هل تعتبر الأفيونات العلاج الأفضل للألم؟
تناول مواد يحيط بها الغموض يعتبر من ضمن الممارسات اليومية في حياة الأطباء. كانت بعض الأدوية، وخاصة المواد الأفيونية، جزءًا من القصص الإخبارية المأساوية، والتي حولت الأطفال الصغار إلى أيتام، وأزواجاً سعداء إلى أرامل، ودمرت الكثير من طموح الشباب وجعلته من ذكريات الماضي. أفاد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه في المتوسط، هناك 130 شخصًا يموت كل يوم إثر جرعة زائدة من المواد الأفيونية.
مع هذه الإحصاءات المخيفة، لماذا نتناول المواد الأفيونية في المقام الأول؟
حسنًا، إذا تم استخدام المواد الأفيونية بشكل مناسب، يمكن أن تحسن الألم وتخففه بشكل كبير مع آثار جانبية يمكن تحملها نسبيًا. الخطة العلاجية للأدوية التي تحتوي الأفيونات قصيرة الأمد والتي عادةً ما تكون آمنة تمامًا (تكون من ثلاثة إلى سبعة أيام تقريباً) والتي توصف بعد الإصابة، مثل كسر العظام أو بعد إجراء جراحي. يمكن أن يؤدي الاستخدام طويل المدى إلى مشاكل، بما في ذلك خطر الإدمان والجرعة الزائدة لذلك توصي الدلائل الإرشادية للأطباء بأقصر مدة ممكنة للمواد الأفيونية للألم الحاد، حيث تزداد فرص الشخص في الاستخدام غير المقصود طويل الأمد مع درجة التعرض. وجدت إحدى الدراسات الكبيرة أنه في مستخدمي المواد الأفيونية لأول مرة، كان واحد من كل سبعة أشخاص الذين أعيد لهم صرف الدواء أو تناولوا مادة أفيونية ثانية موصوفة لهم قد تعاطى المواد الأفيونية بعد عام واحد.
في حين أن الإفراط في استخدام المواد الأفيونية على نطاق واسع قد ساهم في زيادة التدقيق فيما يتعلق بإعطائها واستخدامها، فإن الدراسة الدقيقة لمجموعة متنوعة من العوامل يمكن أن تساعد الأطباء والمرضى على تحديد ما إذا كانت المواد الأفيونية هي الدواء المناسب، وفيما يلي العديد من الأشياء المهمة التي قد ترغب في مناقشتها مع طبيبك عند التفكير في تناول المواد الأفيونية لأول مرة.
ما هو نوع الألم الذي أشعر به؟
التصنيف
قد يكون هذا صعبًا؛ نظرًا لأن العديد من الحالات تتضمن مجموعة متنوعة من إشارات الألم التي يمكن أن تتداخل. نوعان رئيسيان هما:
مستقبِل للألم
هذا هو أكثر أشكال الألم شيوعًا. يحدث عندما يتسبب نوع من التحفيز (أي التهابي أو كيميائي أو جسدي) في قيام جلدك أو عضلاتك أو عظامك أو مفاصلك أو أعضائك بإرسال رسالة عن طريق أعصابك إلى عقلك.
الاعتلال العصبي
هو نوع من الألم ناتج عن إصابة مباشرة في العصب نفسه. يُلاحظ هذا النوع من الألم بشكل شائع لدى الأشخاص المصابين بداء السكري أو مشاكل عصبية أو بتر سابق. المواد الأفيونية ليست فعالة في علاج هذا النوع من الألم.
الوقت
حاد
يستمر أقل من ثلاثة إلى ستة أشهر (غالبًا أقل بكثير). عادة ما يختفي عندما يتم حل السبب الأساسي للألم. يشمل الأمثلة الكلاسيكية كالجراحة وكسر العظام والمخاض أثناء الولادة.
مزمن
ألم يستمر لأكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر. هذا يميل إلى أن يكون أكثر صعوبة في العلاج من الألم الحاد؛ لأن إشارات الألم تتكيف بمرور الوقت، مما قد يغير الطريقة التي يدرك بها الدماغ الأحاسيس المؤلمة. تشمل الحالات الشائعة التي قد تسبب الألم المزمن التهاب المفاصل وبعض أنواع إصابات الظهر (مثل انتفاخ القرص) والألم العضلي الليفي.
ما هي الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا؟
ترجع العديد من الآثار الجانبية للمواد الأفيونية إلى آثارها على الدماغ والجهاز الهضمي، لذلك فمن المرجح أن تعاني من الإمساك والغثيان والنعاس والارتباك. تتضمن بعض الطرق لتقليل فرصك في تجربة هذه الآثار الجانبية استخدام أصغر جرعة ممكنة وعلاج الآثار الجانبية مباشرة. على سبيل المثال، يمكن علاج الإمساك في البداية باتباع نظام غذائي غني بالألياف وزيادة السوائل، على الرغم من أنه قد يتم توجيهك لبدء العلاج الوقائي بأدوية مثل ملينات البراز و / أو المسهلات المنشطة. في بعض الأحيان، قد يؤدي العلاج المناسب لأي إمساك أساسي إلى حل أي غثيان قد تعاني منه أيضاً، على الرغم من أن هذا لن يساعد إذا كان الغثيان ناتجًا عن النشاط المباشر للمواد الأفيونية في جزء الدماغ الذي يسبب الغثيان. عندما يكون هذا هو الحال، قد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للغثيان.
ما هي مخاطر التأقلم والاعتماد والإدمان؟
-
التأقلم
يحدث عندما تتغير استجابة الشخص لدواء ما بمرور الوقت، حيث يحتاج إلى كمية أكبر من الدواء لتحقيق نفس التأثير، مثل السيطرة على الألم أو النشوة. في سياق المواد الأفيونية والإدمان، مع مرور الوقت يتكيف الدماغ مع فائض هرمون المكافأة، الدوبامين. عندما يتكيف الدماغ، فإنه يتطلب المزيد من المواد الأفيونية من أجل الشعور بنفس التأثيرات أو الفوائد. التأقلم هو عملية تدريجية تعتمد بشكل كبير على المادة الأفيونية المحددة المستخدمة، وجرعة الدواء، وبيولوجية الشخص. إلى حد ما، سيطور كل شخص في نهاية المطاف التأقلم مع المواد الأفيونية إذا تم تناولها لفترة كافية.
-
الاعتماد
يحدث عندما يحتاج الشخص إلى مادة لكي يشعر بأنه طبيعي ولمنع أعراض الانسحاب من الجسم. لقد عانى الكثير منا من هذا على نطاق أصغر بكثير في الأيام التي نحرم فيها من القهوة. مع المواد الأفيونية، بمجرد أن يعتمد الشخص جسديًا، يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول الدواء إلى أعراض معدية معوية، وقلق، وهيجان. كل شخص يتعرض للمخدرات لفترة كافية سيصبح مدمنًا، على الرغم من أن نسبة صغيرة فقط من الناس تصبح مدمنة حقًا.
-
الإدمان
هو حالة مرضية تظهر عندما يستمر الشخص في تعاطي المخدرات على الرغم من العواقب الصحية والاجتماعية و/أو الاقتصادية الضارة. تقييم المخاطر الفردية للإدمان أمر معقد ويتضمن العديد من العوامل: العوامل البيولوجية، التنموية والبيئية تتحد للتأثير على استعداد المريض الفردي. في النهاية، يمكن أن تحدث جرعة زائدة مميتة عندما يتم تناول الكثير من الدواء أو الجمع بينه وبين عقاقير خطيرة أخرى ، مما قد يتسبب في توقف الشخص عن التنفس.
ما الأدوية الأخرى التي أتناولها والتي قد تشكل مخاوف تتعلق بالسلامة؟
كما ذكرنا سابقًا، تؤثر المواد الأفيونية على دماغك ويمكن أن تجعلك تشعر بالنعاس وتبطئ تنفسك.
يمكن لبعض الأدوية أو المواد، عند دمجها مع المواد الأفيونية، أن تزيد من هذا التأثير. الأدوية التي يتم أخذها في الاعتبار بشكل شائع هي تلك التي تستخدم لعلاج النوبات ومشاكل النوم والاضطرابات النفسية والتشنجات العضلية. هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتجنب التفاعلات الدوائية.
في عصرنا
من الجدل المتعلق بالاستخدام المفرط للمواد الأفيونية، هناك تركيز مستحق على الوصفات الطبية الحكيمة. تُستخدم الأساليب الإجرائية، مثل الحقن والأدوية غير الأفيونية، في كثير من الأحيان كعلاجات فعالة للأشخاص الذين يعانون من الألم؛ لأن هذه التدخلات لا تنطوي على مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة مثل الجرعة الزائدة. ولكن هناك أوقات يكون فيها العقار الأفيوني هو الاختيار الصحيح؛ إنها مسألة مناقشة مدروسة وفهم المخاطر الخاصة بك.
الخلاصة
إذا وجدت نفسك في دورة علاجية تتطلب المواد الأفيونية للألم المزمن وكنت قلقًا بشأن احتمالية إساءة استخدام المواد الأفيونية، فناقش هذا الأمر مع طبيبك، إلى جانب خطة لمعالجة الآثار الجانبية لهذه الأدوية. يمكنكما معًا الموازنة بين إيجابيات وسلبيات تناول المواد الأفيونية والعمل على إدارة نوع معين من الألم.
المراجع
- Helpful Materials for Patients | Drug Overdose | CDC Injury Center. (2020). Retrieved 28 August 2020, from https://www.cdc.gov/drugoverdose/patients/materials.html
- Publishing, H. (2020). The Science of Pain Management – Longwood Seminar – Harvard Health. Retrieved 28 August 2020, from https://www.health.harvard.edu/pain/the-science-of-pain-management-longwood-seminar acceced at 28/8/2020.