فقدان السمع: ماهيته، أنواعه، والفحوصات اللازمة لتشخيصه

فقدان السمع

يُعتبر السمع أحد الحواس الخمسة المهمة والتي تشكل حلقة الوصل بين الجسم والعالم الخارجي، وتكون أهميتها بالغة في السنوات الأولى من عمر الإنسان، والتي تشكل مرحلة التعلم واكتساب المهارات واللغة، وبالتالي فإن فقدان السمع يشكل عائقًا للمصابين به.

إن شخصًا واحدًا من كل 3 أشخاص ممن يتجاوز الخامسة والستين مصاب بفقدان السمع، كما أن الفقدان الطفيف للسمع عند الأطفال يمكن أن يتسبب في عدم سماع ما نسبته 50% من الدروس المدرسية. من هنا كان هذا المقال للحديث عن ماهية فقد السمع، وأنواعه، والفحوصات اللازمة لتشخيص هذا المرض.

فقدان حاسة السمع

يحصل فقد السمع عندما تقل قدرة الإنسان على سماع الأصوات من حوله، ويعتبر كل من الضجيج والتقدم في السن أبرز الأسباب لحدوث هذا المرض. في معظم الحالات لا يمكن علاج فقد السمع؛ لكن بالإمكان مساعدة المريض من خلال أدوات سمعية مساعدة.

تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من بعض الفقدان في السمع في المرحلة العمرية بين 45 و 65 عامًا إلى 15%، كما أن حوالي 50 مليون شخص في الولايات المتحدة يشتكون من الطنين.

انواع فقدان السمع

يوجد بشكل رئيسي 3 أنواع من فقدان السمع، هي:

فقدان السمع التوصيلي أو النقلي

يحدث نتيجة حدوث مشكلة في القناة السمعية، الطبلة، أو الأذن الوسطى -تحديدًا في عظامها الثلاثة (الركاب والسندان والمطرقة)- تتسبب في عدم القدرة على نقل الأصوات عبر هذه الأجزاء.

أسباب فقدان السمع التوصيلي

  • خلل تكويني في الأذن الخارجية، القناة السمعية، أو الأذن الوسطى.
  • وجود سائل في الأذن الوسطى.
  • وجود التهاب في الأذن، مثل التهاب الأذن الوسطى (otitis media)، والذي يتسبب في تجمع السوائل داخلها؛ مما يعيق اهتزاز الطبلة أو حركة عظيمات الأذن الوسطى.
  • عوامل مهيجة.
  • التهاب قناة استاكيوس.
  • تمزق الطبلة.
  • الأورام الحميدة.
  • انسداد الأذن.
  • التهاب في القناة السمعية.
  • وجود جسم غريب في الأذن.
  • مرض تصلب الأذن الوراثي (Otosclerosis)، حيث يتسبب في وجود نمو عظمي زائد حول عظام الأذن الوسطى؛ مما يمنعها من الاهتزاز بفاعلية.

علاج فقدان السمع النقلي

  • التدخل الجراحي: يُستخدم في حال عدم تكون القناة السمعية جنينيًا، أو وجود خلل تكويني، أو تصلب الأذن.
  • المساعدات السمعية لتضخيم الصوت: من الممكن أن تكون وسيلة مساعدة في التحفيف من فقد السمع النقلي.
  • المضادات الحيوية والمضادات الفطرية: تُستخدم لعلاج التهابات الأجزاء المختلفة للأذن في حال كونها السبب في تراجع السمع.

فقدان السمع الحسي العصبي

يحدث نتيجة حدوث مشكلة في الأذن الداخلية، وتحديدًا بسبب ضرر في الشعيرات السمعية الموجودة في الأذن الداخلية، كما يُسمى أيضًا بفقدان السمع المتعلق بالأعصاب.

أسباب فقد السمع الحسي العصبي

  • التعرض لأصوات وضوضاء عالية.
  • التقدم في السن.
  • ضربة في الرأس.
  • مرض فيروسي.
  • مرض مناعي في الأذن الداخلية.
  • وراثي.
  • خلل تكويني في الأذن الداخلية.
  • مرض مينيير (Ménière’s disease).
  • مرض تصلب الأذن.
  • الأورام.

علاج فقدان السمع الحسي العصبي

  • الستيرويدات (corticosteroids): يُستخدم في علاج فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ والناتج غالبُا عن مرض فيروسي، كما يُستخدم في علاج استسقاء والتهاب الشعيرات السمعية في الأذن الداخلية.
  • التدخل الجراحي: يُستخدم في علاج فقد السمع الحسي العصبي الناتج عن التغير الحاد في ضغط الهواء والذي يمكن أن يتسبب في تسرب السائل الموجود في الأذن الداخلية.
  • مثبطات المناعة والستيرويدات: تُستخدم في علاج فقد السمع الثنائي التدريجي الناتج عن مرض مناعي.
  • فقد السمع الحسي العصبي المتردد والذي يكون غالبًا غير معروف السبب، وقد يرتبط بمرض مينيير، ويمكن علاجه من خلال تناول الأطعمة قليلة الصوديوم واستخدام مدرَّات البول والكورتيكوستيرويد.
  • فقد السمع الحسي العصبي الناتج عن مرض في الجهاز العصبي المركزي، والذي قد يستجيب لعدة علاجات متخصصة في علاج المرض العصبي.
  • فقد السمع الحسي العصبي الدائم وهو النوع الأكثر شيوعًا لفقدان السمع، ويتم استخدام الأدوات السمعية المساعدة، كما يمكن علاج هذا النوع من خلال زراعة قوقعة.

فقدان السمع المزجي

عبارة عن مزيج ما بين الفقدان النقلي للسمع في الأذن الخارجية أو الوسطى والفقدان الحسي العصبي للسمع في الأذن الداخلية أو الأعصاب.

علاج فقدان السمع المزجي

ينصح أخصائيي السمع بعلاج الفقدان النقلي للسمع بدايةً والذي يمكن باستخدام المساعدات السمعية؛ حيث أن الخلل الحسي العصبي يصاحبه نسب عالية من الفقدان الدائم للسمع.

الفحوصات اللازمة للتشخيص

من المهم البحث عن الاستشارة الفورية من متخصص في الأمراض السمعية في حال الشعور بأي خلل في السمع، وبشكل عام فإن فحوصات السمع بسيطة وغير مؤلمة ومتاحة بشكل واسع.

يبدأ التشخيص من خلال التاريخ المرضي، حيث يقوم الطبيب بسؤالك عن المشكلة التي تواجهها، مع بعض الأسئلة المتعلقة بأسلوب حياتك وتواصلك مع الآخرين.

هناك عدة أنواع من الفحوصات السمعية التي تقوم بتقييم أجزاء مختلفة من النظام السمعي، كما يوجد فحوصات خصوصية لصغار السن واليافعين. معظم فحوصات السمع تتم في غرفة معزولة صوتياً باستخدام سماعات الأذن، كما يستخدم الطبيب منظار قناة الأذن (otoscope)، وهو أداة تحوي ضوءًا تتيح له فحص القناة السمعية والطبلة مما يُساعد في معرفة المشكلة إذا كانت تتعلق بوجود جسم غريب، أو تسديد في القناة بسبب شمع الأذن.

يمكن تحديد درجة الفقد في السمع من خلال فحص قياس السمع (Audiometry)، حيث يطلب منك أخصائي السمع الجلوس في مقصورة معزولة، ومن ثم ستستمع للعديد من النغمات، وسيطلب منك تحديد النغمة الأخف من خلال الضغط على زر معين.

من الممكن أن يُطلب منك الاستماع للعديد من الكلمات المختلفة وترديد ما تسمع، حيث يمكن لهذه الفحوصات أن تحدد أخف صوت يمكن أن تسمعه، أو بمعنى آخر، شدة الخلل في السمع لديك. من الفحوصات الأخرى أيضًا ما يتعلق بطبلة الأذن، مثل فحص قياس أداء الطبلة (Tempanometry).

يتم تقديم نتيجة الفحص على شكل مخطط سمعي، حيث يوضح أخف الأصوات التي يمكن أن يسمعها المريض بمستويات مختلفة، وبناءً على نتائج هذه الفحوصات يقرر الطبيب الإجراء المناسب لمساعدة المريض.

الوقاية

إن الخلل في السمع المرتبط بالضوضاء والأصوات العالية من أكثر الأنواع انتشارًا، ويمكن الوقاية منه من خلال الابتعاد عن الضوضاء التي قد تسبب هذا النوع من فقد السمع.

إذا كنت تعاني مسبقًا من فقد السمع فيمكن منعه من التطور سريعًا والتدهور أكثر من خلال تجنب أماكن الضوضاء العالية.

يمكن أيضًا استخدام سدادات الأذن المصنوعة من مواد صلبة، حيث تقوم بحماية الأذن من دخول المواد الغريبة، بالإضافة إلى استخدام أغطية الأذن والسماعات العازلة للصوت، والتي تعمل على حماية الأذن من الأصوات العالية والضوضاء الشديدة، حيث تقوم هذه الأدوات بتغطية الأذن بالكامل لحمايتها وعزل الصوت تمامًا.

أمراض أخرى قد تصيب الأذن

  • الدمامل.
  • التهاب الأذن الظاهرة الحاد أو ما يعرف بأذن السباح.
  • التهاب الأذن الوسطى.
  • مرض مينيير.
  • الفُطار الأذني أو أذن هونج كونج.
  • الطنين بأنواعه.
  • التهابات الأذن الوسطى والداخلية.
  • الرضح الضغطي (barotrauma).
  • الالتهاب الدهليزي العصبي.
  • الصمم الشيخوخي.
  • الورم الكولوستريتي.

المصادر

السابق
الجهاز اللمفي: ماهيته، وظائفه، والأمراض المتعلقة بالجهاز الليمفي
التالي
دليلك نحو الشعر: تركيبه، والأمراض التي تصيبه، وكيفية العناية به

اترك تعليقاً