المضادات الحيوية الطبيعية: هل هناك مواد طبيعية تقوم بعمل المضادات الحيوية؟

عند الحديث عن المضادات الحيوية فإن ما يخطر على أذهاننا هو الأدوية التي نحصل عليها من الصيدليات بحيث تعتبر صناعة المضادات الحيوية وتطويرها أنجح الثورات الدوائية التي شهدها العالم ولكن وجود الكثير من المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها قد ساهم في تطور مقاومة البكتريا لها بحيث أصبحت المضادات الحيوية الكيمائية بأنواعها المختلفة غير قادرة على تدمير البكتريا وقتلها، على نحو آخر شخص من كل 10 يتناولون المضادات الحيوية الكيمائية سيتعرض لمضاعفاتها الضارة وشخص من كل 15 شخص لديه حساسية تجاه الدواء وستظهر عليه تفاعلاتها بمجرد تناولها ولهذه الأسباب كان لابد من البحث عن البدائل الطبيعية للمضادات الحيوية الكيمائية التي تم اكتشاف أول أنواعها من فطر البنسلين والكثير منها قائم على استخراج المادة الفعالة من النباتات وتصنيعها.

ما هي المضادات الحيوية الطبيعية؟

تتمثل المضادات الحيوية الطبيعية في العديد من المواد التي تنتجها الطبيعة سواء النباتات أو الأعشاب المختلفة والزيوت وغيرها من العناصر التي تملك فعالية للقضاء على البكتريا والفطريات والفيروسات أيضاً مثل الإنفلونزا كما تعمل هذه المواد الطبيعية على زيادة تدفق الدم والتغذية الليمفاوية لأعضاء الجسم مما يرفع من قدرة الجسم على التقاط مسببات الأمراض والقضاء عليها.

يمكن الاعتماد على المضادات الحيوية الطبيعة كالحل الأول عند الإصابة بالزكام على سبيل المثال لأننا نتناول هذه العناصر الطبيعية في حياتنا بشكل يومي فمن الممكن أن يكون كوب الشاي الدافئ والمضاف إليه بعض الليمون والعسل كفيلاً بشفائك دون الحاجة إلى استخدام الأدوية.

أمثلة على أنواع المضادات الحيوية الطبيعية واستخداماتها:

العسل

يعتبر العسل من أقدم وأقوى المضادات الحيوية الطبيعية شائعة الاستخدام في الالتهابات الجلدية والحروق حيث بدأ استخدامه قبل 2000 عام في علاج الجروح والتئامها ولكن العسل لكي يمتلك هذه القدرة الدوائية لابد أن يكون من أصل نباتي تماماً أي أن النحل كان يتغذى على الأزهار الطبيعية فقط بحيث يتمكن من تجديد الخلايا التالفة ومنع تكاثر البكتريا داخل الجروح.

زيت الزعتر

يعتبر زيت الزعتر أحد أهم مصادر الزيوت الأساسية والتي تدخل مع مجموعة من الزيوت الأخرى في صناعة المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الالتهابات الصدرية كما ثبتت فعاليته في القضاء على العدوى الطفيلية الجلدية والالتهابات البكتيرية.

ما يجب التنويه له أن استخدام زيت الزعتر بصورة طبيعية يكون خارجياً فقط ويتم تخفيفه بزيوت أخرى مثل زيت الزيتون قبل استخدامه على الجلد كي لا يتسبب في تهيجه.

الثوم

يستخدم الثوم منذ القدم في علاج الالتهابات الفطرية ولكنه أيضاً يملك فعالية كمضاد حيوي طبيعي عند تناوله بصورة نيئة لاحتوائه على مادة الأليسين (allicin) التي تنتج بعد هضم الثوم وتلعب دوراً هاماً في تطهير الجهاز الهضمي والوقاية من الالتهابات البكتيرية بكل أنواعها إذا تم تناولها بشكل يومي.

زيت الأوريجانو

ثبتت فعالية زيت الأوريجانو في القضاء على سلالات من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية الكيمائية مثل الإشريكية القولونية (E. coli) وبكتيريا الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa.

هناك العديد من الدراسات التي تم إجرائها على استخدامه في الالتهابات الجلدية حيث يعمل كمضاد حيوي وكمضاد للأكسدة مما يقلل من تلف الأنسجة وتعرضها للالتهابات ويتم استخدامه بشكل سطحي على الجلد بعد تخفيفه بزيت آخر.

يمكن استخدامه في علاج بكتريا المعدة وعلاج الالتهابات البولية وفي هذه الحالة يتم وضع نقاط من الزيت على كأس من الماء أو الحليب وشربه بعد تناول الطعام. كما ويستخدم في علاج الالتهابات الصدرية حيث توضع نقطة من الزيت في ماء مغلي واستنشاق البخار.

استخراج المر

المر عبارة عن مادة صمغية يتم استخراجها من بعض أنواع الأشجار التي يتم زراعتها في أفريقيا وبعض الدول العربية وما يميزه كونه سهل البلع ويعمل كمضاد للعديد من السلالات البكتيرية وله استخدامات واسعة في علاج العديد من الأمراض.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يجب بأي شكل من الأشكال استبدال المضادات الحيوية الموصوفة من الطبيب المختص بالمواد الطبيعية المذكورة هنا أو غيرها، وذلك لأنه هناك بعض الالتهابات البكتيرية لا يمكن أن تعالج بدون استخدام المضادات الحيوية، وترك هذه الأدوية قد يعرض حياتك للخطر!
السابق
فوائد الحلبة لصحتك
التالي
أسباب تأخر الدورة الشهرية لدى النساء

اترك تعليقاً