مرض السادّ (Cataract) أو ما يعرفه معظم الناس باسم “المياه البيضاء” هو حدوث تغيرات في وضوح عدسة العين مما يؤدي إلى تدهور في حدة الإبصار.
توجد العدسة خلف الجزء الملون من العين، وهي شفافة لا يمكن رؤيتها إلا عند وجود تعكير كما في حالة مرض الساد، وتلعب دورًا مهمًا في تجميع الصور على شبكية العين، لذلك فإن وجود إعتام على العدسة يشوه الضوء الذي يمر عبرها وهذا ما يسبب ضعف الرؤية.
أسباب الإصابة بمرض المياه البيضاء
الساد أو المياه البيضاء المتكونة في العدسة هي عبارة عن تغير في طبيعة وتكوين البروتينات الموجودة أصلًا في العدسة، ويمكن أن تحدث هذه التغييرات لعدة أسباب:
- الساد الشيخوخي: وهو أكثر الأنواع شيوعًا ويحدث مع تقدم العمر، ويصيب النساء والرجال بشكل متساوي، ويتكون تدريجيًا وغالبًا في كلتا العينين ولكن تختلف حدته في كل منهما.
- الساد الخلقي: وهو نوع غير شائع، ويوجد عند الولادة، يتم فحص المواليد في الأيام الأولى وبعد 6-8 شهور، ويجب اكتشافه وعلاجه مبكرًا.
- أسباب أخرى:
هناك عوامل تزيد احتمالية الإصابة عند أشخاص أكثر من غيرهم وفي أعمار أقل من المعتاد، أهمها:- التدخين.
- مرض السكري.
- استخدام الأدوية المحتوية على الكورتيزون لفترات طويلة، سواءً الحبوب أو الحقن أو القطرات.
- إصابة أفراد العائلة من الدرجة الأولى بالساد.
- إجراء عمليات جراحية في العين.
- التعرض لإصابة في العين.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية مثل أشعة الشمس.
- مرض فرط ضغط الدم.
- السمنة.
- قصر النظر الشديد.
اعراض المياه البيضاء
تكون الأعراض خفيفة وغير ملحوظة أحيانًا في بداية تكون الساد على العدسة، وتزداد حدة هذه الأعراض مع تقدم المرض. أهم الأعراض التي يمكن أن تلاحظها:
- ضعف في الرؤية يزداد سوءًا كلما تقدم المرض، ويمكن أن يصل إلى انعدام الرؤية، ولا يمكن تصحيحه بالنظارة الطبية.
- ضبابية في الرؤية.
- رؤية هالات حول الضوء.
- زيادة الحساسية للضوء وصعوبة الرؤية في الضوء القوي أو في ضوء الشمس.
- عدم وضوح الألوان.
تظهر هذه الأعراض بشكل تدريجي ولا يصاحبها ألم في العين، ففي حال أصبح تطور الأعراض سريعًا أو صاحبها ألم في العين يجب مراجعة الطبيب لاحتمال وجود سبب آخر غير الساد.
كيف يتم تشخيص المياه البيضاء
يتم تشخيص المرض من خلال فحص الطبيب للعين ورؤية الساد المتكون على عدسة العين، وذلك بعد ملاحظتك لأي من الأعراض أو من خلال الفحص الروتيني.
علاج المياه البيضاء
يمكن التعايش مع مرض المياه البيضاء في مراحله المبكرة؛ حيث تكون الأعراض خفيفة ولا تؤثر على الحياة اليومية عند معظم المرضى، ولكن مع زيادة هذه الأعراض تدريجيًا وعندما تشكل عائقًا لممارسة الأنشطة اليومية، لا بد من حل نهائي لهذه الأعراض، وهو الحل الجراحي.
يجب أن تعلم أنه ليس هناك طريقة أخرى غير الجراحة لعلاج مرض الساد. ويختلف الوقت المناسب لإجراء العملية لكل مريض بناءً على عمره وطبيعة عمله ومدى تأثره بالأعراض، فمثلاُ إذا كانت طبيعة عملك تتطلب نظرًا حادًا فإنك ستحتاج لإجراء العملية في مرحلة مبكرة من المرض.
وهناك عدة طرق لإجراء العملية ولكن تشترك جميعها في أن الجراح يقوم بإزالة العدسة الأصلية وزراعة عدسة صناعية. ستلاحظ تحسن كبير في الرؤية بعد العملية وستصبح أفضل تدريجيًا بعد أن يزول الالتهاب حول العين بسبب العملية. بعد إجراء العملية يتوجب عليك الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب وهي عبارة عن قطرات لحماية العين من الالتهاب والعدوى بعد العملية، والمتابعة عند طبيبك للتأكد من نجاح العملية وشفاء العين من آثارها وعدم حدوث أي مضاعفات
عملية المياه البيضاء
تعتبر هذه العملية آمنة إلى حد كبير، ولا يترتب عليها مضاعفات خطيرة إلا نادرًا بنسبة 5% من الحالات، مثل الالتهابات والعدوى وارتفاع ضغط العين والنزيف وانفصال الشبكية. وفي حالات نادرة جدًا يمكن أن يضطر الطبيب لإعادة إجراء العملية لتعديل موقع العدسة الصناعية أو تغييرها.
المصادر
- The National Eye Institute (2015) Facts About Cataract, Available at: https://nei.nih.gov/health/cataract/cataract_facts (Accessed: 8 October 2018).
- Kierstan Boyd (2018) What Are Cataracts?, Available at: https://www.aao.org/eye-health/diseases/what-are-cataracts (Accessed: 8 October 2018).
- Gretchyn Bailey (2018) What Causes Cataracts?, Available at: https://www.allaboutvision.com/conditions/cataracts.htm (Accessed: 8 October 2018).
- Vance Thompson, MD (2018) Cataract Surgery, Available at: https://www.allaboutvision.com/conditions/cataract-surgery.htm (Accessed: 8 October 2018).