التوحد أو ما يعرف باضطراب طيف التوحد (ASD) وهو حالة معقدة تشمل اضطرابات سلوكية ومشاكل في مهارات التواصل، ونجد حديثًا أن العديد من الحالات يتم تشخيصها بالتوحد ليس لأنه اضطراب حديث الاكتشاف بل بسبب اختلاف وسائل التشخيص المتبعة، في هذا المقال سنتعرف على أسباب التوحد والحالات التي تؤدي للإصابة به وعلى الأنواع الأخرى التي تندرج تحت طيف التوحد.
أعراض الإصابة بطيف التوحد
غالبا ما تظهر الأعراض قبل سن الثالثة ولكن في بعض الحالات قد تظهر منذ الولادة، والشائع منها هو التالي:
- فقدان الطفل للتواصل البصري.
- نقصان الاهتمام بنشاطات عدة أو التركيز على مجال واحد بصورة كبيرة.
- استخدام مصطلحات أو حركات معينة وتكرارها كثيرًا كالتأرجح للأمام والخلف.
- التحسس المفرط من بعض الأصوات أو الروائح التي تبدو طبيعية للأشخاص الآخرين.
- تحاشي النظر أو الاستماع إلى الآخرين.
- عدم الالتفات إلى محدثه أو إلى الأشياء التي يُشار إليها أثناء الحديث.
- عدم الرغبة في حمله أو احتضانه.
- التحدث بصوت رخيم منخفض النبرة أو كما الروبوت.
- اضطراب في فهم واستخدام الألفاظ والإيماءات وتعابير الوجه أو نبرة الصوت.
- صعوبة في التأقلم مع تغير الروتين.
- البعض يعاني من التشنجات التي قد تظهر في سن البلوغ.
لقراءة المزيد حول أعراض التوحد اقرأ هنا
أسباب التوحد
السبب الواضح خلف الإصابة بالتوحد ليس معروفًا، هناك عدة عوامل يمكن اعتبارها كعوامل خطورة تزبد فرصة الإصابة:
عوامل وراثية
- يُعتقد أن الجينات تلعب دورًا في الإصابة بالتوحد، لذلك تزيد فرصة الإصابة إذا كان أحد الإخوة أو الأقارب مصابًا بالتوحد.
- احتمال إنجاب طفل متوحد لأخ متوحد هي 1 من أصل 5 أطفال.
- إنجاب الأطفال في سن متقدمة، حيث يعتقد أن إنجاب طفل بعد سن 45 يزيد خطر الإصابة.
- إنجاب توأم متطابق أحدهما مصاب التوحد يزيد فرصة إصابة الآخر بنسبة 77%، وتقل النسبة في التوأم غير المتطابق بسبب اختلاف الجينات بينهما.
عوامل متعلقة بصحة الأم
- شرب السيدة الحامل للكحول أو إصابتها بداء السكري أو السمنة.
- تناول الحامل للأدوية مضادة التشنجات.
- إصابة الحامل بالحصبة الألمانية أو مرض الفينيل كيتونيوريا (وهو خلل يحدث نتيجة فقدان إحدى الإنزيمات في الجسم)
- مضاعفات الحمل أو بعد الولادة، كالولادة المبكرة قبل 26 أسبوعا من عمر الجنين، أو انخفاض وزن المولود.
عوامل تم نفيها من أسباب للتوحد
- نفت الدراسات وجود أي صلة بين اللقاحات وبين الإصابة بالتوحد، حيث كان يعتقد أن لقاح MMR وهو لقاح ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
- نقص الرعاية الواجب تقديمها من قبل الأبوين لا يعد سببًا للإصابة بالمرض فقد أُثبت أنه نتيجة لعدم تطور مناطق معينة من الدماغ مدعومة بعوامل وراثية، وليست نتيجة إهمال الأبوين.
- التوحد ليس عدوى تنتقل بين الأشخاص.
- لا يصاب الشخص بالتوحد نتيجة حمية غذائية معينة.
- تناول الأم للفيتامينات كـالفوليك أسيد خلال فترة الحمل يقلل من فرصة الإصابة.
أنواع طيف التوحد
بعض الأمراض التي كانت تصنف كحالات مرضية منفصلة أصبحت تصنف حاليًا كشكل من أشكال طيف التوحد:
- متلازمة اسبرجر: يعاني الطفل المصاب بالمتلازمة من مشاكل اجتماعية ومجالات اهتمام ضيقة، ولا يعاني أي مشاكل مع اللغة ويكون اختبار الذكاء لديه متوسط أو فوق المتوسط.
- اضطراب التوحد: وهو المسمى الشائع لطيف التوحد ويطلق على الاضطرابات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الأطفال قبل سن الثالثة.
- اضطرابات الطفولة التحللية: ويعرف أيضا بمتلازمة هيلر، يكون الطفل طبيعيًا حتى يبلغ عامين ثم يفقد بعدها بعض مهارات التواصل.
- الاضطرابات النمائية الشاملة: يستخدم بعض الأطباء هذا الوصف للطفل المصاب في حال كانت المشاكل الاجتماعية لديه لا تندرج تحت أسباب طبية واضحة أخرى.
تشخيص طيف التوحد
لا يعد تشخيص طيف التوحد بالأمر السهل، حيث يتم التشخيص على مرحلتين:
المرحلة الأولى
تشخيص المهارات التنموية التي تشمل المهارات الأساسية كالتعليم والحديث والسلوك والحركة، ويقترح الخبراء فحص الطفل خلال فترات منتظمة في سن 9 شهور و18 شهر و 24 شهر و 30 شهر، حيث يتم اكتشاف طيف التوحد نتيجة تأخر هذه المهارات لدى الطفل في سن 18 و 24 شهر.
المرحلة الثانية
في حال ثبت وجود اضطرابات في المرحلة الأولى، يتم فحص الطفل بشكل شامل كفحص البصر والسمع والفحص الجيني. قد يستعين الطبيب بأخصائي أطفال أو طبيب مختص بالاضطرابات النفسية حيث يقوم الأخير باختبار جدول المراقبة التشخيصية للتوحد.
علاج طيف التوحد
ليس هناك شفاء من اضطراب طيف التوحد ولكن المتابعة المبكرة تصنع فرقًا واضحًا في أداء الطفل، أصغِ لنصائح طبيبك ولا تتصرف من تلقاء نفسك بناء على تجارب الآخرين فما ينجح مع طفل قد لا ينجح مع الآخر.
طرق العلاج الأساسية
- تحسين مهارات السلوك والتواصل من خلال المتابعة مع هيئة معنية، تحليل السلوك التطبيقي هي إحدى الوسائل المتبعة حيث يتم من خلالها تعزيز السلوك الإيجابي ودحض السلوك السلبي. العلاج الوظيفي يُدرب الطفل على مهارات الحياة كارتداء الملابس وتناول الأكل. العلاج الحسي لأولئك الذين يعانون من حساسية الأصوات واللمس، علاج النطق لتحسين مهارات التواصل.
- العلاج بالعقاقير للأطفال الذين يعانون من أعراض كمشاكل التركيز والقلق وفرط النشاط.
عندما منح العلم التوحد وصف “الطيف” فبهذا إشارة إلى أن كل مصاب يعد حالة خاصة، ومع استخدامنا لوصف مصاب فهذا لا يعني أبدًا أنه متخلف عن أقرانه أو به إعاقة ما، فكل ما في الأمر أن دماغه يعمل بطريقة مختلفة.
كما وُجد أن البعض لديه قدرات فائقة في تعلم بعض المهارات كالرسم والموسيقى، وإذا كنت والدًا أو تقوم على رعاية إحدى الحالات فعليك بالاهتمام والمتابعة ففرصة التأقلم وعيش حياة جيدة ليست بعيدة المنال.
المصادر
- WebMD (2019) Autism, Available at: https://www.webmd.com/brain/autism/understanding-autism-basics (Accessed: 18th Aug 2020).
- WebMD (2019) What causes autism?, Available at: https://www.webmd.com/brain/autism/qa/what-causes-autism (Accessed: 18th Aug 2020 )
- autism speaks () What Causes Autism?, Available at: https://www.autismspeaks.org/what-causes-autism (Accessed: 18th Aug 2020).
- autism awareness AUSTRALIA () Causes of autism, Available at: https://www.autismawareness.com.au/could-it-be-autism/causes-of-autism/ (Accessed: 18th Aug 2020).
- National Health Service(2019) What is autism?, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/autism/what-is-autism/ (Accessed: 18th Aug 2020).