يُعد التثدي من المشاكل الأكثر حرجًا لدى الرجال، حيث تتكاثر الغدد المكونة لأحد ثديي الرجل أو كلاهما ويزداد عددها مما يؤدي إلى تضخم واضح وزيادة في حجم الثدي.
ترجع مسؤولية التحكم في الغدد المكوّنة للثدي إلى الهرمونات وبالتحديد إلى هرمونيّ الإستروجين والتستوستيرون، يتواجد كلا الهرمونين عند الذكور والإناث، وتحتوي الغدد المكونة للثدي على مستقبلات لكلِّ منهما، ويعمل هرمون الإستروجين على زيادة تكاثر ونمو الغدد المكونة للثدي، وعلى النقيض تمامًا يكون دور هرمون التستوستيرون في تثبيط نمو الغدد، ويتواجد هرمون التستوستيرون بثلاث أضعاف هرمون الإستروجن وبنسبة 100:300 في الدم، مما يحافظ على الحجم الطبيعي للثدي عند الرجال.
أسباب التثدّي عند الرجال
يمكن أن يكون التثدي عند الذكور طبيعيًا نتيجة للتكاثر الحميد لأنسجة الثدي خصوصًا عند الأطفال حديثي الولادة والمراهقين وكبار السن، ويتميز بكونه محدودًا ذاتيًا ولا يدعو للقلق ولكن يمكن معالجته لتحسين المظهر العام. ومن الممكن أن يكون مَرضِيًّا وغير طبيعي يعود إلى خلل في توازن نسبة هرموني الإستروجين والتستوستيرون في الجسم إما بزيادة هرمون الإستروجين أو نقصان هرمون التستوستيرون ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب منها:
- تليف الكبد.
- قصور الغدد التناسلية الذكرية المنتجة للتستوستيرون (Male hypogonadism).
- الفشل الكلوي المزمن.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- بعض الأدوية التي تؤثر على نسبة هرموني الإستروجين والتستوستيرون مثل: مضادات الأندروجين المستخدمة لعلاج تضخم البروستات، والستيدرويدات، وأدوية الإيدز.
طرق العلاج
تختلف طرق علاج تضخم الثدي تبعًا لاختلاف الأسباب المؤدية له، وعادةً ما نبدأ بأبسط الطرق بعيدًا عن التدخل الجراحي مثل المراقبة أو التوقف عن تناول الأدوية المسببة له أو علاج المشكلات الصحية المرتبطة به.
-
المراقبة فقط
في معظم الحالات تكون المراقبة هي العلاج الأمثل للتخلص من التثدّي، خاصة في حالات التثدّي حديث الظهور (أقل من 6 شهور)، فيتراجع التثدي تلقائيّا مع الوقت خاصة عند الذين يعانون من التثدي الفسيولوجي (عند البلوغ)، أو بعد إزالة السبب مثل التوقف عن تناول الأدوية المسببة له أو علاج المشكلات الصحية المرتبطة بالتثدّي.
-
التدخل الدوائي
يتم اللجوء إلى التدخل الدوائي عندما يشتكي المريض من الألم أو الحرج الذي يؤثر على القيام بالمهام اليومية، على الرغم أن التدخل الدوائي لا يضمن التخلص من التثدي بشكل كامل إلا أنه قد يخفف الألم ويعمل على تقليل حجم الثديين.
هناك ثلاث أنواع من الأدوية المستخدمة في علاج مشكلة التثدي وهي:
- معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs).
- الأدوية المثبطة لإنزيم الأروماتيز، وهو الأنزيم الأساسي المسؤول عن صناعة الإستروجين.
- الأندروجينات مثل التستوستيرون.
-
التدخل الجراحي
يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية لمعالجة التثدّي الدائم الذي استمر لمدة طويلة (أكثر من 12 شهر) أو الذي وصل إلى مرحلة التليف، وتختلف طريقة التدخل الجراحي إما بالاستئصال الجراحي المباشر للغدد أو بشفط الدهون المترسبة في الثدي وفي أحيانٍ كثيرة يتم استخدام الطريقتين معًا.
قد يلجأ الجراحون أحيانًا للجراحة التجميلية الأوسع حيث يتم استئصال الجلد عند المرضى الذين يعانون من الترهل المفرط في أنسجة الثدي.
-
هل هناك مضاعفات للعملية الجراحية؟
يعتبر حدوث مضاعفات لجراحة الثدي من الأمور نادرة الحدوث لا سيّما إذا أجريت من قبل جراح تجميلي ماهر وذو خبرة مسبقة، ولكن من المضاعفات المحتملة للعملية:
- تقشُّر الأنسجة الناتجة من انضغاط التروية الدموية.
- عدم تماثل الثديين.
- تكون ورم دموي أو ورم مصلي.
- تخدر أو نمنمة في منطقة الحلمة والهالة.
المصادر
- Braunstein, G. D., MD, & Anawalt, B. D., MD. (n.d.). Management of gynecomastia (A. M. Matsumoto MD & K. A. Martin MD, Eds.). Retrieved August 21, 2020, from https://www.uptodate.com/contents/management-of-gynecomastia
- Ansstas, G., MD. (2020, April 26). Gynecomastia (G. T. Griffing MD, Ed.). Retrieved August 21, 2020, from https://emedicine.medscape.com/article/120858-overview