نصائح طبية بعد الإصابة بأمراض القلب

نصائح للمريض بعد الإصابة بأمراض القلب

  • الحياة قبل الإصابة بأمراض القلب تختلف عنها قبل الإصابة، فعليك اتباع نمط حياة نشيط وحيوي، وألا تركن إلى الخمول والكسل.
  • عليك إنقاص وزنك، وممارسة الرياضة قدر المستطاع.
  • عليك المحاولة جاهدًا الإقلاع عن التدخين.
  • الجلطة القلبية لا تعني نهاية الحياة، وعملك ليس سبباً لها؛ بل على العكس، ينبغي عليك بعد الجلطة أن تكون أكثر نشاطًا وحيوية.

الحياة بعد الإصابة بالجلطة القلبية و تضيق الشرايين التاجية تختلف عنها قبل الإصابة، فهناك العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة حدوث الجلطة يمكن تعديلها، وبالتالي تقليل نسبة حدوث جلطة جديدة، و بفعل ذلك أنت تحمي قلبك وشرايينك بشكل عام، مثل: شرايين الدماغ، والأطراف السفلية، وغيرهم. بالتالي، عليك الحرص كل الحرص على اتباع نمط حياة جديد، أكثر حيوية، وأكثر نشاطًا، وأكثر صحة، ويمكن ذلك باتباع النصائح التالية:

التوقف عن التدخين

التدخين يعتبر من أقوى عوامل الخطورة التي تسبب الجلطة القلبية، وفي نفس الوقت هو عامل متغير؛ أي يمكنك المحاولة جاهدًا الإقلاع عن التدخين؛ لأنه لا يزيد فقط من نسبة حدوث الجلطة الأولى؛ ولكنه يزيد أيضًا من نسبة تكرارها مرات ومرات، لذا ينبغي عدم انتظار حدوث الأعراض كألم الصدر أو غيره لتقلع عن التدخين، كن مبادرًا واتركه الآن.

اتباع نظام غذائي صحي

أثبتت الدراسات أن الاهتمام بالغذاء والرياضة وتقليل الوزن يقلل من نسبة حدوث الجلطة القلبية أو تكرارها. إن تغيير نمط الحياة بعد حدوث الجلطة يكون بتناول الطعام المفيد الغني بالألياف كالخضار والفاكهة، والتقليل قدر المستطاع من الدهون المشبعة  كالمقالي والسمنة والزبدة والكيك والشكولاتة وغيرهم، والانتباه قدر الإمكان لمكونات الطعام لتتجنب قدر المستطاع الأطعمة التي تحتوي على زيت النخيل (palm oil)، والحرص على تناول كمية معتدلة من البروتينات، ويُفضل تناول الأطمعة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة كزيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات.

ممارسة الرياضة

ينبغي الحرص على أن تكون حياتك نشيطة قدر المستطاع، وألا تركن إلى الخمول والكسل، فمثلًا، يُفضل صعود الدرج بدلًا من ركوب المصعد، والذهاب سيرًا على الأقدام إلى المحل المجاور لبيتك.

في الماضي كان الاعتقاد السائد أن الرياضة تجهد القلب وتتعبه، وبالتالي تزيد من خطر حدوث الجلطة القلبية؛ لكن حديثًا تبين أن العكس صحيح، وأن الرياضة المنتظمة تفيد القلب وتحسن من أدائه، وليس فقط القلب؛ ولكن أيضًا تقلل نسبة الدهون في الدم وتحمي من البدانة، وكذلك تقلل من حدوث ارتفاع الضغط ومرض السكري، وبالتالي فإنها تقلل من عوامل الخطورة المسببة لحدوث الجلطات القلبية. بالتالي فإن الرياضة تستخدم حديثًا لتأهيل القلب على الحياة بعد حدوث الجلطة، وكذلك فإنها تقلل من نسبة تكرارها مرة أخرى.

عليك قبل البدء بممارسة الرياضة مشاورة طبيبك للتأكد من إمكانية تحمل المجهود المبذول خلالها وعدم تعرضك للضرر بسببها. بعد موافقة الطبيب، يمكنك البدء بممارسة الرياضة تدريجيًا، فعلى سبيل المثال، يمكن البدء بالمشي البسيط في أول أسبوع، وتختلف المسافة التي يمكن قطعها من شخص لآخر، وبالتالي فعليك المشي قدر المستطاع دون أن ترهق نفسك.

يمكنك زيادة المسافة المقطوعة تدريجيًا على مدار ستة أسابيع، بحيث يكون هدفك هو المشي لمدة 20-30 دقيقة يوميًا (على الأقل 150 دقيقة أسبوعيًا)؛ ولكن قد تختلف هذه المسافة إن كان لديك أمراض أخرى، مثل أمراض الجهاز التنفسي، أو فقر الدم (الأنيميا)، أو تكرار حدوث أعراض الذبحة الصدرية، وينبغي عليك مراجعة الطبيب في مثل هذه الحالات. بالنسبة لنوع الرياضات المفضلة من حيث شدتها، فعليك تجنب كل الرياضات التي تتضمن كتم النَفَس والضغط على الأسنان كرفع الأثقال.

لمعرفة المزيد حول الرياضة المناسبة لك، و كيفية ممارستها، إقرأ مقالنا عن الرياضة.

تقليل الوزن

ينبغي المحافظة على الوزن الطبيعي والذي يُحدد بناءً على “معامل كتلة الجسم BMI”، ويتم حسابه عن طريق: الوزن (كغم)÷ ( الطول × الطول (سم))، ويجب أن لا يقل عن 15 وأن لا يزيد عن 25، ويمكن تقليل الوزن باتباع النصائح الغذائية والرياضية المذكورة سابقًا.

السكري والضغط

لا بد من الالتزام بالأدوية واتباع نصائح الطبيب فيما يخص كلًا من هذين المرضين؛ كي يكون كلًا من ضغط الدم ومستوى السكر في الدم تحت السيطرة دائمًا، ذلك لأن عدم انتظامهما يؤدي الى زيادة خطر الإصابة بالجلطة مرة أخرى.

العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية

كثيرًا ما يتساءل مرضى الجلطات القلبية عن العادات اليومية التي يمكن العودة لممارستها أو التي ينبغي تجنبها بعد حدوث الجلطة. في السابق كان الاعتقاد السائد هو الركون إلى الخمول والراحة التامة وترك العمل؛ لكن حديثًا أثبتت الدراسات أن العكس هو الصحيح لمعظم المرضى، حيث يُنصح المرضى بالعودة إلى ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.

مسائل حول العودة إلى العمل

في العادة، ينصح معظم المرضى بالعودة إلى العمل بعد شهرين أو ثلاثة من حدوث الجلطة؛ لكن بعض المرضى ذوو الجلطات البسيطة قد يشعرون بتحسن مبكر، وبالتالي يمكنهم العودة بشكل أسرع، وعلى النقيض، بعض المرضى يستمر لديهم الشعور بالذبحة أو بعض أعراض فشل عضلة القلب، فيُنصحون بأخذ فترة راحة أطول من غيرهم.

أحد المعتقدات الشائعة الخاطئة أن الجلطة تحدث نتيجة العمل والضغط الموجود فيه؛ لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحًا بالضرورة، فأولئك الذين يركنون للخمول وتفضيل الأعمال المكتبية في الواقع أكثر عرضة للإصابة بالجلطات، فعلى المرضى الذين تعرضوا للجلطة ممارسة الرياضة كما أسلفنا وعدم الميل إلى الخمول، وفي النهاية هذه القضية شخصية وتختلف من شخص إلى آخر حسب شعوره بالأعراض.

بشكل عام يمكنك وضع خطة للعودة إلى عملك:

  • أولًا مناقشة الموضوع مع طبيبك واستشارته بخصوص طبيعة عملك.
  • يمكنك العودة إلى عملك على مراحل، كأن تداوم يوم وترتاح اليوم الذي يليه، أو أن تبدأ عملك بالواجبات البسيطة التي تزداد تدريجيًا حسب قدرتك.

القيادة والسفر

عليك عدم القيادة لمدة أربع أسابيع بعد إصابتك بالجلطة، وبعد أن تتحسن يمكنك إعلام ذوي الاختصاص مثل شركة التأمين للعودة للقيادة، وفي حال سببت لك القيادة آلامًا في الصدر وأعراض الذبحة الأخرى فعليك ترك القيادة حتى ترتاح وتشفى منها.

يمكنك السفر كراكب بعد أسبوعين إلى ثلاث أسابيع من حدوث الجلطة وذلك بشرط عدم معاناتك من أعراض الذبحة أو أعراض الجلطة القلبية، ويفضل إبلاغ شركة الطيران بمشكلتك قبل الإقلاع.

العودة للحياة الجنسية

المشاكل الجنسية بعد الجلطة شائعة، حيث أنها تصيب من نصف إلى ثلاث أرباع المصابين؛ ويمكن أن يعاني منها الرجال والنساء على حدٍ سواء. لهذه المشاكل عدة أسباب، منها العلاجات المستخدمة بعد الجلطة، أو الخوف من حدوث الجلطة مرة أخرى، أو الاكتئاب.

خلال أول أسبوعين من حدوث الجلطة بدون مضاعفات، هناك فرصة كبيرة لتكرار حدوث الجلطة أثناء ممارسة الجنس، وتكون الفرضة أكبر إذا كان هناك مضاعفات، مثل: فشل عضلة القلب، أو عدم انتظام نبضات القلب، ويقل الخطر تدريجيًا خلال 6 أسابيع، وهي الفترة التي يلتئم فيها الجزء المصاب من عضلة القلب، حيث يمكن ممارسة الجنس بعد مرور هذه المدة، أي عندما يمكنك المشي وممارسة حياتك الطبيعية بدون الشعور بالذبحة الصدرية. في حال شعرت بتلك الأعراض، عليك الامتناع عن ممارسة الجنس وإبلاغ طبيبك على الفور. بعض الأدوية يمكنها أن تؤثر على الانتصاب، يمكنك مناقشة هذه المشكلة مع طبيبك.

هناك بعض الأدوية التي توصف لتوسيع الشرايين التاجية وتخفيف أعراض الجلطة مثل النيترات يمكنها أن تتأثر بـ (الفياجرا)، فكلاهما له نفس المفعول وهو توسيع الشرايين، فإذا تم أخذهما معًا يمكن أن يحدث هبوط شديد في ضغط الدم، فلذلك كن حذرًا في أخذ أي دواء بدون وصفة طبية.

التطعيمات

يمكنك الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي.

بعض التنبيهات

  • عند شعورك بأعراض الذبحة الصدرية، عليك إخبار طبيبك وعدم تأجيل ذلك، فقد تكون هذه علامة على بداية تضيق الدعامة أو بداية تضيق شريان آخر.
  • عليك إعلام طبيبك عند شعورك بضيق النفس، أو عند شعورك بالتعب والإرهاق بشكل أسرع من السابق.
  • قد تصاب بالاكتئاب بعد الجلطة القلبية، فلا تتردد في مراجعة طبيب نفسي.

المصادر

  • Parveen Kumar and Michael Clark (2017) Kumar and Clark’s Clinical Medicine, 9th Edition edn., USA: Elsevier.
  • Guy S Reeder, MD (2018) Patient education: Heart attack (Beyond the Basics), Available at: https://www.uptodate.com/contents/heart-attack-beyond-the-basics (Accessed: 19 December 2018).
  • Franz-Josef Neumann (2018) 2018 ESC/EACTS Guidelines on myocardial revascularization , Available at: https://academic.oup.com/eurheartj/advance-article/doi/10.1093/eurheartj/ehy394/5079120 (Accessed: 19 December 2018).

مراجعة وتدقيق لغوي: د. أحمد إسماعيل البهبهاني

السابق
الإمساك: أسبابه، أعراضه وكيفية علاج الإمساك
التالي
رائحة الفم الكريهة، اسباب رائحة الفم الكريهة

اترك تعليقاً