تبدو الرعاية الصحية عن بعد (Telehealth) التي هي عبارة عن برامج رعاية افتراضية تسمح لمتخصصي الرعاية الصحية والمرضى بالالتقاء عبر الهاتف أو محادثة الفيديو مصممة خصيصًا لهذه اللحظة من الزمن كما أنها تعرف أيضاً باسم التطبيب عن بعد أو الصحة الرقمية وغالباً ما يتم وصفها على أنها مريحة للمرضى المشغولين أو البعيدين أو عندما لا يكون السفر ممكنًا بسبب الأحوال الجوية السيئة أو في الأوضاع الطارئة مثل السكتة الدماغية.
خلال الأزمة الحالية حيث ينتشر فيروس كورونا في المجتمعات الأمريكية تجعل حلول الرعاية الافتراضية مثل الرعاية الصحية عن بعد أداة لا غنى عنها، حيث عبر مدراء مركز الرعاية عن بعد في أمريكا أنها سوف تساعد على تسوية منحنى العدوى وسوف تساعد على نشر الطواقم الطبية ومعدات إنقاذ الحياة بحكمة.
كيف يمكن أن تساعد الرعاية الصحية عن بعد خلال تفشي فيروس كورونا؟
في حين أنه من المحتمل إصابة العديد من الأشخاص بفيروس كورونا، فالعديد منهم لن تكون إصابتهم خطيرة، حيث أن الفئات الأكثر عرضة للخطر هم ممن فوق ال60 عام والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية أو لديهم ضعف في جهاز المناعة، أن المهمة الأولى على كل واحد منا جميعًا هي تجنب أن يصبح حاملًا للفيروس وناقلًا له وعند استخدام الرعاية الافتراضية للحصول على الكثير من الرعاية الصحية الاعتيادية والضرورية وتأجيل الاجراءات الاختيارية والفحوصات السنوية فإننا نتيح الطواقم الطبية والمعدات اللازمة لمن سيكون مرضهم خطيرًا بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى ذلك فإننا من خلال عدم التجمع في المساحات الصغيرة مثل غرف الانتظار نُفشل قدرة الفيروس على القفز من شخص لآخر، يطلق على حفظ التباعد بين الناس ” الإبعاد الاجتماعي” وإبعاد مقدمي الخدمة الصحية عن المرضى وغيرهم من مقدمي الخدمات “الإبعاد الطبي”، أن الرعاية الصحية عن بعد هي الطريقة التي تساعدنا على تحقيق ذلك.
كيف يمكن للطاقم الطبي استخدام خدمات الرعاية الصحية عن بعد لتقرير أي الحالات يجب عليها القدوم للمستشفى؟
نحن نعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة لفيروس كورونا مثل الكحة وآلام في الجسم بإمكانهم الراحة في منازلهم وشرب المشروبات الساخنة وعلاجها كأي إصابة بالأنفلونزا، معدات الفحص متوافرة بشكل محدود ويتم استخدامها في الوقت الحالي بشكل أساسي لمجموعات معينة: على سبيل المثال للمرضى الذين هم من الفئات الأكثر عرضة للخطر أو ممن هم حقاً في مرضى في أوضاع حرجة ولأفراد الطاقم الطبي ممن تظهر عليهم الأعراض أو تعرضوا لفيروس كورونا للمساعدة في منع المزيد من الانتشار للمرض.
تستخدم الرعاية الصحية عن بعد محادثات الفيديو أو حتى مكالمات الهاتف البسيطة لكي تسمح للأفراد العاملين في المجال الطبي بطرح أسئلة محددة وجمع المعلومات لمعرفة إذا ما كانت الحالات بحاجة إلى رعاية طارئة أو إذا ما كان الشخص بإمكانه الاستمرار في متابعة الذاتية لأعراضه في المنزل إلى أن يتعافى كما يمكن أن تستخدم للمتابعة والفحص الدوري أثناء التعافي حسب الحاجة.
كيف يمكنك أن تحصل على أفضل استفادة من وقت الطبيب أثناء المكالمة؟
في الولايات المتحدة الأمريكية يتبع مقدمو الخدمات الصحية التوجيهات المقدمة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والدوائر الصحية الدولية والمحلية وخبراء الأمراض المعدية في المستشفيات.
يطرح الأطباء أسئلة للفحص أثناء المكالمة تساعدهم في تمييز إذا ما كان الشخص من ذوي الإصابة المنخفضة أو المتوسطة أو عالية الخطورة وإذا ما كانوا يعانون من أعراض طفيفة أو متوسطة أو حادة لعدوى في الجهاز التنفسي العلوي والتي قد تكون نتيجة فيروس كورونا.
من خلال جمع المعلومات الأساسية بسرعة وانتظام يمكن للطبيب الذي تتحدث معه أن يساعد في تحديد إذا ما كنت بحاجة إلى زيارة الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى للحصول على الرعاية أو البقاء في منزلك إلى أن تتعافى.
- قبل البدء بالمحادثة قم بتدوين جميع الأعراض التي تظهر عليك، إذا ما كنت مصابًا بالحمى أو إذا ما كنت قد أخدت أي دواء.
- كن جاهزًا للإجابة على بعض الأسئلة التي قد تبدو مملة أو لا علاقة لها بما يحدث، مثل: إذا ما كنت قد سافرت مؤخرًا وإلى أين؟
- حاول أن تتجنب رغبتك الملحة في طرح بعض الأسئلة التي قد تكون منطقية ولكنها ليست طبية فهذه الأسئلة تستغرق وقتًا، مثل: هل يجب أن أقوم بإلغاء عطلة العائلة الصيفية؟ أو هل يمكن أنني التقطته أثناء اللعب مع كلب جاري؟ الكثير من المكالمات التي يتم فرزها عبر خطوط الاتصال المباشرة لا يتم الرد عليها وذلك لأن كمية المكالمات كثيرة، إن إبقاء المكالمات قصيرة يسمح للأطباء بمساعدة المزيد من الأشخاص وإذا كان لديك الكثير من الأسئلة المتعلقة بفيروس كورونا لتحصل على الإجابات يمكنك زيارة المواقع الالكترونية الموثوقة مثل: مركز مكافحة العدوى والوقاية منها CDC أو منظمة الصحة العالمية World health organisation حيث يوفر مركز مكافحة العدوى والوقاية منها معلومات تساعدك في حماية نفسك وما الذي عليك القيام به في حال أصبحت مريضًا.
ما هي خدمات الرعاية الصحية عن بعد المتوفرة لك؟
إذا كنت تملك تأمين صحي يمكنك التأكد إذا ما كانت خطتك الخاصة تعرض خدمات للرعاية الصحية عن بعد وفي حال لم تكن كذلك هناك العديد من الشركات الوطنية المعروفة توفر هذه الخدمات بأسعار ثابتة، قد يقترح طبيبك الخاص خدمة خاصة أو يمكنك البحث عن ” الرعاية الصحية العاجلة عبر الإنترنت” أو ” مؤسسات الرعاية الصحية عن بعد” أو مؤسسات التطبيب عن بعد في دولتك.
كيف يمكننا أن نساعد بعضنا البعض؟
في هذه الأوقات العصبية نحن نتطلع أن نحصل على الدعم واللطف والرحمة من بعضنا البعض، يجب علينا حماية ورعاية بعضنا البعض وأن نقدم يد المساعدة عندما نقدر على ذلك مع الحفاظ على بقاء المسافة الآمنة، لا يوجد شيء لا يمكننا تحمله إذا ما جعلنا إنسانيتنا هي المحور وفي المقدمة ونظمنا بحذر استخدام مواردنا المشتركة، لدينا ما يكفي من العاملين الأساسين في تقديم الرعاية الصحية بما فيهم على سبيل المثال لا الحصر: الأطباء والممرضين وأخصائيين العلاج الفيزيائي والوظيفي والنطق والتنفس والأخصائيين الاجتماعيين، لكي نتمكن من رعاية المرضى لابد أن نحد من السرعة التي تنتشر العدوى فيها، ونحن نحتاج لمساعدتك لإدارة الأمر، لقد انتهى وقت الافتتاح، حان الوقت ليقوم كل منا بدوره.
المراجع
- Lee H. Schwamm, (2020) Can telehealth help flatten the curve of COVID-19?, Available at: https://www.health.harvard.edu/blog/can-telehealth-help-flatten-the-curve-of-covid-19-2020032419288? (Accessed: 2/4/2020).