في المقال السابق، قدمنا لكم شرحًا مفصلًا حول سرطان الجلد، أعراض سرطان الجلد، علاج سرطان الجلد، واليوم سنتحدث بتفصيل أكثر حول انواع سرطان الجلد.
هناك نوعين أساسين من انواع سرطان الجلد وهما:
- الميلانوما melanoma (سرطان الجلد الخبيث): إن هذا النوع من السرطان أصله من الخلايا الصباغية الموجودة في طبقة البشرة من الجلد.
- السرطان الغير قتامي non-melanoma: هذا النوع من السرطان نسبة انتشاره كبيرة جدًا أكثر ب 20 مرة من سرطان الجلد الخبيث، وينقسم إلى أنواع منها:
- سرطان الخلايا القاعدية (basal cell carcinoma): وهو الذي يتطور من الخلايا القاعدية، تلك الخلايا الموجودة في الطبقة السفلى من طبقات الجلد.
- سرطان الخلايا الحرشفية (squamous cell carcinoma): وهو الذي يتطور من الخلايا الحرشفية، تلك الخلايا التي تصنع الكيراتين، وهناك أنواع أخرى ولكنها نادرة الانتشار.
انواع سرطان الجلد
الميلانوما
إن الميلانوما هي أقل أنواع سرطان الجلد انتشارا وفي نفس الوقت هي الأخطر والأكثر سوءًا، وذلك كونها من أشهر السرطانات التي إذا بدأت بالجسم تغلغلت إلى مناطق أخرى. إن نسبة المصابين بهذا النوع في الولايات المتحدة حوالي 9000 حالة سنويًا، وتعتبر ثاني أشهر سرطان يصيب الناس من عمر 15-34 عامًا، وغالبًا ما تصيب الإناث أكثر من الذكور.
إن سرطان الميلانوما يبدأ كبقعة سوداء اللون على الجلد (شبيهة بالشامة)، وقد تبدأ من جزء معين في الجلد أو من شامة قديمة موجودة من قبل، لذلك من المهم معرفة الفرق بين الميلانوما والشامة الطبيعية، وهناك بعض الاختلافات بينهما مثل:
- عدم التماثل: يعتبرها شكلها غالبًا غير منتظم، بخلاف الشامة الطبيعية التي تكون دائرية الشكل تقريبًا.
- الحدود: إن حوافها غالبًا ما تكون خشنة وغير واضحة، بخلاف حواف الشامة التي تكون ملساء وواضحة المعالم.
- اللون: إن لون الصبغة في هذا النوع غير موحد، أي نجد بعض الاختلاف في اللون بظهور بقع متفاوتة في الصبغة بخلاف الشامة الطبيعية التي تكون متماثلة في لونها.
- المقاس أو الحجم: غالبًا ما نجد أن حجمها أكبر من الشامة، إضافة إلى أنها تستمر في الانتشار وزيادة حجمها.
- مدى التطور: إذا وُجِد أي تغيرات في حجم الشامة أو لونها أو شكلها أو ارتفاعها أو أي أعراض أخرى كالنزيف أو الحكة أو غيرها، فعلى الأغلب فإن هذا يعني أنها سرطان الجلد الخبيث.
-
أعراضها
من الممكن أن تتطور الميلانوما دون الشعور بأي ألم أو انزعاج، حيث أنها تظهر عند العديد من المصابين كتغيرات في الجلد أو الرأس أو الأظافر وغيرها دون أي علامات للألم؛ ولكن في بعض الأحيان قد تسبب الميلانوما بعض الأعراض ومنها:
- الشعور بحكة في المكان المصاب بالسرطان.
- الشعور بالألم في المنطقة.
- حدوث نزيف في منطقة الإصابة.
لذلك عند ظهور مثل تلك الأعراض، وخاصة عند ملاحظة حدوث أي تغيرات على الشامات القديمة (كونها أشهر الأسباب لنمو السرطان الخبيث)، لابد من مراجعة الطبيب فورًا ليقوم بالفحوصات اللازمة.
هناك خمس مراحل لمرض سرطان الجلد الخبيث (الميلانوما):
- المرحلة (0): وهي المرحلة التي ينمو فيها السرطان من الطبقة الأعلى من الجلد (البشرة).
- المرحلة (1): ينمو السرطان في هذه المرحلة في الجلد أيضًا؛ ولكن سمكه يزداد في النمو، حيث أن سمكه حوالي 1 مم، وهناك درجتان من هذه المرحلة وهما:
- المرحلة 1a: يكون الجلد في هذه الحالة الموجود فوق الميلانوما متواصل أي مغلق.
- المرحلة 1b: يكون الجلد المغطي للميلانوما متقرح (غير مغلق).
- المرحلة (2): تزداد الميلانوما في سمكها، حيث يصبح سمكها متراوحًا بين 1-4 مم، ويكون الجلد المغطي للميلانوما متقرح ومفتوح أيضًا، ولكن السرطان في هذه الحالة لم ينتشر بعد.
- المرحلة (3): في هذه المرحلة تبدأ الميلانوما بالانتشار، قد تنتشر إلى الجلد القريب منها أو إلى العقد الليمفية القريبة منها
- المرحلة (4): تنتشر الميلانوما إلى الأعضاء الداخلية، العقد الليمفية، وقد تنتشر إلى مناطق بعيدة من الجلد
سرطانات الجلد غير القتامية (non-melanoma)
-
سرطان الخلايا القاعدية (basal cell carcinoma)
إن سرطان الخلايا القاعدية هو الأكثر انتشارًا، وخاصة في الولايات المتحدة التي تشخص الملايين من المصابين سنويًا بسرطان الخلايا القاعدية، إن تطور سرطان الجلد غالبًا ما يكون في المناطق الأكثر عرضة للشمس كالرأس والوجه واليدين؛ ولكن هذا لا ينفي وجود سرطان الجلد في مناطق أخرى أيضًا، إن سرطان الخلايا القاعدية هو أكثر الأنواع انتشارًا بين كبار السن، وقد وجدت الدراسات أن كبار السن فوق عمر الـ 77 عاماً أكثر عرضة للإصابة بنسبة خمس أضعاف إصابة كبار السن من عمر 50-55 عامًا.
سرطان الخلايا القاعدية نادرًا ما ينتشر إلى مناطق أخرى في الجسم، لكن التعامل معه ومعالجته مهم جدًا، بسبب قدرته على التوسع وتدمير الجلد والأنسجة إذا استمر في النمو.
من الأعراض التي يعاني منها مريض سرطان الخلايا القاعدية:
- نمو غريب في الجلد على شكل قبةٍ غالبًا، وفي نفس الوقت قد تكون الأوعية الدموية واضحة في تلك المنطقة، غالبًا ما يكون الجلد ورديًا وقد نجده ملونًا، بني أو أسود، وقد يحدث النزيف بسهولة في المنطقة المصابة.
- ظهور بقعٍ وردية متقشرة خاصة في منطقة الصدر والظهر، نموها بطيء بعض الشيء، وقد يخلط بينها وبين بقع الإكزيما.
- ظهور مناطق من الجلد شمعية الملمس وقاسية، شاحبة اللون تتراوح بين الأبيض والأصفر وكأنها ندبة؛ ولكن من الصعب تحديد الحواف فيها.
على الرغم من ذلك كله، فإنه نادرٌا ما يكون سرطان الجلد القاعدي مؤلم، فقد يظهر فقط على الجلد دون ألم.
هناك انواع سرطان الجلد من سرطان الخلايا القاعدية:
- سرطان الخلايا القاعدية العقيدي (nodular basal cell carcinoma): يظهر السرطان على شكل عقدة وقد تكون متقرحة.
- سرطان الخلايا القاعدية المصبوغة (pigmented basal cell carcinoma): ويكون فيها السرطان ملون، فقد يكون بني أو أسود اللون.
- سرطان الخلايا القاعدية السطحي (Superficial basal cell carcinoma): غالبًا ما يظهر على الصدر أو الظهر، ويكون أحمر اللون.
- سرطان الخلايا القاعدية المتصلب (sclerosing basal cell carcinoma): يظهر السرطان وكأنه ندبة، ويكون أحمر اللون غالبًا.
-
سرطان الخلايا الحرشفية (squamous cell carcinoma)
إن سرطان الخلايا الحرشفية هو أحد أنواع سرطان الجلد الشهيرة، حيث أن حوالي 700000 حالة يتم تشخيصها سنويًا في الولايات المتحدة، وهو كسرطان الخلايا القاعدية يحدث غالبًا في المناطق الأكثر عرضة لأشعة الشمس، كالوجه والرأس واليدين، وهذا أيضًا لا يعني عدم وجوده في أماكن أخرى؛ بل بالعكس نجد أن هناك بعض الحالات التي يتطور فيها سرطان الجلد في داخل الفم والشفاه، أو الأعضاء التناسلية، وهو يظهر كبقع متقرحة في أغلب الأوقات، تكون مؤلمة أكثر من سرطان الخلايا القاعدية.
إن تطور سرطان الخلايا الحرشفية بنموه وزيادة عمقه قد يؤدي إلى تدمير الأعضاء المصابة بشكل كامل، كتلك التي تنمو في الأنف أو الأذن، وقد ينتشر السرطان إلى أماكن أخرى من الجلد، ولكن هذا نادرًا ما يحدث؛ لأن معظم الحالات يتم علاجها في المراحل الأولى من المرض.
ما هي الأعراض التي تظهر للمصاب بسرطان الخلايا الحرشفية:
- ظهور نتوءات على الجلد وغالبًا ما تكون خشنة الملمس.
قد تنمو النتوءات مكونة كتل تشبه القبة، وغالبًا ما يصاحبها نزيف في تلك المنطقة.
- ظهور تقرحات في الجلد لا تلتئم، وقد تلتئم في بعض الأحيان، ولكن سرعان ما تعود مرة أخرى.
- ظهور بقع حمراء سطحية متقشرة تنمو ببطء (داء بوين).
- في بعض الحالات النادرة قد ينمو السرطان تحت الأظفر مسببًا تدميره.
داء بوين (Bowen’s disease)
هو مرض جلدي يظهر فيه بقع حمراء، وغالبًا ما تكون متقشرة، وينتج عند حدوث نمو غير طبيعي للطبقة الخارجية من الجلد. لا يعتبر داء بوين أحد انواع سرطان الجلد؛ ولكن من المهم التعرف عليه؛ لأنه في بعض الأحيان قد يتطور متحولًا إلى سرطان جلدي، لهذا السبب فإن معالجة هذا المرض بأسرع وقت ممكن في غاية الأهمية، للوقاية من الإصابة بأحد انواع سرطان الجلد.
أعراض داء بوين:
- ظهور بقع حمراء على الجلد غير منتظمة الحواف، وتكون متقشرة أو متقرحة غالبًا.
- في بعض الأحيان قد يحدث نزيف في المناطف المصابة (المتقرحة من تلك البقع).
- نمو البقع بشكل بطيء بعض الشيء حيث أن حجمها لا يتعدى الميليمترات؛ ولكن في بعض الحالات المزمنة قد تصل إلى السنتيمترات.
- في المراحل الأولى من المرض يظهر مشابهًا لأمراض أخرى، أي أنه قد يحدث خلط بينه وبين أمراض أخرى، كمرض الصدفية أو السعفة أو الإكزيميا.
- غالبًا ما تظهر البقع في المناطق الأكثر عرضة لأشعة الشمس، وقد تظهر تحت الأظافر أو حولها.
- قد يتطور المرض في مناطق الأعضاء التناسلية، وهنا قد يختلف مسمى المرض قليلًا حسب نوع العضو المصاب من الأعضاء التناسلية.
- أغلب المصابين يظهر المرض عليهم على شكل بقعة واحدة، ولكن هناك نسبة حوالي 1-2 من كل 10 حالات مصابة يظهر فيها أكثر من بقعة في نفس الوقت.
- ظهور مرض بوين في الأعضاء التناسلية يكون أكثر احتمالية للتحول إلى سرطان الجلد مقارنةً بغيره من المناطق الأخرى في الجسم.
الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض بوين
- التعرض لأشعة الشمس فتراتٍ طويلة.
- المعالجة سابقًا بالعلاج الإشعاعي، لسرطان سابقٍ مثلًا.
- ضعف في جهاز المناعة، فإنه يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض بوين، كأولئك المصابين بمرض الإيدز، أو المصابين بنوع من السرطان، أو أولئك الذين قاموا بعمل زراعة لعضو ما، حيث أنهم يأخذون أدوية لتثبيط المناعة حتى لا يتم رفض العضو المزروع.
- الإصابة بال HPV وهو فيروس يصيب الجلد والجدار المبطن للأعضاء المختلفة كالفم والحنجرة والأعضاء التناسلية، وهناك حوالي أكثر من مئة نوع من هذا الفيروس، والقليل منها قد يسبب مرض بوين.
- التعرض لإصابة سابقة في الجلد، وكانت هذه الإصابة شديدة وحادة، أو أحدثت ندبة، فإن هذه المنطقة تصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض بوين.
- حدوث مشاكل التهابية في الجلد، كمرض الإكزيما مثلًا، فإنه يزيد من احتمالية الإصابة بمرض بوين.
كيف يتم التعامل مع مرض بوين
إن علاج مرض بوين ليس محدد، أي أن العلاج يعتمد على عوامل تحدده، كموقع البقع في الجسم، وحجم هذه البقع، ومستوى سمكها (عمقها)، وعدد البقع أيضًا، من خلال ذلك يقوم الطبيب بعدة إجراءات منها:
- الملاحظة (النظر والمراقبة).
- استخدام مراهم معينة يتم وضعها على المناطق المصابة، واستخدامه سهل للمريض، فهو بنفسه من يستطيع وضعه، ولكن العائق هو أن مثل تلك المراهم قد يُحدِث ألم، كحرق أو حكة في المكان.
- العلاج بالتبريد وذلك باستخدام سائل النيتروجين، ولكن هذا النوع من العلاج غالبًا ما يكون مؤلم، وقد يحدث آثار جانبية، كظهور تقرحات حول المنطقة المصابة.
- العلاج بالكشط، ويتم فيه استخدام مخدر موضعي، بحيث يتم كشط المنطقة المصابة، وسرعان ما تلتئم بشكل طبيعي، وغالبًا تكون أقل ألمًا من استخدام العلاج بالتبريد.
- العلاج جراحيًا بإزالة المناطق المصابة، ولكن في بعض الأحيان قد يكون الالتئام صعبًا خاصة إذا كان في الساق أسفل الركبة.
- العلاج الضوئي، وذلك يتم من خلال استخدام مواد كيميائية خاصة حساسة للضوء، ويتم تسليط نوع معين من الأشعة على المنطقة المصابة، وذلك لتنشيط تلك المواد الكيميائية الحساسة التي تم استخدامها، وبذلك يتم حرق المنطقة المصابة وتدميرها.
- العلاج الإشعاعي وهو نادر الاستخدام، ولابد من التنويه إلى عدم استخدامه في حالة الإصابة تحت الركبة كما قلنا سابقًا، كون أن الجلد في تلك المنطقة صعب الالتئام.
- العلاج بالليزر، بحيث أنه في بعض الأحيان قد يلجأوا إلى استخدام الليزر في تدمير المناطق المصابة.
المصادر
- Cleveland Clinic (2016) Skin Cancer: Basal & Squamous Cell Carcinoma, Available at: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4581-skin-cancer (Accessed: 24 October 2018).
- Dr Oliver Starr (2018) Non-melanoma Skin Cancer, Available at: https://patient.info/health/skin-cancer-types/non-melanoma-skin-cancer (Accessed: 24 October 2018).
- Dr Jacqueline Payne (2016) Bowen’s Disease, Available at: https://patient.info/health/skin-cancer-types/bowens-disease (Accessed: 24 October 2018).
- American Academy of Dermatology (2018) Squamous cell carcinoma, Available at: https://www.aad.org/public/diseases/skin-cancer/squamous-cell-carcinoma#symptoms (Accessed: 24 October 2018).