ترقيع الجلد | Skin grafting

حقائق عن ترقيع الجلد ذات السمك الجزئي

  • تشمل الرقعة الجلدية ذات السمك الجزئي طبقة البشرة وجزءًا بسيطًا من طبقة الأدمة.
  • يلتئم الجلد في الموقع المتبرع بشكل ذاتي ويعود إلى حالته الطبيعية أو شبه الطبيعية.
  • تستخدم هذه التقنية لتغطية مساحات واسعة من المناطق المصابة.
  • لا تعتبر تقنية زراعة الرقع الجلدية ذات السمك الجزئي من التقنيات المثالية جماليًا.

يغطي الجلد السطح الخارجي لجسم الإنسان، والذي يتصرف كوسيلة حماية للجسم من العوامل البيئية الخارجية التي من الممكن أن تكون مؤذية كمسببات العدوى وغيرها، ويؤدي الجلد وظائف أخرى تتمثل في تنظيم حرارة الجسم، والتحكم في كمية السوائل المفقودة وغيرها من الوظائف المهمة.

قد يتعرض الجلد لعوامل قد تدمر جزءًا منه وتعرض الجسم للخطورة، مما يستدعي التدخل الطبي لترميمه بطرق عديدة، سنستكمل في هذا المقال الحديث عن ترميم الجلد من خلال الرقع الجلدية بالتحديد: ذات السمك غير الكامل منها أو الرقعة الجلدية المشطورة.

ترقيع الجلد ذات السمك غير الكامل (الجزئي)

يتكون الجلد من طبقتين أساسيتين: طبقة البشرة (epidermis)  وطبقة الأدمة (dermis) ، وتشمل الرقعة الجلدية ذات السمك الجزئي طبقة البشرة وجزءًا بسيطًا من طبقة الأدمة، حيث يتم حصاد جزء الجلد الذي سيتم زراعته من منطقة في الجسم (من ذات المريض) يطلق عليها الموقع المتبرع donor site  وزرعها في المكان المصاب، ويهتم الجرّاح بترك جزء كافٍ من طبقة الأدمة وعدم استئصالها كليًا ذلك لأنها مسئولة عن عملية نمو وتجدد نسيج الجلد  في الموقع المتبرع وبالتالي فهي مسئولة عن التئامه.

تصنيفات ترقيع الجلد ذات السمك غير الكامل

تصنف الرقعة الجلدية ذات السمك غير الكامل حسب السمك، حيث تنقسم إلى رقعة جلدية رقيقة يتراوح سمكها من (0.005-0.012) إنش، ومتوسطة السمك (0.012–0.018) إنش، ورقعة جلدية سميكة (0.018-0.03) إنش.

تحظى الرقعة الجلدية الرقيقة بفرص نجاح عالية حتى في الأماكن التي لا يغذيها الدم بشكلٍ كافٍ، ولكنها من ناحية أخرى معرضة للانكماش بشكل أكبر من غيرها عند الالتئام، آخذين بعين الاعتبار ما يتبع ذلك من مضاعفات ومساس بالقيمة الجمالية للجلد.

أساسيات اختيار نوع الرقعة الجلدية

عادة ما يعتمد قرار اختيار نوع الرقعة الجلدية على حالة الجرح وموقعه وسمكه وحجمه والاعتبار الجمالي، ولا يمكننا الحديث عن الرقعة الجلدية ذات السمك غير الكامل أنها المثالية من الناحية الجمالية، حيث أنها تنكمش عادة تاركة مظهر غير محبّذ تجميليًا، كما أن فرصة نجاحها تضعف في الحالات التي تفتقر فيها أرضية الجرح إلى الأنسجة اللينة soft tissues التي تستند عليها الرقعة، إضافة إلى أن استجابتها ضعيفة لوسائل علاج الندبات فيما بعد الالتئام، ومن جانب آخر يقع الاختيار عليها في الأحيان التي تكون فيها مساحة الجرح واسعة مما يحصر خيارات الجراح ولا يمكنه من تطبيق رقعة بسمك كامل، إذ إنها لا تلتئم وحدها، بينما الرقعة الجلدية ذات السمك الجزئي يمكنها أن تفعل.

تحتاج الرقعة الجلدية ذات السمك الجزئي ظروفًا أقل مثالية من ذات السمك الكامل لنجاح زراعتها، فيتجه لها الجراح في الظروف التي يكون غير متأكد فيها من نجاح الرقعة الجلدية ذات السمك الكامل (الخيار الجمالي الأمثل في معظم الأحيان).

والموقع المتبرع في حالة تطبيق الرقعة الجلدية ذات السمك الجزئي يعود ويلتئم بشكل طبيعي أو شبه طبيعي، وهذه نقطة تحسب لهذا النوع، على عكس النوع الآخر الذي تزداد فيه فرصة حدوث المضاعفات في الموقع المتبرع.

اختيار الموقع المتبرع

يمكن اختيار أي موقع من الجسم يحظى بجلد صحي ليكون موقعًا متبرعًا في حالة تطبيق هذا النوع من الرقع الجلدية، إلا أن مناطق أعلى الفخذ والأرداف من الممكن أن تكون المناطق الأكثر تفضيلًا بحكم أنها مناطق غير ظاهرة عادةً فلا تسبب حرجًا من الناحية الجمالية.

التجهيز وزراعة الرقعة الجلدية

بشكلٍ عام، لا تختلف قواعد زراعة الرقعة الأساسية من نوع إلى آخر، حيث يتم التأكد في البداية من جاهزية الجرح للترقيع، وعدم إصابته بالعدوى البكتيرية أو الفطرية.

يباشر الجراح (تحت تأثير التخدير الكلي أو الموضعي) باستئصال الأنسجة التالفة من الموقع المصاب وكحت الطبقة الخارجية للجلد لتجديد سريان التغذية الدموية لأرضية الجرح وبالتالي تحضيرها للزراعة.

بشكلٍ مُوازٍ يتم استئصال قطعة جلدية مناسبة للجرح من منطقة المتبرع (والتي تكون منطقة الفخذ عادة) وتكون الرقعة كما ذكرنا مكونة من طبقة البشرة وجزء من طبقة الأدمة، ويتم غسل القطعة المستأصلة بمحلول ملحي ومضاد حيوي عادةً ثم ثقبها بطريقة منتظمة.

الثقوب يمكن أن تمس الجانب الجمالي هنا وتكوين ما يسمى بـ(جلد التمساح)، إلا أن الجراح يلجأ لهذه التقنية لزيادة مساحة الرقعة وبالتالي تغطية أكبر مساحة ممكنة من الجرح، وأيضًا لتصريف السوائل المتجمعة من الدم الزائد وغيره تحت الرقعة، حيث أن تجمعها تحت الرقعة يعد من أهم العوامل التي قد تتهم في فشل الرقعة فيما لو حدث ذلك.

بعد استئصال الرقعة وتجهيزها يتم زراعتها في المكان المصاب، وتثبيتها من الأطراف باستخدام الخيوط أو الدبابيس الجراحية.

يتم بعدها تغطية المنطقة المرقوعة بالضماد مع تطبيق الضغط الخفيف لضمان ثبات الرقعة وعدم تحركها من مكانها، أيضًا لضمان عدم تجمع السوائل والإفرازات تحت الرقعة.

هذه نبذة عن الرقع الجلدية ذات السمك غير الكامل، سنتناول في مقالات أخرى الرقع الجلدية ذات السمك الكامل وبدائل ترقيع الجلد المستخدمة حديثًا، والمتابعة بعد عمليات الترقيع.

المراجع

  • Mark K Wax (2017 ) Split-Thickness Skin Grafts, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/876290-overview (Accessed: 14/3/2019).
  • Kestrel Health Information (2019) Skin Grafts, Available at: https://www.woundsource.com/patientcondition/skin-grafts (Accessed: 14/3/2019).

مراجعة علمية وتدقيق لغوي: د. عبد الرحمن الشيخ أحمد

تدقيق : براءة إياد علي

السابق
متلازمة هورنر Horner Syndrome
التالي
الكورتيزول

اترك تعليقاً