تبلغ نسبة السوائل في جسم الإنسان ثلثي الوزن الكلي، حيث يقوم الجسم بتنظيم هذه الكمية من السوائل وفق آليات عدة ووسائل جمة، مثل: الجهاز الدوري، والكليتين، والجهاز الليمفاوي، في سبيل الحفاظ على المستويات الطبيعية لها؛ ولكن في حال تعطل أحد هذه الوسائل بشكل جزئي أو كلي ستحدث مشاكل في مستويات السوائل في الجسم، والذي سيؤثر على كافة أجهزة الجسم بشكل ملحوظ، وأحد أهم هذه المشاكل هو احتباس السوائل في الجسم.
يحدث احتباس السوائل في الجسم عندما لا يكون الجهاز الليمفاوي قادراً على سحب السائل الراشح من أنسجة الجسم وضخه إلى تيار الدم بشكل طبيعي، والذي يتبعه تراكم للسوائل داخل الأنسجة، مما يعني احتباس السوائل وانتفاخ النسيج المتأثر (وذمة)، وقد تتأثر كافة أجزاء الجسم به (وذمة متفشية)، أو جزء معين (وذمة موضعية).
أعراض احتباس السوائل في الجسم
يعتمد ظهور أعراض احتباس السوائل في الجسم على موضع المنطقة المتأثرة، إذ تعد الأطراف السفلية واليدان والمعدة والصدر أكثر المناطق عرضةً للتأثر. من أعراض احتباس السوائل ما يلي:
- زيادة سريعة في الوزن تصل إلى ٤ أو ٧ كغم خلال أيام أو أسابيع قليلة.
- انتفاخ الجزء المتأثر.
- تغير لون الجلد حيث يصبح لامعاً.
- حدوث شكل أخدود أو انبعاج في الجلد عند الضغط عليه.
- آلام في المنطقة المتأثرة وتصلب في المفاصل القريبة منها.
- تقيؤ وتشوش الرؤية إضافة إلى اختلال التوازن حال كانت الوذمة في الدماغ.
- صعوبة التنفس وسعال وآلام في الصدر إذا كانت الوذمة في الرئتين.
أسباب احتباس السوائل
تتعدد أسباب احتباس السوائل في الجسم، وسنتناول بعضاً منها بشيء من التفصيل كما يلي.
تناول بعض الأغذية
تناول بعض الأغذية التي تحتوي على عنصر الصوديوم بكثرة يزيد من احتمالية حدوث احتباس السوائل في الجسم، مثل: ملح الطعام والمشروبات الغازية.
ركوب الطائرات
قد يتسبب السفر عبر الطائرة في حدوث احتباس للسوائل في الجسم نظراً لتغير ضغط الطائرة، أو طول فترات الجلوس على مقعد الطائرة.
تلف الشعيرات الدموية
إن حدوث تلف في الشعيرات الدموية يؤدي إلى فقدانها وظيفتها المتمثلة في تنظيم نسبة السوائل في الجسم، فيصبح جدارها نفاذًا ولا تعود قادرة على امتصاص السوائل المتسربة منها إلى الأنسجة، مما يعني احتباس السوائل داخل هذه الأنسجة.
النوبات القلبية
حينما تحدث النوبة القلبية يتوقف القلب عن ضخ الدم، مما يؤدي إلى تغير ضغط الدم في الجسم، والذي قد يسبب احتباساً للسوائل في مناطق معينة من الجسم.
أمراض الجهاز الليمفاوي
يعمل الجهاز الليمفاوي على سحب السائل الراشح من أنسجة الجسم وإعادته إلى تيار الدم كآلية لتنظيم نسبة السوائل في الدم؛ ولكن لنفرض أن مشكلة أصابت الجهاز الليمفاوي وأصبح غير قادرًا على القيام بمهامه، هنا تبدأ السوائل الراشحة بالتراكم حول الأنسجة وبالتالي ظهور أعراض احتباس السوائل في مختلف مناطق الجسم.
مشاكل في الكليتين
تلعب الكليتين دوراً أساسياً في الحفاظ على النسبة الطبيعية للسوائل في الجسم من خلال نظام الفلترة، وبالتالي إذا حدث اضطراب معين في عملها، فإنها حينئذٍ لا تكون قادرة على تصفية الجسم من السوائل والأملاح الزائدة؛ مما يعني بقاء السوائل في الجسم وانحباسها.
التغيرات الهرمونية
قد يحدث احتباس للسوائل في الجسم قبل موعد الدورة الشهرية، أو نتيجة خلل في الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية (متلازمة كوشينغ).
الحمل
يسبب الحمل انتفاخات في الأطراف السفلية؛ لأن الجسم يحتفظ بكمية أكبر من السوائل من المعدل الطبيعي؛ ولكن يتخلص الجسم منها تلقائيًا بعد الولادة. على الرغم من ذلك، فلو لوحظت انتفاخات حادة جداً مصاحبة لصداع وتقيؤ ومشاكل في الرؤية، فإنه ينبغي مراجعة الطبيب فوراً لاحتمالية الإصابة بتسمم الحمل.
تناول بعض الأدوية
تُحفّز بعض الأدوية الجسم على احتباس السوائل بداخله، منها:
- حاصرات قنوات الكالسيوم.
- الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية.
- بعض العلاجات الهرمونية، مثل: أقراص منع الحمل.
- بعض أدوية السكري.
علاج احتباس السوائل في الجسم والوقاية منه
ينبغي على الشخص الحفاظ على صحته باستمرار، واتباع النصائح اللازمة عند الإصابة بأي مرض أو اضطراب؛ لمحاولة التغلب عليه بأسرع وأفضل الطريق الممكنة، ومن الوسائل المتبعة لعلاج احتباس السوائل في الجسم:
- العلاج بالأعشاب الطبيعية: تساعد بعض الأعشاب الطبيعية على إدرار البول وبالتالي قد تكون حلًا ناجعًا لمشكلة احتباس السوائل في الجسم، ومن هذه الأعشاب: الهندباء البرية والزنجبيل والبقدونس والعرعر وغيرها؛ ولكن ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول أيٍّ منها.
- اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة مناسبة من عنصر الصوديوم، بحيث لا تتجاوز ٢٣٠٠ ملغم يومياً.
- الجلوس ورفع القدمين على مخدة: بحيث يكون مستوى القدمين أعلى من مستوى القلب؛ للمساعدة على التخلص من السائل المتجمع فيهما.
- تناول بعض الأدوية المدرة للبول التي تساعد الجسم على التخلص من الفائض من الماء والصوديوم.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي مثلًا، فهو يساعد على تنشيط وتحسين الدورة الدموية في الساقين.
على الرغم من عدم وجود وسائل مثبتة علمياً للوقاية من احتباس السوائل في الجسم؛ إلا أن بعض الدراسات والأبحاث أكدت بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة بعض التمارين الرياضية، والتي قد تكون ملاذاً جيداً يجعل هناك فجوة تحول بينك وبين احتباس السوائل في الجسم.
المصادر
-
Harvard Heart Letter (2019) Fluid retention: What it can mean for your heart, Available at: https://www.health.harvard.edu/heart-health/fluid-retention-what-it-can-mean-for-your-heart (Accessed: 26th August 2020).
-
NHS (2018) Swollen ankles, feet and fingers in pregnancy, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/pregnancy-and-baby/swollen-ankles-feet-pregnant/?fbclid=IwAR2LxWSnNTpCl-YBwFHPJb3Oy8OUwS_vY_LZBi5eWuV9eyXGODuby1y7i3w (Accessed: 26th August 2020).
-
National Cancer Institute (2020) Edema (Swelling) and Cancer Treatment , Available at: https://www.cancer.gov/about-cancer/treatment/side-effects/edema?fbclid=IwAR1YrsSoCeyG02T27Gug_R7ICz6meo48LDokx9a-fbDVwF37Jq2xmcYecjs (Accessed: 26th August 2020).
-
Purdie, J. (2018) Everything You Need to Know About Water Retention, Available at: https://www.healthline.com/health/water-retention?fbclid=IwAR14_C08TIr9oycK6M_KXNFFG0K4-JKnDPyOxM1b_i6QDzWWAUMmHZmPSog (Accessed: 26th August 2020).