علاج الوسواس القهري: 10 نصائح هامة يجب معرفتها للتعلب على الوسواس القهري

علاج االوسواس القهري

هل تعاني من الهواجس المخيفة والأفعال القهرية وترغب في التخلص منها، تعرف على علاج الوسواس القهري في هذا المقال.

الوسواس القهري

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي شائع حيث يصاب فيه الشخص بأفكار وسواسية مقحمة وأفعال قهرية.

ويصيب الرجال والنساء والأطفال على حدٍ سواء، وتبدأ الأعراض عند البعض بشكل مبكر غالبًا حول عمر البلوغ، لكن في معظم الحالات تظهر أعراضه في عمر الشباب.

بإمكان الوسواس القهري أن يسبب ضيقًا شديدًا، وتأثيرًا واضحًا في حياتك، لكن العلاج قد يساعدك على إبقائه تحت السيطرة.

للمزيد حول الوسواس القهري، طالع مقالنا من هنا.

 الأعراض

إذا كنت مصابًا بالوسواس القهري فإنك ستعاني غالبًا من هواجس أو وساوس وافعالٍ قهرية.

الوسواس

هو دافع أو فكرة أو صورة غير سارة وغير مرغوبٍ بها، تدخل ذهنك بشكلٍ متكرر مسببةً القلق، الأرق وعدم الراحة.

الفعل القهري

هو سلوك متكرر أو فعل ذهني تشعر بأنك بحاجة لفعله، لتزيل المشاعر غير المريحة القادمة من الهواجس والوساوس التي تتعرض لها.

على سبيل المثال قد يشعر شخص لديه هاجس التعرض للسطو بأنه يحتاج إلى التحقق عدة مرات من أنّ جميع النوافذ والأبواب مغلقة قبل أن يتمكن مغادرة منزله، وقد يعتقد شخص آخر أنه لا يسبغ وضوءه ولا يتقن صلاته، فيضطر لإعادة الوضوء والصلاة مراتٍ عديدة ليشعر ببعض الراحة.

قد تصاب النساء أحيانًا بالوسواس القهري أثناء الحمل أو بعد الولادة، وتشمل الهواجس القلق بشأن إيذاء الطفل أو عدم تعقيم زجاجات الرضاعة بشكل صحيح، وقد تجد نفسها بحاجة للذهاب لفحص الطفل بشكل متكرر.

علاج الوسواس القهري

هناك وسيلتان رئيستان لعلاج الوسواس القهري وهما:

  • العلاج النفسي: وهو نوع من العلاج يساعدك على مواجهة مخاوفك وهواجسك دون أن توصلك إلى أفعال قهرية.
  • العلاج الدوائي: ويشمل الأدوية المضادة للاكتئاب التي تساعد عبر تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ.

وتبدو هذه الوسائل العلاجية فعالة جدًا، لكن من المهم أن تدرك أن الأمر سيتطلب عدة شهور قبل أن تشعر بتحسن.

العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي بشكل أساسي على العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مع العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة (ERP)، وهذا يشمل التالي:

  • العمل مع المعالج الخاص بك لتقسيم مشاكلك إلى أجزاء صغيرة منفصلة، مثل أفكارك وأحاسيسك الجسدية وأفعالك.
  • تشجيعك على مواجهة مخاوفك والشعور بالهواجس والوساوس دون معادلتها بالأفعال القهرية، بدءًا بمواقف أقل قلقًا، قبل الانتقال لأفكار أكثر صعوبة.

يبدو العلاج صعبًا وربما مخيفًا، لكن يشعر الكثيرون بتحسن أكبر وقلق أقل عند مواجهة هواجسهم.

التعرض ومنع الاستجابة

هو نوع من العلاج المعرفي السلوكي المستخدم في علاج الوسواس القهري ويقوم به مختص في الصحة النفسية داخل العيادة.

علاج الوسواس القهري بالأدوية

قد تحتاج للأدوية اذا لم يساعد العلاج النفسي في شفائك أو إذا كان الوسواس القهري لديك شديدًا إلى حدٍ ما.

تشمل العلاجات المستخدمة الأدوية المضادة للاكتئاب، تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية وتقوم بالتخفيف من أعراضك عبر زيادة مستويات السيروتونين في دماغك. ويلزم الالتزام بالعلاج لمدة اثني عشر أسبوعًا قبل أن تشعر بتحسن ملحوظ.

عشرة أشياء يجب معرفتها لمساعدتك في علاج الوسواس القهري

١. الوسواس القهري هو مرض مزمن

وهذا يعني إمكانية السيطرة عليه والتعافي منه بشكل كبير، لكنه سيبقى في الخلفية بشكلٍ ما، ومن المحتمل أن يمتلك الوسواس القهري جانبًا وراثيًا يرتبط بجينات الانسان.

٢. اثنتان من السمات الرئيسة للوسواس القهري هما الشك والإحساس بالذنب

والشك هو واحد من أكثر الصفات الجنونية، وهو السبب في جعلك تعاني من فحص الأشياء مئات المرات، وطرح أسئلة لا تنتهي. عندما تدرك عدم جدوى محاولة تحدي هذا الشك يمكنك البدء في التعافي.

الإحساس بالذنب هو جزء آخر مبرح من هذا الاضطراب، ومن السهل إلى حد ما جعل الاشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يشعرون بالذنب تجاه أي شيء، فلديهم بالفعل فائضٌ منه، وغالبًا ما يشعرون بالمسؤولية عن الأشياء التي لا يمكن لأحد تحملها.

٣. على الرغم من انه يمكنك مقاومة الأفعال القهرية، إلا أنه لا يمكنك رفض التفكير في الهواجس والوساوس

فهي ناشئة عن عدم توازن المواد الكيميائية داخل الدماغ والتي تظهر وكأنها أفكارك الحقيقية.

٤. العلاج المعرفي السلوكي هو الوسيلة الأفضل لعلاج الوسواس القهري

ويعرف نوع العلاج السلوكي الذي يظهر أنه الأكثر فعالية بالنسبة للوسواس القهري باسم التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، ويعتمد على مواجهة المواقف والأفكار المخيفة تدريجيًا مع مقاومة الأفعال القهرية، ويكمن الهدف في إبقائك مع كل ما يجعلك قلقًا، حتى يتسنى لك تطوير التسامح مع الفكرة أو الموقف، لتعلم حينها أنّك وإن لم تتّخذ أي تدابير وقائية، وحتى لو لم تقم بالفعل القهري، فلن يحدث شيء على الإطلاق، وستشعر بالراحة عاجلًا أم آجلًا.

يقول أحد المعالجين النفسيين: “أحاول أن أجعل مرضاي يبقون مع أشياء مخيفة لدرجة التعب والملل، فلا يمكن أن تشعر بالملل والخوف في نفس الوقت.”

إنّ الجزء المعرفي من علاج الوسواس القهري يعلمك أن تشكك في احتمالية أن تصبح مخاوفك حقيقة، وتتحدى المنطق وراء ذلك.

٥. للأدوية دور مساعد لكنها لا تعد علاجًا كاملًا مستقلًا بذاته

ترغب الطبيعة البشرية دائمًا في الحلول السريعة وسهلة وبسيطة لمشاكل الحياة، وبينما يرغب المصاب بالوسواس القهري في الحصول على رصاصة طبية سحرية للتخلص من أعراضه، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالأدوية ليست العلاج المثالي، ومع ذلك فهي خيار جيد إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.

٦. لا يمكنك ولا يجب ان تعتمد على مساعدة الآخرين لإدارة قلقك والشعور بالتحسن

لا يمكن لأحد أن يريد لك التحسن بأكثر مما تريده لنفسك، إذا كان دافعك ضعيف لدرجة أنك لا تستطيع الاستمرار بمفردك فهذا يعني أنك لم تتعلم شيئًا بشأن ما يلزمك لعلاج الوسواس القهري.

٧. إن الهدف من أي علاج جيد هو تعليمك لتصبح طبيب نفسك الخاص

تماشيًا مع النقطة السابقة، يجب أن يهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تزويدك بالأدوات اللازمة لإدارة الأعراض لديك بشكل فعال، ومع الوقت يجب أن تنتقل مسؤولية توجيه علاجك تدريجيًا من معالجك إليك أنت.

٨. لا يمكنك الاعتماد على حدسك الخاص في تقرير كيفية التعامل مع الوسواس القهري

عند استخدام حدسك في التعامل مع ما قد تخبرك به هواجسك، فاعلم أنه سيقودك دائمًا في الاتجاه الخاطئ، فهو سيجعلك تهرب من مخاوفك. لكن في الواقع، حيث تقع هواجسك المخيفة داخل راسك فلا يمكنك الهرب منها، ويكمن الحل في مخالفة غرائزك وحدسك ومواجهة هذه المخاوف.

٩. الوصول للشفاء سيستغرق وقتًا

حيث يستغرق علاج الوسواس القهري إذا كانت الحالة غير معقدة ما يقرب من ستة إلى اثني عشر شهرًا ليتم الانتهاء بنجاح، وفي الحالات الأكثر شدة قد يستغرق الأمر وقتًا أطول. وبغض النظر عن المدة التي يستغرقها العلاج، فمن الأهمية بمكان الاستمرار حتى النهاية، فلا يوجد شفاء جزئي، وإلا ستعود إلى البداية من جديد، بعبارة أخرى: “إنها ليست لعبة يمكنك ببساطة الخروج من منتصف الطريق بفوزك ولكن توقع أن المرض سيلازمك.”

١٠. الانتكاس خطر محتمل يجب الاحتراس منه

وكما يقال “إن التحسن يشكل 50% من المهمة، بينما يشكل الحفاظ على التحسن الخمسين بالمئة الأخرى. ولتجنب الانتكاس ننصحك بالتالي:

  • أخبر معالجك بكافة الأعراض التي تعاني منها.
  • لا توقف العلاج الدوائي من تلقاء نفسك ودون إخبار طبيبك أو معالجك.
  • لا تنزلق وتكرر الافعال القهرية مجددًا.
  • اجعل حياتك متوازنة، احصل على قسط كافٍ من النوم، تناول طعامًا صحيًّا، مارس الرياضة بانتظام، وحافظ على علاقات اجتماعية صحية.

دامت سكينة نفوسكم، ودمتم بصحة وعافية.

المصادر

  • NHS (18 November 2019) Treatment -Obsessive compulsive disorder (OCD), Available at: https://www.nhs.uk/conditions/obsessive-compulsive-disorder-ocd/treatment/ (Accessed: 7th January 2020).
  • Fred Penzel, Ph.D. (2019) Ten Things You Need To Know To Overcome OCD, Available at: http://beyondocd.org/expert-perspectives/articles/ten-things-you-need-to-know-to-overco (Accessed: 7th January 2020).
  • International OCD Foundation () How is OCD Treated?, Available at: https://iocdf.org/about-ocd/ocd-treatment/ (Accessed: 7th January 2020).
السابق
داء ترسب الأصبغة الدموية: أسبابها، أعراضها وكيفية علاج داء ترسب الأصبغة الدموية
التالي
الشامة، ما هي الشامة وأنواعها وأسباب حدوثها وطرق إزالة الشامات

اترك تعليقاً