يعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء حماية في الجسم فهو محاط بثلاث طبقات من الأغشية المسماة بسحايا الدماغ وهناك أيضًا السائل الشوكي الذي يعمل على امتصاص الصدمات ومن ثم هناك عظام الجمجمة المسماة بالقحف التي تعمل على حمايته من الصدمات ولذلك فإن أي تجمع دموي داخل القحف يؤدي الى زيادة الضغط داخله؛ وبالتالي الضغط على خلايا الدماغ والتأثير على وظيفتها. سنشرح لكم اليوم عن النزيف الدموي تحت الجافية وما أعراضه وأسبابه وكيفية علاجه.
ما هو النزيف تحت الجافية؟
هو عبارة عن نزيف بين الدماغ والطبقة الخارجية من طبقات الغشاء التي تغطي الدماغ والتي يطلق عليها الأم الجافية مما يؤدي إلى تشكيل تجمع دموي يعرف باسم “الورم الدموي تحت الجافية”. وينتج هذا التجمع في الغالب بسبب تمزق أحد الأوردة الدموية التي تمر تحت الجافية.
أنواع النزيف الدموي تحت الجافية
ينقسم النزيف تحت الجافية بناء على عمر الورم الدموي وخطورته حتى لحظة اكتشافه:
- الورم الدموي الحاد: والتي تحصل خلال الساعات الأولى من الإصابة وفي الغالب خلال 72 ساعة وفي الغالب تنتج عن الإصابات الشديدة وتظهر أعراضها بسرعة.
- دون الحاد: وهي التي تحدث خلال أيام من وقت الإصابة ما بين 3-7 أيام من الإصابة.
- المزمن: وتنتج عن إصابات أقل حدة وتتطور خلال أسابيع من وقت الإصابة.
أسباب النزيف الدموي تحت الجافية
- إصابات الرأس: وتعتبر أشهر سبب لحدوث هذا النوع من النزيف وقد تنتج عن حوادث السيارات أو الدراجات أو حوادث السقوط والاعتداءات.
- مشاكل في تخثر الدم كنقص في الصفائح الدموية وأمراض الكبد أو تناول الأدوية المسببة لعدم تخثر الدم كالأسبرين والكوماديين“warfarin”.
- بعد العمليات الجراحية داخل الدماغ.
- انخفاض الضغط داخل الدماغ: ويحدث كمضاعفة بعد البزل القطني أو تركيب تحويلة دماغية.
- بشكل تلقائي: وهو أمر غير شائع.
عوامل الخطورة للإصابة بنزيف تحت الجافية
- تناول مميعات الدم المختلفة مثل الأسبرين والوارفرين.
- كبار السن والأطفال الصغار.
- الأشخاص المصابين بمشاكل في تخثر الدم كنقص الصفائح الدموية وأمراض الكبد المزمنة.
أعراض النزيف الدموي تحت الجافية
- صداع.
- صعوبة في الكلام أو التوازن.
- فقدان جزئي أو كلي للوعي.
- قيء وغثيان.
- فقدان في الذاكرة.
- شلل نصفي وضعف في الجسم.
- تلعثم في الكلام.
- في بعض الأحيان قد يحدث نوبات من الصرع.
أما بالنسبة للورم تحت الجافية المزمن فإنه يكون في الغالب مصاحب بعدة أعراض، منها:
- الصداع المستمر.
- الخمول والارتباك.
- فقدان الذاكرة.
- تغير في الشخصية.
تشخيص النزيف تحت الجافية
بعد أن يقوم الطبيب بأخذ تاريخك المرضي وفحصك سريريًا، سيقوم بطلب:
- فحص عوامل التخثر.
- أشعة مقطعية للدماغ (Brain CT) والتي ستظهر مكان الورم الدموي وحجمه وهل لديه أي تأثير على خلايا الدماغ وهل يحتاج إلى تدخل جراحي أم لا.
- الرنين المغناطيسي: ويعتبر هذا الفحص الأفضل في التمييز بين أنواع الورم الدموي وتحت الجافية كما أنه يستخدم لدي الحوامل حيث أنه لا يحتوي على أي أشعة ضارة للجنين.
علاج النزيف تحت الجافية
يعتمد علاج الورم والنزيف الدموي تحت الجافية بشكل أساسي على حجم الورم وعلى أعراض المريض بشكل أساسي، كما يلي:
- الأورام الدموية الصغيرة والتي لا تؤثر بشكل كبير على خلايا الدماغ ولا تؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة أو يمكن التحكم بأعراضها فإنه يفضل متابعتها بشكل دوري وإجراء فحص دوري بالتصوير المقطعي.
- كما يحتاج المريض إلى إبلاغ الطبيب إذا كان يأخذ أي أدوية من أدوية مميعات الدم لأن الطبيب قد يحتاج إلى إيقافها.
- الجراحة: خاصة إذا كان التجمع الدموي كبير ويشكل خطرا على خلايا الدماغ وهناك طريقتان:
- حج القحف: ويتم من خلال فتح الجمجمة وإزالة التجمع الدموي.
- ثقب الجمجمة ثقب صغير ومن ثم امتصاص التجمع الدموي بشرط أن يكون التجمع الدموي غير متخثر.
المضاعفات التي يمكن أن تحدث على المريض
قد تحدث المضاعفات نتيجة عدم اكتشاف النزيف الدموي مبكرًا، ومن هذه المضاعفات ما يلي:
- نوبات من الصرع.
- زيادة الضغط داخل القحف.
- العدوى البكتيرية.
- عودة النزيف مرة أخرى.
المصادر
- Richard J Meagher, MD (2018) Subdural Hematoma, Available at: https://emedicine.medscape.com/article/1137207-overview (Accessed: 3 December 2018).
- NHS (2018) Subdural haematoma, Available at: https://www.nhs.uk/conditions/subdural-haematoma/ (Accessed: 3 December 2018).
