أي أعراض أغلب الوقت.
- غالبية المرضى من النوع الثالث بين النوعين أعلاه، أي يحدث لديهم نوبات من وقت لآخر ويحصلون على أوقات دون أعراض فيما بينها.
يمكن أن تكون بعض النوبات مهددة للحياة و لكن في حالات قليلة، حيث يمكن أن يموت المريض بسبب انثقاب في القناة الهضمية.
يحتاج ٨ من كل ١٠ مرضى لجراحة خلال مرحلة ما من حياتهم بسبب إحدى مضاعفات المرض، حيث يحتاج أكثر من نصف المرضى إلى عملية جراحية خلال العشر سنوات الأولى من بداية المرض و تشخيصه، وتعد التضيقات (strictures) أكثر سبب يفضي إلى الحاجة للجراحة عند مرضى كرون.
بعض المرضى يحتاجون لعدة عمليات في حياتهم، فإذا بدأ لديك المرض على عمر صغير فمن المتوقع أن تحتاج ل٢-٤ عمليات جراحية خلال حياتك، و لكن هناك بعض المؤشرات أن الحاجة للعمليات الجراحية تقل حاليًا بسبب تطور علاجات المرض.
المصادر
- Christian Nordqvist (December 2017) What is Crohn’s disease?, Available at: https://www.medicalnewstoday.com/articles/151620.php (Accessed: 23 September 2018).
- Crohn’s & Colitis Foundation (2018) Crohn’s Diagnosis & Testing, Available at: http://www.crohnscolitisfoundation.org/what-are-crohns-and-colitis/what-is-crohns-disease/crohns-diagnosis-testing.html (Accessed: 23 September 2018).
- Dr Colin Tidy (December 2017) Crohn’s Disease, causes, symptoms, and treatment, Available at: https://patient.info/health/inflammatory-bowel-disease/crohns-disease (Accessed: 23 September 2018).
- NICE Guidelines (May 2016) Crohn’s disease: management, Available at: https://www.nice.org.uk/guidance/CG152/chapter/recommendations (Accessed: 23 September 2018).