سرطان الرئة هو سرطان يصيب الرئتين وقد ينتشر منها إلى جميع أجهزة الجسم، ويعتبر أحد أشهر وأخطر أنواع السرطان التي تصيب الإنسان والتي تحمل نسبة وفاة عالية، خاصة أن معظم المرضى لا تظهر عليهم أعراض هذا السرطان إلا في وقت متأخر من المرض وبعد انتشاره، لذا سنتعرف في هذا المقال على خيارات علاج سرطان الرئة.
سرطان الرئة
يعتبر سرطان الرئة مثل أي نوع آخر من السرطانات حيث ينشأ بسبب نمو سريع وخارج عن السيطرة لخلايا الرئة، فينتج عن ذلك خلايا مشوهة وغير قادرة على أداء وظائفها لتحل محل الخلايا السليمة.
يقسم سرطان الرئة بناء على رؤيتها تحت الميكروسكوب إلى نوعين:
- سرطان الرئة غير صغير الخلايا، ويعتبر النوع الأشهر حيث يشكل 87% من الأنواع.
- سرطان الرئة صغير الخلايا، ويتميز هذا النوع بأنه أسرع نمواً مقارنةً بالنوع الآخر.
بناء على نوع السرطان، يتم تحديد العلاج المناسب.
أعراض سرطان الرئة
في الغالب لا تظهر أعراض سرطان الرئة إلا في وقت متأخر، ومن الأعراض التي قد يشكو منها المريض:
- كحة دائمة، أو تغير في صفة كحة موجودة.
- سعال مع دم.
- ضيق تنفس دائم ومستمر.
- تعب دون سبب واضح وفقدان للوزن بشكل ملحوظ.
- ضيق وألم أثناء التنفس أو الكحة.
تشخيص وتحديد مرحلة سرطان الرئة
بمجرد اكتشاف المرض سيخضع المريض لعدة فحوصات، لبحث مدى انتشار السرطان في جسم المريض والتي تساعد في تحديد خطة العلاج المناسبة، ومن هذه الفحوصات:
- صورة مقطعية للصدر وبقية الجسم مع صبغة.
- صورة رنين مغناطيسي للصدر.
- تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan) للجسم بالكامل.
مراحل سرطان الرئة
مراحل سرطان الرئة صغير الخلايا
- المرحلة الأولى: انحسار خلايا السرطان في الرئة فقط.
- المرحلة الثانية: انتشار خلايا السرطان إلى جميع أعضاء الجسم.
مراحل سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا
- المرحلة الأولى: انحسار السرطان في الرئة فقط.
- المرحلة الثانية: امتداد السرطان ليشمل الرئة والعقد اللمفاوية المجاورة لها.
- المرحلة الثالثة: يمتد السرطان ليشمل الرئة والعقد اللمفاوية سواء المجاورة لها أو تلك الموجودة في منتصف الصدر.
- المرحلة الرابعة: انتشار السرطان ليشمل أعضاء أخرى غير الرئتين.
علاج سرطان الرئة
يتم تحديد خطة علاج سرطان الرئة لكل مريض بناء على عدة عوامل:
- نوع سرطان الرئة الذي لدى المريض.
- موقع وحجم الكتلة السرطانية.
- مرحلة السرطان عند اكتشافه.
- الصحة العامة للمريض وهل يعاني من أي أمراض أخرى.
علاج سرطان الرئة صغير الخلايا
يعتبر العلاج الكيميائي بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي هو علاج هذه النوع، وتعتبر الجراحة في هذا النوع من السرطان غير مجدية لأنه في وقت اكتشافه يكون قد انتشر إلى مناطق أخرى في الجسم ولكن في حال اكتشافه مبكرا قد يتم اللجوء إليها.
علاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا
قد يشمل العلاج في هذا النوع عدة خيارات بناء على حالة المريض فمثلاً:
- في حال كون المريض يتمتع بصحة جيدة دون انتشار السرطان إلى الرئة الأخرى أو باقي أجزاء الجسم يتم استئصال هذا الورم ثم يُعطى علاج كيميائي.
- بالنسبة للمرضى الغير قادرين على إجراء العملية (لسوء حالته الصحية) يتم اللجوء إلى العلاج الإشعاعي وقد يتم الاستعانة بالعلاج الكيميائي في بعض الأحيان.
- في حال انتشار المرض إلى أعضاء أخرى فعندها تصبح الجراحة غير مجدية ويتم الاستعانة بالعلاج الكيميائي أو المناعي فقط.
الخيارات الجراحية المتاحة لعلاج سرطان الرئة
هناك عدة خيارات جراحية قد يتم اللجوء إليها وتعتمد بشكل عام على حجم وموقع الورم بالإضافة للصحة العامة للمريض، ومن هذه الخيارات:
- الاستئصال المحدود: ويتم من خلال إزالة جزء صغير فقط من الرئة بقطع جزئي أو إسفين.
- استئصال الفصّ: إزالة جزء كبير من الرئة (هناك ثلاث فصوص من الرئة على اليمين واثنان على اليسار) وهي الجراحة الأكثر شيوعا لسرطان الرئة.
- استئصال الرئة: إزالة رئة واحدة بشكل كامل.
العلاج الكيميائي لسرطان الرئة
هو استخدام العقاقير المصممة لقتل الخلايا التي تنمو بسرعة، مثل الخلايا السرطانية، قد يتم حقن العلاج الكيميائي مباشرة في الوريد أو يتم إعطاؤه عن طريق القسطرة.
يؤثر العلاج الكيميائي على كل من الخلايا الطبيعية والخلايا السرطانية، ولكن سيحاول أطباؤك منع الآثار الجانبية قدر المستطاع أثناء علاج السرطان بشكل مناسب.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي:
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشعر.
- تقرحات في الفم.
- إرهاق وهزال.
- إضعاف جهاز المناعة مما يجعل المريض أكثر عرضة للعدوى.
يتم إعطاء العلاج الكيميائي في دورات، حيث يخضع المريض للدواء لعدة أيام متتالية ثم يأخذ راحة منه لمدة عدة أسابيع وكهذا، معظم المرضى يحتاجون من 4-6 دورات ويتم إعطاؤها خلال 3-6 أشهر.
العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة
يعتبر شكل من أشكال الأشعة السينية عالية الطاقة والتي تقتل الخلايا السرطانية، يمكن استخدامه كعلاج أساسي أو بالاشتراك مع العلاج الكيميائي.
يتم إعطاء العلاج الإشعاعي بأحد الطرق الآتية:
- من خلال تسليط إشعاع خارجي من جهة واحدة على العضو المصاب.
- من خلال تسليط إشعاع خارجي من عدة جهات على نقطة واحدة وهي النقطة المصابة وبالتالي تجنب إصابة الخلايا السليمة قدر الإمكان.
- من خلال وضع أنبوب صغير داخل الرئة ثم يتم إعطاء المواد الإشعاعية داخله لعدة دقائق ثم يتم إزالة الأنبوب.
يحتاج المريض عادة إلى 32 جلسة إشعاع، بحيث تستغرق كل جلسة 10-15 دقيقة وتنتهي الجلسات خلال 7 أسابيع.
للعلاج الإشعاعي عدة أعراض جانبية منها:
- ألم في الصدر.
- تعب وإرهاق.
- كحة مستمرة مع دم.
- صعوبة في البلع.
- احمرار في الجلد يشبه الحرق.
- فقدان لشعر الصدر.
العلاج المناعي لسرطان الرئة
هو نوع آخر من أنواع علاج السرطان، يتم استخدامه عادة جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، ويهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي لكي يقوم باستهداف وقتل الخلايا السرطانية.
يعتبر أشهر أنواع هذا العلاج هو بمبرولزماب “Pembrolizumab” ويتم إعطاؤه عادةً كل 3 أسابيع لمدة سنتين ومن أعراضه الجانبية:
- شعور بالتعب والإرهاق.
- ألم وتورم في المفاصل.
- إسهال.
- احمرار وجفاف في الجلد.
كيفية الوقاية من سرطان الرئة
هناك عدة أمور يمكن من خلالها تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الرئة ولكن لا تحمي بالكامل منه، وهي:
- الإقلاع عن التدخين، للتعرف على الخيارات المتاحة للإقلاع عن التدخين تابع قراءة من هنا.
- تناول غذاء متوازن يحتوي كمية كبيرة من الألياف مع تقليل الدهون فيه.
- ممارسة الرياضة بانتظام نصف ساعة على الأقل يوميًا.
المصادر
- NHS (2019) Lung cancer, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/lung-cancer/treatment/ (Accessed: 22 Oct. 2019).
- National Cancer Institute (2019) Non-Small Cell Lung Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version, Available at: https://www.cancer.gov/types/lung/patient/non-small-cell-lung-treatment-pdq#_134 (Accessed: 22 Oct. 2019).