حقائق عن الجلد
- يعتبر الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم؛ عبارة تتكرر كثيرًا على مسامعنا وسنعرف سبب ذلك بإذن الله.
- يظن البعض أنّ الجلد مجرد غطاء لكن الحقيقة ليست كذلك؛ فالجلد كأي عضو يتركب من طبقات عدة.
- لو تم فرد جلد الإنسان الذكر البالغ لغطى ما مساحته 1.8 متر مربع أي أكبر من مساحة باب الغرفة.
- من النادر أن تجد توأمًا متشابه البصمة، فلكَ أن تتخيّل حجم الجرائم والمشاكل التي تُحلّ اعتمادًا على البصمات الموجودة على جلد الانسان.
مقدمة
الجلد هو تجمع الخلايا التي تكسو الأعضاء الداخلية وبالتالي تحميها، وبناءً عليه فهو أكبر عضو في جسم الإنسان؛ حيث يشكل 16% من وزن الجسم (قياسًا على الذكر البالغ)، ويختلف سمك الجلد من مكان لآخر، حيث يعدّ أكثر سماكةً في راحة اليد وباطن القدم لكثرة استخدام هذين الموضعين وتعرضهما للاحتكاك.
وظائف الجلد
- يحمي الجلد الأعضاء الداخلية من الميكروبات ويقوم بالتصدي لها ومنع دخولها، كما له دور في الحماية من أشعة الشمس.
- يحافظ على درجة حرارة الجسم الداخلية؛ فإنتاج العرق ومن ثمّ تبخره هي إحدى أهمّ الآليات للحفاظ على حرارة الجسم. (في الأجواء والبيئات الحارّة).
- أمّا في البيئة الباردة فإن الأوعية الدموية تتضيّق فتمنع تعرض الدم الموجود فيها للجلد البارد أو البيئة المحيطة، وبالتالي تبقى درجة حرارة الجسم الداخلية ضمن المعدل الطبيعي.
- يحمي الجسم من الجفاف، عن طريق منع الماء من الخروج من بين المسامات، وكذلك يمنع دخوله وذلك لوجود مادة الكيراتين وبعض الدهون ذمن طبقات الجلد.
- الإحساس وهي أهم ما يشار إليه في وظائف الجلد، فالإحساس بالألم والوخز وغيرها من المنبهات تشكل وسيلة لحماية الجسم من الخطر.
- تصنيع فيتامين “د” من الكولستيرول الموجود في الجسم عند تعرض الجلد لأشعة لشمس، ويعد فيتامين “د” أساسيّا لنمو العظام والحفاظ على صحتها.
تركيب الجلد
ربّما بنظركَ أن الجلد عبارة عن طبقة رقيقة بسيطة، لكنّه في الحقيقة مركب من طبقتين رئيستين هما: البشرة والأدمة.
البشرة (epidermis)
هي الطبقة الخارجية من الجلد والمعرضة للبيئة، تتجدد باستمرار كل نصف شهر أو شهر، وتنتج الميلانين الملون للجلد.
تتكون البشرة من 5 صفوف من الخلايا الطلائية الكيراتينية، تقل قدرتها على الانقسام تدريجيًا، حتى تفقد الأنوية، ويتحول شكلها للمغزلي.
مكونات البشرة
نبدأ بالصفوف من القاعدة إلى السطح:
الطبقة القاعدية (stratum basale)
هي أعمق طبقة ويفصل بينها وبين طبقة الأدمة تحتها غشاء قاعدي مكون من كولاجين وبروتينات، والذي يبقيها في نفس الوقت على اتصال مع طبقة الأدمة، وكلما زاد الاتصال قويَت المنطقة.
والطبقة القاعدية عبارة عن صف واحد مكون من خلايا جذعية شكلها مكعب أو عمودي. تكون هذه الخلايا نشطة وقابلة للانقسام، وهي المسؤولة عن تصنيع الخلايا الكيراتينية.
وأيضا تتكون هذه الطبقة من خلايا ميركل التي تعمل كمستقبلات حسية للمس وغيره، وتتواجد بكثرة في أسطح القدمين واليدين، وأيضا من خلايا ميلانية (melanocytes) مسؤولة عن تصنيع الميلانين الذي يعطي الجلد والشعر لونه الخاص، ويقوم بحماية الجسم من أشعة الشمس.
الطبقة الشائكة (stratum spinosum)
يبدأ شكل الخلايا بالتحول من مكعبة أو عمودية إلى مضلعة ويصبح اسمها الخلايا الكيراتينية (keratinocyte)، وهي التي تنتج الكيراتين ومهمّته حماية خلايا الطبقة القاعدية.
الطبقة الحبيبية (stratum granulosa)
عبارة عن 3 إلى 4 صفوف من الخلايا مسطحة أكثر من سابقتها ولها غلاف خلوي سميك. في هذه الطبقة يتم تصنيع الكمية الأكبر من الكيراتين، وهو بروتين شفاف اللون وظيفته إعطاء القوة والحماية للبشرة، يكون داخل الخلايا على شكل حبيبات متراكمة ومن هنا أتت تسمية الطبقة بالحبيبية.
الطبقة الشفافة (stratum lucidum)
تمتلك نفس خلايا الطبقة السابقة ولكن بعد تحلل الأنوية ومكونات السيتوبلازم؛ أي أن الخلية تصبح عبارة عن غلاف خلوي وكيراتين (ميتة) لذلك فهي شفافة. توجد هذه الطبقة فقط في أماكن الجلد السميك كراحة اليد وباطن القدم والأصابع وتكون مقاومة للماء.
الطبقة المتقرنة (stratum corneum)
وهي الطبقة الخارجية ويكون الكيراتين كثيف فيها، عبارة عن 15إلى 30 صف من الخلايا. رغم ذلك فهي تبدو أقل سمكًا من الطبقة الشائكة؛ وذلك لأن الخلايا فيها مسطحة. وهذه الطبقة الجافة والميتة هي التي تتجدد باستمرار كل 4 أسابيع، وهي المسؤولة عن معظم وظائف الجلد أهمها منع دخول الميكروبات.
الأدمة (dermis)
هي الطبقة التي تلي البشرة، وتحوي أوعية دموية وليمفاوية وأعصاب، وفيها الغدد الدهنية والعرقية وبصيلات الشعر.
تنقسم الأدمة إلى طبقتين من النسيج الضام: طبقة الحُليمية، وطبقة شبكية داخلية.
الطبقة الحُليمية (papillary layer)
تتكون من نسيج ضام رخو، تكوّن فيها ألياف الكولاجين والإيلاستين شبكات رخوة، تتصل بالطبقة القاعدية من خلال حليمات مشابهة للأصابع. كما تحوي خلايا دهنية وشعيرات لمفية وألياف عصبية ومستقبلات ميسنر وأيضًا خلايا بلعمية؛ للتصدي لأي ميكروب استطاع النفاذ من طبقة البشرة.
الطبقة الشبكية(reticular layer)
تكون أسمك من الطبقة الحليمية بكثير؛ لذلك فالأوعية الدموية كثيفة فيها. تتكون هذه الطبقة من نسيج ضام كثيف وغير منتظم وتترتب الألياف فيه على شكل شبكة محبكة. وظيفة خيوط الإيلاستين الموجودة هي إعطاءه المطاطية (القدرة على الرجوع الوضع الأصلي بعد الشد)، أما الكولاجين فهو يعطي القوة والدعامة له ويرتبط مع الماء للمحافظة على رطوبة الجلد.
البصمة
سرّ وجود البصمة راجع إلى الالتحام المتعرج بين البشرة والأدمة، وتختلف التعرجات من شخص لآخر فلا يوجد بصمتان متشابهتان مطلقًا.
فوائدها: أنها تساعد على الإمساك بالأشياء، وبما أنها مميزة لكل شخص فهي تستخدم في المجال الجنائي.
لون الجلد
يحدد الميلانين والكاروتين والهيموجلوبين لون الجلد. الميلانين تصنعه الخلايا في البشرة ويُنقَل إلى الخلايا الكيراتينية بواسطة حويصلات خلوية ميلانية (melanosome).
كلما زاد تصنيع الميلانين في الجلد كلما زادت دكانة البشرة، فالاختلاف بين الناس ليس في عدد الخلايا المصنعة للميلانين، بل في نشاطها في التصنيع وكمية الميلانين المصنعة، وسرعة انتقالها إلى الخلايا الكيراتينية.
اللُّحمة (hypodermis)
اللحمة تلي الأدمة ولكنها لا تعد من طبقات الجلد. تصل بالنسيج الليفي المغطي للعظام والعضلات، وتغذيها كمية جيدة من الدم، تتكون من نسيج ضام رخو ونسيج دهني لتخزين الدهون والتي تعمل كعازل للحرارة، وتحمي الأعضاء الداخلية من الكدمات.
تابع المزيد: علاج حساسية الاسنان وأسبابها، وكيفية الوقاية من حساسية الأسنان
المصادر
- Anthony L. Mescher (2016) Junqueira’s basic histology- text and atlas, 14th edn., United States: Mc Graw Hill.
- BC Campus () Layers of the Skin, Available at:https://opentextbc.ca/anatomyandphysiology/chapter/5-1-layers-of-the-skin/ (Accessed: 14th February 2019).
آخر تحديث بواسطة: د. أيهم أبو القمبز.