حقائق عن قصر القامة عند الأطفال
1- يتم تشخيص الطفل بقصر القامة من قِبل الأطباء اعتمادًا على منحنيات بيانية مصممة حسب عمر وجنس الطفل.
2- هناك الكثير من الأسباب المؤدية إلى قصر القامة، ولا يقتصر ذلك على نقص هرمون النمو.
3- يجب الانتباه إلى علامات نمو الطفل، فقد يكشف ذلك عن أمراض كامنة يعاني منها الطفل، كما أن التشخيص المبكر لقصر القامة قد يساعد الطفل على الوصول للعلاج المناسب و اكتساب الطول.
كثيراً ما يُهرول الآباء والأمهات إلى صفوف عيادات الأطفال حاملين أبناءهم يشتكون قصر قاماتهم مقارنةً بأقرانهم أو بمن سبقهم من أشقاء، ويطالبون الطبيب بأي شيء يمكنه زيادة طول الطفل.
من المعلوم أن أطوال الناس تختلف تبعاً لعوامل كثيرة، منها العوامل البيئية والوراثية والحالة الصحية العامة، إذًا ما هو تعريف قصر القامة عند الأطفال؟
قصر القامة أو المعروفة طبياً بمصطلح (Short Stature): هو أن يكون الطفل أقصر من 97% من الأطفال الآخرين من نفس جنسه وعمره وبلده، ويُعرف ذلك باستخدام منحنيات خاصة للنمو يستخدمها الطبيب وتكون حسابات الطفل فيها أقل من الانحراف المعياري -2 أو 3% من خلال أكثر من قراءة متتالية.
يختلف التعامل مع قصر القامة تبعًا للأسباب المؤدية له، لكنه في كل الأحوال لا يعتبر مرضًا بحد ذاته، بل قد يكون مصاحبًا لأحد الأمراض أو دالاً على وجودها.
أسباب قصر القامة عند الأطفال
قبل أن نبدأ بسرد الأسباب التي تؤدي إلى قصر القامة، يجب أن نعرف ما الفرق بين العمر العظمي والعمر الزمني للطفل.
العمر الزمني هو العمر الحقيقي للطفل، أي ما نعرفه جميعًا من حساب بالأشهر والسنوات، بينما العمر العظمي هو حساب لنمو ونضج العظام، ويتم من خلال القيام بصورة أشعة سينية للرسغ، ثم تحديد هذا العمر ومقارنته بالعمر الحقيقي (الزمني) للطفل، ومن خلال هذه المقارنات يمكن الاستدلال إلى السبب الحقيقي وراء قصر قامة الطفل مثل:
-
قصر القامة الوراثي (familial short stature)
يكون الطفل قصيرًا ودون المعدل المطلوب، ويكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرًا، ولا يعاني الطفل من أي مشاكل صحية، وفي هذه الحالة يكون العمر العظمي مساويًا للعمر الزمني.
-
قصر القامة البنيوي (constitutional short stature)
يكون الطفل قصيرًا ودون المعدل المطلوب، ولكن الأبوين يتصفان بقامةٍ جيدة، ولا يعاني الطفل من أي مشاكل صحية، لكن العمر العظمي يكون متأخرًا عن العمر الزمني، ويلحق الطفل بأقرانه من حيث الطول عند البلوغ، وقد يكون هناك تاريخًا عائليًا سابقًا لمثل هذه الحالة.
-
قصر القامة المَرَضي (Pathological short stature)
يعاني الطفل من مرض ما يعيق نموه الصحيح، قد يكون قصر القامة هو المؤشر الأول الذي ينبه الطبيب إلى احتمالية وجود مشكلة ما، ولقصر القامة المرضي عدة أسباب منها:
-
متلازمات جينية
-
يصاحب بعض المتلازمات الجينية قصر في القامة، ويتصف المصابون بمثل هذه المتلازمات في الغالب بملامح تميزهم عن غيرهم وتجمع بينهم، مثل متلازمة داون ومتلازمة تيرنر ونونان.
-
-
أمراض الجهاز التنفسي
-
يعد مرض الربو أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا بين الأطفال، ويليه مرض التليف الكيسي، ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه الأمراض المزمنة إلى مشكلات في النمو وقصر القامة إذا لم يتم التحكم بها بشكل جيد، بل وربما تؤدي العلاجات المستخدمة مثل الكورتيزون إلى هذه النتيجة للأسف.
-
-
أمراض الكلى
-
يعاني الأطفال المصابون بأمراض الكلى المزمنة من مشاكل في النمو وقصر القامة، وقد يكون قصر القامة العلامة الأولى الباعثة على البحث والتقصي واكتشاف المرض.
-
-
أمراض الجهاز الهضمي
-
يعاني أصحاب أمراض القناة الهضمية مثل مرض حساسية القمح (Celiac disease) ومرضي كرونز والتهابات القولون التقرحية ( Crohns & Ulcerative Colitis)؛ من سوء امتصاص المواد الغذائية وعدم الاستفادة منها بشكل جيد، لذا فإنهم يصابون بفقدان الوزن بنسبة أكبر من قصر القامة وتختل حسابات النمو لديهم.
-
-
نقص هرمون النمو
-
يشكل هرمون النمو عاملاً مهماً في نمو الخلايا وصحتها، ويؤدي نقص هذا الهرمون إلى قصور في النمو وبالتالي قد يعاني المريض من قصر القامة.
-
-
أمراض الغدد الصماء
-
مثل مرض السكري وقصور الغدة النخامية وقصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ.
-
-
الأمراض المناعية
-
حيث يصاب الطفل بالالتهابات المتكررة ويكون جسمه في حالة إعياء دائم لذا يتعذر على الجسم النمو السليم.
-
-
سوء التغذية
-
تعد التغذية السليمة أساسًا لجسمٍ قويٍ صحيحٍ، لذا فإن تناول الطفل لغذاء غير صحي وغير محتوٍ على ما يلزمه من مكونات الغذاء الصحي يجعله عرضة لمشاكل النمو.
-
-
عوامل نفسية
-
يعد الجانب النفسي أحد أهم الجوانب التي يغفل عنها كثيرون ولا يعطونها أهميتها، فالحرمان العاطفي أو الاعتداء على الطفل قولاً أو فعلاً بإمكانه أن يكون سببًا لخلل النمو.
الفحوصات التي يطلبها الطبيب في حالة قصر القامة عند الأطفال
- في البداية يحدد الطبيب ما إذا كان الطفل يعاني من قصر القامة فعليًا أم لا عن طريق المخططات البيانية المعدة خصيصًا لهذا الأمر، ويقوم باستخدامها في كل زيارة للطفل ومقارنة القراءات الحالية بسابقاتها وملاحظة منحنى سير النمو.
- يقوم الطبيب بفحص الطفل فحصًا عامًا ويسأل الأهل إن كان الطفل يعاني من أي أمراض، أو لديه تاريخاً عائلياً لأمراض وراثية أو لحالةٍ مشابهة.
- يطلب الطبيب فحوصات الدم (CBC) وفحوصات وظائف الكلى والكبد والغدة الدرقية وهرمون النمو وصورة أشعة سينية لمنطقة الرسغ لمعرفة العمر العظمي للطفل، وقد لا يحتاج الطبيب إلى كل هذه الفحوصات، فما يطلبه الطبيب يعتمد على تقييمه لحالة الطفل.
علاج قصر القامة عند الأطفال
لا تعتبر حُقن هرمون النمو علاجًا ناجعًا لكل حالات قصر القامة كما يعتقد معظم الناس، حيث إنه يتم التعامل مع حالات قصر القامة المختلفة حسب السبب المؤدي لها، ففي حين أن قصر القامة الوراثية والبنيوية يتم فيهما مراقبة الطفل وإفادة الأهل بحقيقة أن الأسباب الوراثية قد تطغى في النهاية ليصبح الطفل كوالديه قصيرًا ولا يمكن للطب فعل شيءٍ حيال هذا الأمر، أو أن ينتظر الأهل قفزةً في طول ابنهم عند بلوغه كما في حالة قصر القامة البنيوي، أما في حالة قصر القامة المرضي فينبغي نصب كل الجهود ناحية المرض الأساسي ومعالجته كي يستعيد جسم الطفل قدرته على النمو بشكل سليم.
المراجع
Available at: https://www.uptodate.com/contents/causes-of-short-stature?fbclid=IwAR1jqAIqA1oiKdwt3Nqw5F8MGmw70XOlfvqBSh7gVlpv8alUXb9gr2xvlns(Accessed: 6 February 2019).
د خالد عمارة استاذ جراحة وتشوهات العظام يكتب: القصر الحقيقي في العظام هو قصر نتيجة أن العظمة أقصر من الطبيعي
بينما القصر الكاذب يكون نتيجة تشوه و حين يتم إصلاح التشوه أو الإعوجاج تستعيد الساق او الفخذ او الذراع طوله الطبيعي
و أي إنثناء أو إعوجاج أو تشوه في مفصل يؤدي الى قصر كاذب و هذا لا يتحسن بجراحات إطالة العظام لكنه يتحسن بعلاج التشوه و إصلاح التشوه
سواء كان الإصلاح جراحيا أو بدون جراحة حسب سبب التشوه