انتشر في الآونة الأخيرة ما يعرف بمصطلح التباعد الاجتماعي كما وصفته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية، في محاولة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا والوقاية منه، وكما نردد دوماً الوقاية خير من قنطار علاج، إذن لتقي نفسك ولتتعرف عليه أكثر إليك هذا المقال.
التباعد الاجتماعي
مصطلح يصف الإجراءات التي يتخذها مسؤولو الصحة العامة في مكافحة العدوى كوسيلة لإبطاء أو وقف انتشار وسريان مرض شديد العدوى.
كما تُعَرِفه أيضاً مراكز السيطرة على الأمراض بأنه البقاء خارج التجمعات وخاصة الاجتماعية منها مع المحافظة على مسافة تقارب 6 أقدام (حوالي مترين) عن الآخرين قدر الإمكان.
-
يعتبر أقل حدة من الحجر الصحي أو العزل، الذي يُستخدم للأشخاص المشتبه بأنهم حاملين للفيروس.
- يعتبر من أفضل الاستراتيجيات المستخدمة لمنع انتشار الفيروس التاجي كورونا كما وصفته مراكز الأمراض والوقاية منها.
فوائد التباعد الاجتماعي
يعتبر من أهم وسائل الوقاية والحد من العدوى خصوصاً في الأمراض سريعة الانتشار، حيث أظهرت الدراسات أن:
- فيروس كورونا ينتشر بشكل كبير خلال الاتصال المباشر بين الأشخاص، لذا فمن المرجح أن الأشخاص الذين على اتصال مباشر أو قريب (مترين تقريباً) هم الأكثر عرضة لنشره.
- انتشار المرض يمكن حدوثه عبر رذاذ السعال أو العطس الذي يمكن استنشاقه في أنوف وأفواه الأشخاص القريبين من المصاب، كما يمكن أن يلتصق بالأسطح ما يجعله قادراً على إصابة الشخص عن ملامسته للأسطح والأجسام الملوثة.
- من المحتمل أن ينتشر الفيروس من شخص مصاب قبل أن تظهر عليه الأعراض، لذا يكون من المهم ممارسة التباعد الاجتماعي حتى لو لم تظهر الأعراض على هذا الشخص.
- الالتزام به يساهم في إبطاء عدد الإصابات الجديدة وتمديدها على فترة زمنية أطول، وتقليل عدد الحالات شديدة الخطورة وبدوره يسهم بتوفير مساحة وموارد طبية كافية للعمل بسلاسة خلال فترة انتشار المرض.
- قد تكون هذه الطريقة هي الطريقة الأكثر فعالية لتجنب إصابة الأشخاص بفيروس كورونا بالرغم من احتمالية تأثيره الواضح على إدارة حياتهم وأعمالهم.
-
ينتشر فيروس كورونا بسهولة بين المجتمعات، لذلك التزام الناس وتقليل التواصل بينهم، يقلل من انتشار الفايروس وانتقاله إليهم، وربما تكون هذه الوسيلة الأفضل لحماية أنفسهم وغيرهم وتقليل ما يسمى الانتقال عبر المجتمع.
- عند عدم الالتزام بهذا الإجراء من وقت مبكر وبجدية تامة ستكون عواقب وخيمة.
في دراسة أخرى أُجْرِيَت على فعاليته في إبطاء أو تقليل انتشار الإنفلونزا أثناء تفشي المرض أظهرت الدراسة:
- أن عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا قد قلت بشكل عام.
- كانت النتائج أفضل في الأماكن التي يمارس فيها الأشخاص إجراءات وقائية أخرى مثل: غسل اليدين بشكل دوري وتدابير أخرى للحفاظ على أجهزتهم المناعية قوية.
قواعد وتعليمات تُعزِّز التباعد الاجتماعي
- إغلاق الأعمال والشركات غير الضرورية والعمل من المنزل قدر الإمكان.
- إغلاق الجامعات والكليات الدراسية.
- إلغاء التجمعات الكبيرة مثل: الحفلات الموسيقية والسباقات الرياضية والمهرجانات.
- في البداية تم إلغاء التجمعات التي تضم 50 شخصاً فأكثر، ثم أعلن عن تغيير التوصية وتجنب التجمعات التي تضم 10 أشخاص فأكثر.
- ينصح مركز السيطرة على الأمراض الناس باتخاذ إجراءات احتياطية خاصة عند أولئك الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- إلغاء السفر المتعلق بالأعمال التجارية والمؤتمرات ما يجعل البعض يراه أنه مصدر راحة وآخرون أنه مزعج نوعاً ما.
- التزام المحلات الأساسية مثل البقالات بإجراءات السلامة وتقليل عدد العمال والزبون في داخلها قدر الإمكان.
- فتح المطاعم فقط للوجبات السريعة أو خدمات التوصيل.
- إغلاق الشواطئ والمُتَنزهات وأماكن الترفيه لتقليل التجمعات الكبيرة ما أمكن.
- بالرغم من كون التباعد الاجتماعي عاملاً مهماً في الحد من انتشار فيروس كورونا (التاجي)، فإن اتخاذ تدابير السلامة الأخرى والاهتمام بالنظافة الصحية الجيدة خطوات مهمة أيضاً لمنع انتشاره.
- تحتاج لاستخدام مجموعة من أساليب السلامة للحد من انتشار المرض بأكبر فعالية ممكنة.
كيفية تطبيق التباعد الاجتماعي في حياتك الخاصة
- تجنب الأماكن المزدحمة والعامة مثل:
- معارض السينما.
- المطاعم المزدحمة.
- التجمعات الدينية.
- إجراء الاجتماعات عبر الإنترنت كبديل عن الاجتماعات في أماكن العمل.
- العمل من المنزل قدر الإمكان.
- تأجيل التجمعات واللقاءات الاجتماعية الكبرى.
- التواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر محادثات الإنترنت بدلاً من الأماكن العامة.
- تأجيل السفر والرحلات الجوية والبحرية.
- تخزين المواد الأساسية اللازمة حتى لا تضطر للخروج والذهاب إلى المتاجر.
- التسوّق عبر الإنترنت وطلب خدمة التوصيل.
إذا كنت تعيش بمفردك
- الأمر أسهل بالنسبة لك؛ لأنك لن ترى عدداً كبيراً من الناس ولكن هناك تحديات يمكن أن تواجهك.
- ابدأ العمل من المنزل وتفاعل مع الآخرين عن بعد حتى لا تشعر بالوحدة والاكتئاب.
- قم بالتواصل مع عائلتك والأصدقاء بانتظام عبر الهاتف أو الرسائل، كي تتمكن من التواصل الاجتماعي لضمان عدم شعورك بالعزلة.
-
لا تنعزل بشكل كبير جداً عن الناس وقم بمراقبة صحتك العقلية فالشعور بالوحدة والاكتئاب ممكن يتحول إلى مشكلة عقلية.
- ممارسة الحجر والابتعاد عمن حولك ليس فقط في حالة انتشار وباء، بل ربما تضطر للقيام به عندما يضعف جهازك المناعي.
نصائح وتوجيهات عامة
- الحفاظ على الهدوء والإيجابية أثناء انتشار المرض.
- التقليل من حدة القلق والتوتر حتى تتمكن من اتخاذ قرارات أكثر إيجابية.
- التباعد الاجتماعي هو مجرد إجراء احترازي وقائي استباقي للحفاظ على سلامتك وعائلتك.
- تهدئة وتوعية أطفالك، وذكرهم أنك تقوم بذلك للحفاظ على صحتهم وإذا شعرت بالخوف لا تظهره أمامهم حتى لا يشعروا بالقلق.
- البقاء على اطلاع على آخر الأخبار والمستجدات بشأنه.
- إذا كنت تقلق لكثرة التقارير الإعلامية عن تفشي الأوبئة حاول العثور على أنشطة منزلية أخرى أكثر متعة.
المصادر
- Amy Morin (2020) What Is Social Distancing?, Available at: https://www.verywellmind.com/what-is-social-distancing-4799570 (Accessed: 28 March 2020).