تطور الطب كثيرًا، فلم تعد كل حالات التسوس بحاجة لعلاج ازالة تسوس الأسنان، بعض الحالات قد تتطلب علاج بطرق أخرى غير الحفر وإزالة التسوس، ترى ما هي الحالات التي لا يلجأ طبيب الأسنان لحفر السن؟ وما هي الحالات التي تتطلب إزالة التسوس؟ هذه الأسئلة والكثير غيرها سنجيب عنها في مقالنا اليوم ازالة تسوس الأسنان.
مقياس تحديد درجة تسوس الأسنان، والطريقة المناسبة في ازالة تسوس الأسنان
إن آخر ما وصل إليه العلم الحديث هو أن هناك ست درجات لتسوس الأسنان، تعتمد بالأساس على مدى انتشار التسوس، والعمق الذي اخترقه في السن، ومدى وصوله لطبقة العاج وقربه من العصب، وهذه التقسيمات كالآتي:
-
الدرجة الأولى
- وهو تغير طفيف في طبقة المينا؛ لا يُرى إلا بعد تجفيف سطح السن بالهواء أو تلوينه باستخدام مادة صابغة مخصصة لتحديد التسوس، يكون هذا التغير جدًا خفيف ويقتصر على حدود السن والشقوق داخله.
- عند التصوير بالأشعة يصنف التسوس ضمن الدرجة الأولى ما لم يدخل إلى طبقة العاج فقط قد يلامس سطح العاج الخارجي.
-
الدرجة الثانية
- تغيير بصري مميز في طبقة المينا، يُرى عندما يكون مبللًا، أبيض أو ملونًا، يتكون في حُفر السن وشقوقه بحالة أكبر من الدرجة الأولى.
- عند التصوير بالأشعة يصنف التسوس ضمن الدرجة الثانية إن كان قد دخل إلى منطقة العاج، ولكن 50% داخل الثلث الخارجي من العاج فقط.
-
الدرجة الثالثة
- يكون هناك فقدان وتكسر في بعض مناطق المينا، دون انكشاف لطبقة العاج أو ظهور ظل تحتي لها.
- عند التصوير بالأشعة يصنف التسوس ضمن الدرجة الثالثة إن كان قد دخل إلى منطقة العاج، بنسبة 77 % للثلث الخارجي منها.
- في بعض حالات الدرجة الثالثة يلجأ الأطباء لتطبيق نظام ازالة تسوس الأسنان، ولكن بصورة طفيفة واستخدام أداة حفر صغيرة، ثم استخدام حشوة تجميلية تتطابق مع لون السن.
يتم اختيار الحشوة وفقًا لحالة السن ومدى اهتمام المريض وعنايته بتنظيف أسنانه.
تعمل هذه المواد على عدم تسرب أي من اللعاب والبكتيريا إلى داخل السن، وبالتالي إيقاف تسوس الأسنان.
-
الدرجة الرابعة
- يكون فيها ظل داكن أساسي ضمن طبقة العاج، إما بفقدان وتكسر لطبقة المينا أو دون ذلك.
- حين التصوير بالأشعة يظهر أن تسوس الأسنان قد تجاوز الثلث الخارجي لمنطقة العاج ووصل إلى الطبقات الداخلية، ولكن يصنف ضمن الدرجة الرابعة ما لم يتجاوز 88% من طبقة العاج الوسطى.
-
الدرجة الخامسة
- تجويف مميز داخل سطح السن تكون طبقة العاج مرئية، إذًا فهو تجويف صريح يشمل أقل من نصف سطح السن.
- حين التصوير بالأشعة يظهر أن تسوس الأسنان قد هاجم طبقة العاج الوسطى بنسبة 100%.
-
الدرجة السادسة
- تجويف متميز واسع مع العاج، يكون التجويف عميقًا وواسعًا يشمل أكثر من نصف السن.
- حين التصوير بالأشعة يظهر أن تسوس الأسنان قد اخترق طبقة العاج الداخلية، وهو أقرب ما يكون لعصب السن.
متى يعرف المريض أنه بحاجة لإزالة تسوس الأسنان فقط أم علاج العصب؟
في الحقيقة الطبيب هو فقط من يقرر بشكل دقيق العلاج الأنسب، لكن هناك بعض الإشارات التي قد تساعد المريض لمعرفة أنه بحاجة لإزالة تسوس الأسنان دون علاج العصب وهي كالآتي:
- وجود نقاط سوداء على سطح السن.
- حدوث تجاويف وحُفر داخل السن.
- الشعور بألم عند تناول المأكولات الحلوة، أو التي تحتوي سكريات، وفي هذا إشارة إلى أن تسوس الأسنان عميق، وأنه بحاجة لعلاج عاجل حتى لا يتمكن التسوس من الوصول للعصب
المواد والأدوات التي يستخدمها الطبيب لإزالة تسوس الأسنان
- ذكرنا في بداية المقال وفي درجات تسوس الأسنان الثلاث الأولى لا يلجأ الطبيب لإزالة التسوس إنما يضع مادة طبيبة تغطي حُفر السن وتعزل التسوس عن بيئة الفم؛ مما يعمل على قتل البكتيريا تحت المادة الطبية وايقاف التسوس.
- استخدام جهاز الحفر، والذي يصاحبه صوت مزعج للمرضى عادةُ، لكن هو الأكفأ والأسرع في إزالة التسوسات الصلبة.
- في حالة التسوسات اللينة، يلجأ الطبيب للأدوات اليدوية في ازالة التسوس برفق، حتى لا تتضرر أنسجة السن الداخلية.
- حديثًا تم اكتشاف مواد كيميائية تعمل على ازالة تسوس الأسنان دون اللجوء لجهاز الحفر، لكن ما زال استخدامها محدود لعدم وجودة علامة للتحكم في مدى اختراع المادة لطبقات السن الداخلية.
- خلال عملية حفر السن وإزالة التسوس يستخدم الطبيب مادة مُلوِّنة لتحديد أماكن التسوس، فكثير من طبقات تسوس الأسنان الداخلية لا يتم تمييزها بالعين المجردة، لذلك تعتبر هذه المواد مرشد للطبيب على أماكن التسوس، حتى يعمل على إزالتها بشكل كامل.
- يلجأ الطبيب عادةً لاستخدام مادة مَعقمة بعد حفر السن وهي مادة NaOCL وتشبه رائحتها رائحة الكلور، لكنها تستخدم للتعقيم وقتل أي بكتيريا متواجدة داخل تجويف السن.
- هناك بعض التقنيات الحديثة في ازالة تسوس الأسنان، وهي طريقة تتبع نظام الحفاظ على حياة السن، حيث في بعض الأحيان يظهر أن التسوس ملاصق للسطح الأعلى لتجويف عصب السن، لكن لا يظهر على المريض أي أعراض التهاب العصب، حينها يقوم الطبيب بإزالة التسوس من جميع أسطح السن الداخلية مع الجفاظ على طبقة 0.5ملم من التسوس فوق تجويف العصب، ثم استخدام مادة طبيبة وإغلاق السن بشكل محكم جدًا بحيث يمنع وصول أي من بكتيريا السن لداخل السن، بهذا يحافظ الطبيب على حيوية السن، ويقوم الجسم بتكوين طبقة عاج داخلية رقيقة ضد التسوس المتبقي.
في النهاية، إن المداومة على تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يومًا يحمي من تسوس الأسنان، ويوقف التسوس إن كان في مراحله الأولى، ويجب أن نتذكر أن الفحص الدوري للأسنان يحميها من التسوس أو التدهور.
أسنانًا جميلة، وصحة جيدة نتمناها لكم.
المصادر
-
Andre Ritter (2018) Art and Science of Operative Dentistry , 7th Edition edn., : Mosby.