غاز مسيل للدموع
يستخدم الغاز المعروف باسم غاز مسيل للدموع في الحروب والصراعات لأهداف مختلفة، وهو عبارة عن مزيج من المركبات الكيميائية من أبرزها:
- غاز CS ” Chlorobenzalmalononitrile-2″
- مادة الفيناسيل كلورايد CN “Phenacyle Chloride” وهي الأكثر سمية.
- غاز CR “Dibenzoxazepine”
- غاز OC “Capsaicinoid”
بالإضافة لبعض المواد الكيماوية الأخرى، التي تُضغط وتوضع داخل قنبلة مثقوبة مصنوعة من الألمنيوم، مغطاة بطبقة من الشمع الذي يذوب عند إطلاق القنبلة سامحًا للغاز بالخروج، تعمل هذه الغازات عند التعرض لها على تهييج فوري وشديد لكلٍ من الجلد والغدد الدمعية في العين والأغشية المخاطية في كلٍ من الأنف والفم والرئتين.
آثار استنشاق غاز مسيل للدموع
غالبًا لا يسبب التعرض لهذه المواد خطرًا شديدًا على حياة الإنسان، ويختلف تأثيرها بناءً على الكمية التي تعرض لها الشخص، ومدة التعرض للغاز؛ حيث إنه كلما زادت كمية الغاز الذي تعرض له الشخص كلما زاد تأثيرها وأصبحت أكثر سمية، وقد سُجّلت حالات وفيات إثر التعرض لهذه المواد بتركيزٍ عالٍ في مكانٍ مغلق لفترة زمنية طويلة.
تبدأ الأعراض بالظهور بعد أقل من دقيقة من استنشاق الغاز، وينتهي تأثير الغاز المستنشق بعد ثلاثين دقيقة على الأكثر في معظم الحالات.
تتمثل أعراض استنشاق هذا الغاز في التالي:
أولًا: العين
يؤدّي إلى تدفق غزير للدموع ورشح للسوائل حول العينين والتهاب في باطن الجفن وتشنجه، بالإضافة لاحمرار وألم في العينين وفوبيا الضوء والعمى المؤقت، وكلها أعراضٌ بسيطةٌ تزول بعد زوال تأثير الغازات -أي بعد نصف ساعة على الأكثر- ولا تؤدي إلى ضرر دائم بالعين، على الرغم من ذلك فإنه قد سجلت حالات حدثت فيها أضرارٌ دائمةٌ للعين مثل تلف العصب البصري والمياه البيضاء ومرض الزرق والتهاب القرنية الناخر، لكنه لم يثبت أن الأضرار الدائمة قد حدثت بسبب التعرض للغاز نفسه أم بسبب انفجار القنبلة بالقرب من الوجه أو المذيب الموجود بالخليط.
ثانيًا: الجهاز التنفسي
يؤدي إلى ألم وشعور حارق بالأنف واحتقان في الحلق وخلل في الصوت وسعال وعطاس وصعوبة في التنفس، وكلها أيضًا أعراض لحظية تصاحب التعرض للغازات وتذهب بعد انتهاء مفعولها، لكن إذا ما تعرض الشخص لكميات كبيرة ومستمرة من الغاز فإنه سيؤدّي إلى تضييق شديد في الشعب والقصيبات الهوائية وسعال مصحوب بدم، وحساسية شديدة في الرئتين ورشح للسوائل بهما، مما يؤدي إلى الاختناق بسبب نقص الأكسجين، وفشل في القلب مؤديًا إلى الموت.
- ابتلاع اللعاب الملوث بالغازات يؤدي أحيانًا إلى ألم في المعدة وغثيان وقيء وإسهال.
- بعض الأشخاص وخاصةً الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة قد تمتد الأعراض عندهم لساعات.
ثالثًا: الجلد
يؤدّي إلى الشعور بالوخز والحرارة على الجلد، لكن إذا ما استمر التعرض لهذه الغازات فقد يؤدي ذلك إلى احمرار وحروق سطحية وطفح جلدي.
العلاج في حال التعرض للغاز مسيل للدموع
يتركز علاج التعرض لمثل هذه الغازات على تخفيف الأعراض حيث إنه لا يوجد مضاد طبي معروف لتأثير استنشاق غاز مسيل للدموع، لذلك فإن أفضل طريقة لتخفيف الأعراض هي الابتعاد عن مصدر الغاز والبقاء في منطقة ذات تهوية جيدة وعدم محاولة لمس الجلد أو العينين، ثم غسل العين بالماء أو بالمحلول الملحي لمدة خمسة عشر دقيقة هو أفضل علاج لإزالة تأثير الغاز على العين، قد يتم وضع مسكنات موضعية حول العين لو وجدت رعاية طبية بالمكان.
في حال التعرض لانفجار قنبلة الغاز بالقرب من الوجه فإنه يجب الذهاب لطبيب العيون لعمل الفحوصات اللازمة لضمان سلامة العين من أي ضرر دائم، ولإزالة بقايا بودرة القنبلة التي قد تظل عالقة داخل العين وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة لاحقًا.
المصادر
- Leo J Schep1, R J Slaughter1 and D I McBride2 (2015) Riot control agents: the tear gases CN, CS and OC, Available at: https://jramc.bmj.com/content/161/2/94.long?fbclid=IwAR3aU9-hctgvHDO56QZ5hL-bCTMwuD8fqAtiBPTkHJHCmm6JnsK_tPZAvL4 (Accessed: 1/3/2019).
- R. A. Scott (1995) Treating CS gas injuries to the eye. Illegal “Mace” contains more toxic CN particles., Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2550866/?fbclid=IwAR3IMY0a8kIfTwc-_Ok4M9JM0lm1_RzqMdjadkiLYCq3BRKw8lQY6kbnFPU (Accessed: 1/3/209).
- ENCYCLOPEDIA BRITANNICA (2018) Tear gas, Available at: https://www.britannica.com/technology/tear-gas (Accessed: 1/3/2019).
مراجعة علمية وتدقيق لغوي: أمل أحمد الكاشف.